رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شركاء الوطن والمصير

الظروف القاسية التي عاشها الشعب المصري خلال الثلاثين عاما الماضية تحت نظام حكم مستبد قصير النظر وضيق الأفق.. أراد للبلاد أن تكون ضيعة أو عزبة يتوارثها الأبناء عن الآباء جيلا بعد جيل، وكان سبيلهم الي ذلك.. وضع خطة تنفذ سياسة شيطانية ممنهجة للسرقة والاستيلاء علي كل موارد الوطن ومكتسباته بطرق ووسائل تعيدنا الي ممارسات حكام العصور الوسطي المظلمة.

لقد كان عهد الرئيس المخلوع الأسوأ في العهود التي مرت علي مصر وأهانت شعبها.. فلم يمر عهد أحاق بنا من ضرر وعسف وهوان مثله حتي عصور المماليك التي كان يضرب المثل بها في الظلم لم تلحق بالمصريين كل هذا الضرر الذي عانوه في عهد نظام مبارك وعصابته التي أحاطت بنظام الحكم وأصبحت جزءا منه في تنفيذ خططه الشيطانية.. وكل ما يتراءي لأصحاب »الفكر الجديد« في السرقة والنهب والتعالي علي أبناء الشعب العظيم والنظر اليه كرعايا وليسوا مواطنين!!

والأخطر من ذلك أراد النظام للوطن التمزق فلحق أذاه بالمصريين جميعا مسلمين وأقباط.. فكان ديدنه ومنهجه الوقيعة بين طرفي الأمة.. بصورة تجعلهما يتوجسان الضرر كل من الآخر.

وأصبحت المساجد والكنائس خلال عهد مبارك المخلوع والعادلي المسجون موطنا لعملاء أمن الدولة وذلك بقصد تفكيك الوطن وجعل البعض عدوا للآخر.. حتي يبقي،.. ويسيطر.. حفنة الأشرار الجهلة الذين كانوا في سدة الحكم.

ففي ذلك العهد البغيض وقعت حوادث مفجعة.. مخطط لها كان آخرها قبل ثورة 25 يناير مذبحة كنيسة القديسين في الاسكندرية التي راح ضحيتها أقباط ومسلمون دون تفرقة.. فحجم البغض والاستهانة بالشعب المصري الذي كان يحمله النظام الذي أسقطه الشعب.. شمل المصريين جميعا دون استثناء.

ولم يكتف النظام »العصابي« الذي كان يحكمنا بما حدث بل خرج علينا وزير الداخلية المسجون ليعلن في مؤتمر صحفي أن الذين قاموا بالتفجير هي إحدي الجماعات الإسلامية المنتمية الي حركة »حماس«.. ثم اتضح بعد ذلك أن الحادثة الشنعاء كانت من تدبير النظام الفاسد الذي أسقطه ثوار 25 يناير.

إن هذه الحادثة الشنعاء كانت باكورة النشاط في عام 2011.. وكان سيعقبها حوادث مماثلة تمهيدا لإعداد خشبة المسرح السياسي في مصر بتوريث »الابن« ليستكمل مسيرة الحكم.. خاصة أن فصلا من المسرحية وهو الانتخابات البرلمانية الأخيرة المزورة

التي نفذتها العصابة.. كانت بغرض الموافقة وعدم وجود منافس لـ»الوريث« في الحكم.

ولولا مشيئة الله قيضت لنا قيام ثورة 25 يناير لكنا في وضع أخرجنا من ضمن الدول ذات المكانة والقيمة بين دول العالم.

ولذلك علينا استيعاب الأحداث التي تفاجئنا ولاننسي أن مازال فلول النظام الذي أُسقط، والقائمون بالثورة المضادة، وعملاء أمن الدولة يشعرون بأنهم في موضع بين الحياة والموت بعد أن فقدوا السند الأكبر رأس النظام وعصابته.. مما يعرضهم لفقد كل ما نهبوه.. فوضع طبيعي ألا يستسلموا بسهولة.. فدفعوا لمظاهرات فئوية ألحقت الأذي بالاقتصاد المصري وقد يكون بعض المشاركين فيها بحسن نية ولم يتبينوا مدي ضررها علي الثورة في هذا الوقت بالذات، والمستغرب إذا كنا تحملنا الغبن علي مدي 30 عاما.. فهل يتوقع أن تحل جميع ما نعاني منه في أيام وشهور؟

وأيضا بجانب المظاهرات الفئوية كان التوجه الي الكنائس ومحاولة ترويع المواطنين.. والحرق والهدم لدور العبادة.. تحت دعوي السلفيين والإسلاميين والإسلام منهم براء.

فالمتتبع لقيام ثورة 25 يناير وما أنجزته في أيام معدودات نجد أنفسنا أمام نموذج يدعو العالم للاقتداء بها في الإصلاح والتغيير فحرام.. نعم حرام.. أن نشوه صورتها بأسباب افتعلها البعض من فلول النظام والدهماء التابعين لهم!!

الكلمة الأخيرة

علينا دائما أن نضع أمام أعيننا ولا ننسي أننا لقرون من الزمن مسلمون وأقباط.. عشنا في أمان شركاء في الوطن يربطنا مصيرواحد.. وامتزجت دماؤنا في الدفاع عن الوطن وتحرره وتقدمه.. ليحوز المكانة التي يستحقها.