عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فليسعد النطق!!

 

الأقدمون قالوا.. »فليسعد النطق أن لم يسعد الحال«.. بمعني إذا كانت الظروف الصعبة تمر علي البعض فلا أقل من التخفيف عنهم ومحاولة إدخال الطمأنينة والسعادة علي حياتهم.. حتي ولو بكلمة تقال تخفف مما هم فيه ولكن الظروف التي يمر بها الشعب المصري نتيجة لنظام استمر في الحكم ثلاثين عاما متصلة.. أوصل البلاد إلي مستوي انحدار غير مسبوق وغير متوقع.. ويكفي أن الأغلبية من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر والفقر المدقع.. في حين القلة التي لا تزيد علي 20٪ من مجموع أبناء الوطن يتمعتون بأكثر من 80٪ من موارد البلاد.. فوق أن منهم من لا يمتلك المال فقط بل أيضا السلطة.. ونتج عن ذلك التعالي والنظرة الدونية إلي غيرهم.. ويظهر أن هذا الشعور انتقل إلي غيرهم ممن تصوروا خطأ أنهم من حكماء العصر ومنظريه!!

ومما استلفت النظر.. ودعا إلي التوقف أمام أحد البرامج الحوارية في قناة خاصة.. تحوز علي الاحترام من كثير من المشاهدين.. ولكن مقدم البرنامج بإصرار لم يراع أن الناس يعانون من آلام الفقر والحرمان.. ويتلمسون أي بادرة أمل لإضفاء نوع من البهجة علي حياتهم الفقيرة فبعضهم وجد في اللحوم الرخيصة التي عرضت في شوادر في أحياء متوسطة وفقيرة.. ضالتهم في الاحساس ببهجة العيد لهم ولأسرهم.. ولكن مقدم البرنامج التليفزيوني توعد بالويل والثبور وعظائم الأمور.. لكل من يحاول من الشعب المسكين أن يقترب من هذه اللحوم التي وصلت البلاد وتداولها المواطنون وسبق السيف العزل.. ولم يراع أن تحذيراته جاءت متأخرة.. بفرض أن هذه التحذيرات تستهدف مصلحة المواطن المسكين الذي تضافرت عليه في وقت واحد من الأمور ما يعجز عن تحمله أي مجتمع غيره!!

وبكل حماس غير مفهوم أخذ مقدم البرنامج في ترديد.. أن اللحوم المعروضة تحمل من الميكروبات المختلفة ما يزيد عن النسبة المسموح بها.. وأخذ يعبث بقطع اللحم بطريقة مقززة أمام المشاهدين.. تقضي علي أي رغبة في تناولها.

شئ حقا غريب.. وكأن كل ما نتناوله من أطعمة أخري.. خضروات.. فواكهه.. ألبان.. أجبان.. أطعمة محفوظة.. تقل الميكروبات فيها عن الحد المسموح به!!

فكان الأجدر.. لمن تصدوا بهذا العنف للحمة الرخيصة أن يحللوا عينات من اللحوم التي يتناولها السادة المرفهون والتي تصل أسعارها أحيانا إلي »100 جنيه«.. وحتي تكون المقارنة عادلة.. ولا ينقل للمشاهد الشعور بأن هناك تعمدًا لترويع المواطنين وإفزاعهم.. وبأن ما تناولوه من لحوم والتي أسعارها في متناول أيديهم.. لم تكن سليمة.. وسيفاجأ بنتيجة المقارنة ولن يجد فرقا بالنسبة للحوم عالية السعر.. التي لا يستطيع المواطن العادي النظر إليها علي كل من يتصدي لموضوع له صلة بالمواطنين أن يدرسه جيدا علي أسس علمية ومنطقية ولا يسترسل في كلمات.. لا يحسب عواقبها والضرر الذي تسببه.. خاصة أن الأغلبية من المواطنين لا تتوفر لديهم رفاهية الاختيار.. التي لا يحظي بها إلا المحظوظون من المسئولين والمقربين لأصحاب القرار أمام الارتفاع المذهل في الأسعار والذي وصل إلي الاحتياجات الأساسية للمواطن والتي لا يعيش بدونها وهي طعامه.. وها قد انقضت أيام العيد.. ولم نسمع عن حالات تسمم أو مرضي أو وفاة لأكل لحوم الشوادر. فمقدمو البرامج الحوارية عليهم دور لي مهم في التوعية المبنية علي حقائق بعيدًا عن التهويل غير المبرر الذي ينفر ولا يبشر!!

الكلمة الأخيرة

أن ما يواجهه المواطن المصري من صعاب ومشاكل أحاطت به بين كل جانب.. لا يصح لأحد مهما كانت دوافعه.. استغلال الفرصة لإشعار المواطن بالعجز.. والتنكيد عليه خاصة إذا لم يوف بكل جوانب الموضوع.. ولم يقدم له حلا!!