رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر.. فوق الأحداث والمحن


عندما قامت ثورة 25 يناير المجيدة، التى انصهر فيها الشعب المصرى بجميع فئاته وطوائفه فى نسيج واحد أثار إعجاب دول العالم أجمع.. وحينها كان يضرب بالمصريين المثل فى كيفية التمازج حينما يقومون بما كان يجب عليهم أداؤه من قبل.. ولكن لكل أمر وقته وأوانه!!

عندما تخلصت الثورة من رأس النظام السابق فى 18 يوما.. ونزل الجيش إلى الميدان حاملاً معه كل آمال الشعب فى مستقبل مُضىء يتناسب مع عظمة الإنجاز لثورة سلمية ناصعة البياض استخدم فيها الثوار أحدث وسائل التكنولوجيا فى الإعداد والتنفيذ لها ولم تماثلها ثورة أخرى فى العصر الحديث.. وما سجل لهم أيضاً أنهم انصرفوا بعد أن قاموا بإخلاء الميدان وتنظيفه وجعله نموذجاً من نماذج رقى الشعب المصرى وقوته.. الذى عندما يجد داعياً للعمل يلبى الجميع النداء ضاربين عرض الحائط بالمصالح الشخصية.. لا يرون أمامهم إلا مصلحة الوطن وعزته.. ولذلك أصبح ميدان التحرير.. حينذاك.. مزاراً سياحياً.. سعت شخصيات عالمية من دول عديدة للنزول إليه والسير فيه.. وكأنها تسجل تقديرها لما جرى من أحداث على أرضه!!
ولكن لسوء الحظ.. كانت هناك فئة من الشعب تتلون كما تتلون الحرباء، فبالرغم أنها كانت رافضة للثورة عندما اشتعلت فى بداياتها، واعتبرتها خروجاً على الحاكم.. وكانت قياداتها تُصرح باستعدادها لمساندة «التوريث»، ولذلك كانت آخر من التحق بالثورة.. وأول من خرج منها.. من أجل التخطيط لجنى ثمار الثورة واستيلاء جماعتهم عليها بدون شريك حتى من أُهدرت دماؤهم وأصيبوا من أجلها.. وترصدوا موطن الضعف فى الثورة.. كما حدث فى الأسطورة اليونانية الشهيرة، «إلياذه هوميروس» للوصول إلى «كعب أخيل».. فكان موطن الضعف الذى استغلوه هو نبل الثوار، ونقاء سريرتهم، ومن ورائهم كل فئات الشعب المساندين لهم الذين وضعوا ثقتهم فى الجميع.. وكان هذا الخطأ الأكبر الذى أدى إلى المواقف الصعبة التى نمر بها الآن.. خاصة بعد أن خرج الثوار من الميدان دون أن يتحالفوا بصورة تحدد من يتولى إدارة المرحلة بعد إسقاط النظام السابق.
هنا أتيحت الفرصة وبرزت تيارات متأسلمة الذين رفضوا فى البدء قيام الثورة.. ولكنهم اعتلوا ظهرها بعد نجاحها.. يا سبحان الله!!
واستهدفت التيارات المتأسلمة الثورة والثوار.. بإشاعة الفرقة والآراء المضادة فى محاولة مستميتة للتشتيت فيما بينهم، وذلك استعداداً للتهيئة لحكم التيار الإسلامى الذى تبلور فيما بعد فى كيان جماعة الإخوان وما سمى بحزبها.. وكانت البداية أن أوقعوا البلاد فى وضعية لتهيئ لهم

التحكم فى مفاصل الدولة.. يجعل الانتخابات بكل مستوياتها للمجالس النيابية والرئاسة.. قبل وضع الدستور وكان هذا تبديداً للقوى وتجريفاً للفكر الثورى الذى توافق عليه الجميع منذ البداية، وليت الأمر توقف عند ذلك، بل خرجت جحافل من المتأسلمين رفعوا شعارات هى أبعد ما تكون عن جوهر الإسلام ومقاصده.. واستمرت المحاولات المستميتة وتوزيع الأدوار من جماعة الإخوان وحزبها وأعوانهم من التيار الإسلامى فى خلخلة البنيان المرصوص للدولة المصرية.. وفى الوقت نفسه إحداث الفرقة والانقسام من طوائف الشعب.. لإضعاف قوة الشعب فيسهل التحكم فيه.. كما هيأ لهم فكرهم المتآمر، ومن مظاهر ذلك أن المتأسلمين ومن لف لفهم أخذوا يحاولون إعادة الفتنة الطائفية.. وضرب الوحدة الوطنية التى تجلت فى أيام الثورة المجيدة.
وكانت آخر تلك المحاولات موقعة الكاتدرائية فى يوم حزن لتشييع جثامين شهداء «الخصوص»، واعتبر ذلك وصمة فى جبين العهد الحالى من الحكم، والتى لم تحدث من قبل إطلاقاً فى أى عهد من العهود مر على مصر.
ولكن مصر العظيمة التى هى دائماً فوق الأحداث والمحن، ردت رداً بليغاً من خلال الاحتفال بعيد القيامة المجيد فى الكاتدرائية المصرية.. فتدافع المسلمون بجميع فئاتهم ومستوياتهم بحضور الاحتفال المهيب بجانب إخوانهم الأقباط.
وما حدث أثناء توجيه قداسة البابا تواضروس الشكر لمن شاركوا فى الاحتفال.. كان ما حدث هو فرزاً حقيقياً للمجتمع المصرى ومعبراً عن المشاعر الجياشة لفضيلة الإمام الأكبر د. الطيب وفريق أول «السيسى» وزير الدفاع، وكذلك بعض المشاركين وشخصيات عامة وحزبيين وفنانين، وحقاً كان احتفالاً مبهجاً لمصر كلها!!.
الكلمة الأخيرة..
«فأما الزبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض».