رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محنة.. الوطن!!

عندما قامت ثورة 25 يناير المجيدة.. وما صاحبها من تآلف بين فئات الشعب.. حتى كادوا أن يكونوا كياناً واحداً.. ولم يُفرق بين ليبرالى.. أو إسلامى..

أو علمانى.. بل كان الجميع على قلب رجل واحد.. وبدا ميدان التحرير وكأنه (تابلوه) غاية فى الإبداع رسمته تجمعات شباب وشابات هتافاتهم وإنشادهم فى حب الوطن (كالسيمفونية) تطرب لها الآذان، وتتحمس لها القلوب.. حتى انتهت تلك الأيام الفارقة فى تاريخ الأمة يوم 11 فبراير 2011 بتنحى الرئيس السابق والتخلص من زمرة الفساد من عائلته، وممن حولهم الذين استباحوا مقدرات الوطن.. وبددوا ثرواته، وهيأ لهم كما كانوا يرددون بغباء وجهل.. أن الشعب تحت السيطرة!!
< لذلك="" تخيلنا="" وقتها="" أنه="" قد="" آن="" الأوان..="" لنعيد="" بناء="" الوطن..="" وتكوين="" بنيانه="" بحيث="" تظهر="" فيه="" ملكات="" الخير..="" والحب..="" والإخلاص="" الذى="" سينعكس="" على="" تحقيق="" الحلم="" المصرى="" الذى="" انتظرناه="" طويلاً..="" وباعتبار="" أن="" المجتمع="" الجديد="" سوف="" يقوم="" بفرز="" المواطنين="" جميعاً..="" بكل="" توجهاتهم..="" وباعتبارهم="" شيئاً="" واحداً="" متجانساً="" يقفون="" أمام="" معاول="" الهدم="" التى="" استمرت="" عقوداً="" من="" الزمن..="" ليبدأوا="" تشييد="" الصرح="" الجديد="" لمصر="" الحديثة..="" وسيكون="" ذلك="" فى="" سباق="" مع="" الزمن..="" وهذا="" ما="" عقدت="" النية="" عليه،="" والأكثر="" من="" ذلك="" ما="" توقعه="" العالم="" الخارجى..="" منا="" كمصريين="" بعد="" أن="" انبهر="" بثورتنا="" وأشاد="">
ولذلك كان أشد المتشائمين لا يستطيع أن يتخيل ما وصلت إليه أحوال البلاد.. وما وصلنا إليه الآن من تناحر، وشقاق، وانقسام.. كأننا لسنا أبناء بلد واحد.. بعكس ما عرف عن طبيعة المصريين من تلاحم.. وتعاطف.. ومؤازرة.
فالبعض يرى أنه قد حُمل برسالة السر الإلهى.. ويعطى لنفسه الحق بتوزيع البركات على أفراد الشعب المصرى باعتبار أن من يخالفهم.. هم من يخالفون شرع الله.. وإذا تفحصنا أمورهم نجدهم بعيدين كل البعد عما يتقولون.. وللأسف فإن هناك من كان يؤثر فيهم هذه الدعاوى.. وظهر هذا جلياً فى استفتاء 19 مارس.. عندما لخص الموقف بمن يقول نعم يدخل الجنة.. ومن يقول لا مثواه الجحيم وأعوذ بالله!!
وهناك فئة أخرى غير مستوعبين أن (الحرية) هى مسئولية.. ولا تعنى الفوضى غير الخلاقة.. بل يجب أن تنصب على (الكرامة الإنسانية).. وأن تنتشل الوطن من التردى فى غياهب التخلف، والانغماس فى الانحطاط الأخلاقى.. بحجة ممارسة الحرية.. فأصبحنا نشاهد ممارسات ونسمع أقوالاً غير منضبطة، بل وأحياناً بألفاظ نابية وكلمات خارجة.. حتى من أفواه مسئولين كبار!!
وليت الأمر توقف على ذلك.. بل شاهدنا كل فئة من هؤلاء انقسمت إلى فئات متعددة.. حتى وصلنا الآن إلى نتيجة لم نكن نتخيلها يوماً.. من وجود انشقاقات.. وآراء متنافرة.. وتصريحات فردية لا تعبر عن المجموع وتترك المواطن فى حيرة.. بحثاً عن الحقيقة وواقع الأمور!!
كما خرجت علينا مؤخراً ما سُميت (بجبهة الضمير).. وكأن غيرهم من جبهات محرومة من الضمير ولا تتسم به.. وفى رأيى أنها حكمت على نفسها بالفناء من داخلها، وقبل أن تبدأ أن تكون لاعباً سياسياً فعالاً.. ولا جدوى من وجودها.. إلا لو كانت تهدف للشوشرة على جبهة الإنقاذ التى تتضمن 13 حزباً وشخصيات عامة لها مكانتها!!
< وما="" يزيد="" من="" حالة="" التأزم="" والانشقاق="" الحالى="" فى="" البلاد..="" أننا="" نرى="" الليلة="" أشبه="" بالبارحة..="" عندما="" كان="" الرئيس="" السابق..="" يحكم="" بأسلوب="" العند="" والإصرار="" على="" تنفيذ="" ما="" يكرهه="" الشعب="" ولا="" يلبى="">
فالجميع الآن من إسلاميين وليبراليين وغيرهم من فئات المجتمع.. ينادون بضرورة التخلص من الوزارة الحالية.. خاصة من رئيسها.. ومازال هناك إصرار من (مؤسسة الرئاسة) على الإبقاء عليه بالرغم من كثرة أخطائه، وتعدد خطاياه.. فعلاً.. وقولاً.. بما لا يغتفر له.
فالوزارة الحالية.. فاشلة بمعنى الكلمة.. ورئيس الوزراء ليس أهلاً للمنصب.. ومؤسسة الرئاسة بتجاهلها لذلك تتحمل وزر الفشل، ويوماً بعد يوم نرى البلاد تنحدر إلى منزلق ندعو الله أن ينجينا منه!!

الكلمة الأخيرة
قال الشاعر: توقع زوالاً.. إذا قيل تم!!
كما أدعو من يظن أنه قادر على الهيمنة على كل مفاصل الوطن بمفرده.. أن يعى القول «لو دامت لغيرك.. ما وصلت إليك».
عظيمة يا مصر!!