رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخروج .. إلي النور

قدر الله وما شاء فعل.. من يقول إن عهد المعجزات قد مضي وولي.. أمامه ما حدث منذ يوم 25 يناير حتي الآن.. فنحن نعيش فيما يشبه المعجزة.. التي لم نتخيل ولو حتي في الأحلام حدوثها!

فمن كان يتصور أن تتهاوي دولة الطاغوت في ساعات خلال أيام لم تتجاوز 18 يوما وينهار رأس النظام وأذنابه وكل من كان يقدم نفسه وينصرف كأنه ركنا مهما فيه!!

في حين نحن الآن من خلال الإعلام المرئي علي القنوات الفضائية والمقروء في الصحف.. نجد أمامنا هؤلاء الذين صوّر لهم خيالهم المريض بأنهم الجبابرة الذين يملكون مقادير ومصير البلاد في أيديهم.. وقد رجعوا الي أحجامهم الطبيعية ومنهم من يبكي ومنهم من ينهار ويصمت.. فهم قابعون في مكانهم الطبيعي.. تحت الحبس الاحتياطي ومن لم يلحقهم الآن فدوره قادم لا شك في ذلك!!

فالنظام الذي أسقط نجح في تشكيل عقد من حفنة أشرار جهلاء وفاسدين من أجل سلب كل مقدرات الوطن.. وانفرط العقد الآن.. وظهر الكم من الفساد غير المسبوق الذي لم تعان منه البلاد في أي مرحلة سابقة حتي في أظلم العصور التي مرت عليها.

ولذلك علينا أن نصبر ونصبر ونصبر فمهما مر علينا من ظروف ضيق اقتصادية واجتماعية.. فهذا أمر طبيعي معلوم.. لمرحلة ما بعد الثورات ونحن ما نلاقيه من صعوبة ونعايشه.. أقل بكثير مما حدث في دول أخري بعد قيامها بثورات شعبية تطيح بأنظمة حكم مستبدة كانت تحيط نفسها بترسانة من أجهزة أمن وقمع تستخدمه ضد شعوبها. فنحن في صورة أفضل من الفترة السابقة فعلي الأقل لدينا ثقة ويقين في المستقبل الأفضل.

فمهما خسرنا خلال هذه الفترة من عدم انتظام في الأعمال العامة في بعض المواقع وترد في البورصة وخلافه.. فعلينا ألا ننسي أننا كنا نخسر من الفساد وسرقات العصابة التي حكمتنا أضعافا وأضعاف ذلك نتيجة للتردي الاقتصادي الذي حرص النظام »الذي أسقط« علي دفعنا اليه وأبقي علينا فيه.. حتي بفكرهم التآمري أن يبقوا علي الحكم في أيديهم بل والأكثر من ذلك يتوارثون الحكم ويتوارثونا!!

فالشعب المصري.. عادت اليه روحه الوثابة وكرامته وعزة نفسه.. التي حاولت »عصابة الحكم« القضاء عليها.. ولكن هيهات فالمصري متسيد بحكم حضارته ولا يستطيع أحد مهما بلغ من جبروت

أن يهز مكانته!! ويكفي أننا الآن لا نستجدي منحا.. كما تعود النظام السابق.. ولا ندري مصيرها فمن المؤكد لم تكن تذهب الي الشعب ومكتبة الاسكندرية مثل علي ذلك ونحن الآن نسعي للمشاركة والتعاون الدولي.

لقد تنفسنا الصعداء وشعرنا بنسيم الحرية لأول مرة منذ 60 عاما وأن أمورنا في ايدينا لنرجع للوطن قيمته ومكانته التي أطاح بها الصغار في القيمة والقامة عندما تملكوا في غفلة من الزمن اتخاذ القرار!!

وبالرغم مما يشاع عن »الثورة المضادة« وما يفعله فلول النظام الذي أسقط.. فالسياق الطبيعي للأمور لن تقوم لهم قائمة.. بل جميعهم ذهبوا الي مزبلة التاريخ حيث لا رجعة.. فلا قيمة لكل ما يفعلونه ومهما حاولوا بالشائعات أن يثيروه.. فلقد تجاوزت ثورة الشعب أن تتأثر بذلك أو أن تحيد عن مسارها الذي ارتضته في سبيل الوطن.. وبذلت فيه دماء الشهداء لتحقيقه.

ويكفي الآن أن نري علامات البهجة تتسم علي وجوه المصريين. وكأنهم ولدوا من جديد.. وأن ما مضي كان كابوسا من البؤس والقهر والحزن خرجنا منه الي النور.. ولا عودة.. الي سراديب الظلام مرة أخري.

الكلمة الأخيرة

مما لا شك فيه أن عصابة الجهلاء التي حكمتنا لم تقرأ التاريخ وإن كانت قرأته فهي لم تستوعبه فكم من حكام ظلمة ودول احتلت البلاد.. وذهبوا جميعا بلا رجعة وبقيت مصر فالمعروف أن المصريين حبال صبرهم طويلة.. يمدونها وينتظرون حتي يخنق الفاسدون أنفسهم... و»كالمثل الصيني«.. ينتظر المصريون علي شاطئ النهر وتتوالي مرور جثث أعدائهم أمام أعينهم.