رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أغلبية مشاركة.. لا صامتة

حتى نصون ثورة 52 يناير ونحافظ علي روحها التي وقف أمامها العالم منبهراً غير مصدق أن شباب مصر فجر ثورة من أنقي وأرقي الثورات مستخدماً بجدارة التكنولوجيا الحديثة في الإعداد لها.. فعلينا دائماً أن نتذكر.. والذكري تنفع المؤمنين بأن ثورة أيام لم تتعد (81 يوماً) أنهت نظاماً فاسداً استبدادياً.. كان همه الأول اغتصاب مقدرات الوطن.. والتقليل من شأن أبنائه.. وللعجب استمر القائمون علي الحكم وبطانتهم بترويج صفات تسيء إلي الشعب المصري.

 

ونظراً لأنها كانت شرذمة من الجهلاء الأغبياء تصوروا أن قيمتهم تعلو أمام العالم الخارجي كلما أنقصوا من قيمة الشعب.

فلم يحدث في أي زمن وتحت أي ظروف في دولة ما أن يخرج مسئولون متعالون علي الشعب الذي جاءوا منه يصفونه بصفات سيئة ليس فيه.. فحينا نحن غير مؤهلين لممارسة الديمقراطية ولا جديرون بها.. وأن زيادة السكان تلتهم كل ما يقدمونه من تنمية ولذلك الفقر والفقر المدقع وصل إلي ما يقرب من 07٪ من المواطنين (يلاحظ أن الهند والصين دول المليارات من السكان من أكثر الدول المصنفة في التنمية حالياً).

وأيضاً ما كان يعلنه (الوريث) بأن الشعب المصري تحت السيطرة.. وأثبتت الأيام أنه كان واهماً.. وأن البطانة الفاسدة هيأت له ذلك الوهم!! ولذلك ظن البعض أننا لن نخرج من ظلمات حكم لم يكن مشغولاً إلا بالاستمرار في السلطة وتوريثها.. وخاب الظن.. وقُضي علي أسوأ نظام حكم مصر علي البلاد بهذا المستوي من الضحالة والاستبداد. وفي نفس الوقت.. أهم ما حققته الثورة للمصريين أعادت الروح المصرية التي قوامها العزة والكرامة وكان الشعار صادقاً في قوله «ارفع رأسك عالياً.. فانت مصري».

هذا في حين أن زعماء العالم عامة والمتقدم خاصة عبروا عن إعجابهم.. بأن مثل هذه الثورة.. لا يستطيع القيام بها.. إلا الشعب المصري العريق!!

ولذلك فإن مرحلة الانبهار بنجاح الثورة في إسقاط النظام السابق.. ينقلنا مباشرة إلي (مرحلة انتقالية) وهي المرحلة الأخطر في مسار الثورة والتي منها ستتشكل الدولة الحديثة التي ركائزها القانون.. المواطنة.. العدالة الاجتماعية.

وهذا يحتم المشاركة من الشعب بكل فئاته، وطوائفه، وتوجهاته «فالوطن للجميع» وعلي كل مواطن تحمل مسئولية الإصلاح والتغيير.

وعلينا أن نبني فوق ما تحقق بعد ثورة 52 يناير فإن ما كان يطلق عليهم «الأغلبية الصامتة» المتباعدون عن المشاركة في شئون البلاد خرجت نسبة لا يستهان بها منهم وشاركت في استفتاء 91 مارس.. فكانت نسبة المشاركة من الكتلة الانتخابية تزيد علي 04٪.. وهذا إنجاز غير مسبوق لم يتحقق طوال فترة حكم الرئيس السابق لمدة 03 عاماً.. بالرغم كانت تستخدم كل وسائل الضغط من تزوير وإجبار وبلطجة، فكانت تتراوح بين 21 - 02٪ وهذا حسب البيانات التي هم أنفسهم في النظام كانوا يقدمونها!!

وهنا تجدر الإشارة إلي أنه أمر طبيعي.. أن بعد فترة طويلة من الاستبداد واستقصاء فئات وجماعات من الشعب أن تعلو الأصوات التي لم تكن تتاح لها الفرصة للظهور والتعبير.

كذلك في ظل منهجه القهر لسنوات والعمل علي إفقار الشعب المصري أن تكون هناك مطالب فئوية لفئات عاشت الفقر وقسوته.

ولكن المصلحة الوطنية تحتم السير نحو الائتلاف والتوافق لانتشال الوطن من المنحدر الذي أوصلنا إليه النظام الذي أسقط.

الكلمة الأخيرة

حتي يتعافي الوطن من شر ما اُبتلي به.. فلابد من مشاركة الأغلبية من أبناء الوطن في بناء الدولة الحديثة التي تستحقها مصر وشعبها.. ولا مبرر لأغلبية أو أقلية صامتة بعد الآن!!