رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عام جديد يتطلب العمل واالمعرفة وترسيخ السلام


كل عام وانتم بخير انها تهنئة واردة ولكن قرائتها واجبة ففكرة الحضارة تستدعى منا ان نصيغ فى عام 2015 نصا تاريخيا لاحداث متفردة تتناسب مع الارادة فى استمرار البقاء وتحصيف الهوية وهو الامر الذى يتطلب منا ان نعمل خلال هذا العام الجديد على ترسيخ العدالة وتقديس العمل وتوحيد المعرفة وافشاء السلام بثقافة واعية تدرك قيمة الزمن الذى يحمل بصمات الشعوب كمراة تبين الى اى مدى كانت هذه الشعوب تملأ اوقاتها بافعال عظيمة ترتبط برؤية واقعية لمكانتها وزمانها وتعكس حال الدوام للخير وحال التراجع للشر وهذا يفرض علينا ان نغير من نظرتنا لسرعة وقيمة الزمن ليكون بعدا اضافيا بكامل طاقاته فى مكاننا على الارض لا نهدر منه ساعة ولا يوم ليكون فى سياق كونى متصل بين الانسان وخالقه وهذا العام الجديد يتطلب ان يسكن فى ضميرنا واجبا كبيرا بان نعمل على ترسيخ الوحدة المعرفية التى تؤدى لقناعة راسخة بان الزمن هو اغلى ما فى هذا الكون وبكيفية ادارته بوعى يستطيع الانسان ان يسبق بافعاله ازمنة الاخرين وان الشعوب التى تتخطى الرتم التقليدى للزمن فانها تتفوق على شعوب اخرى تنظر اليه وكانه مجرد تتالى لاعوام لا تعدو كونها ايام لتوالي الليل والنهار وقد بين آينشتين بأن الوقت ليس ثابت فهو نسبي،يعتمد على حالة من يقيسه ويستغله فى أثناء محددة

لقد تم صياغة وقائع الزمن بأحداث تدل على اهمية فرضية تعظيم قيمته وارتباطها بهوية الانسان وقدراته وعقائده التى تبنى صروح الحضارة والامم فان الحب والمعرفة ينتصران دائما على الجهل والكراهية وكل منها يشكل حدثا او احداثا تتم فى يوم او عام يكون فيه الزمن فارقا من حال الى حال للامم والشعوب وفى محاكاة النصوص التاريخية فان عام 640 م كان عاما فارقا فى تاريخ مصر عندما ارتبط حب عمرو بن العاص بفتح مصر من اجل نشر المعرفة الايمانية لمبادىء العدل والحق لصالح الانسان مع الرقى المعرفى العقائدى السمح لمسيحى مصر باهمية الوطن الذى تاسس على السلام والعقيدة السمحة والدعوة الى السلام وكانت شرازم الرومان التى جهلت حقيقة المكان والزمان تتتسلط فى كراهية للمسيحيين الاقباط لمجرد التباين فى الفكر العقائدى .وقد ساهم كل ذلك فى ان تتجلى الاحداث من اجل ان تتنامى  منظومة انسانية عظيمة فى مركز هذا العالم خلقت دولة قديمة وحديثة تجلت بقيمها فى عام مجيد حل على مصر ليحدد هويتها المركزية فى العالم ويكون نبراسا لنا فى كل الازمنة مع بزوغ  كل يوم وحلول كل عام جديد واصبح من ضرورة الفهم لزمننا فى عام فارق جديد ان ننظر بوعى الى اسباب البقاء فى زمن يختلف عما سبقه وان نتفهم  حقيقه هذا الزمن على موقعنا الفريد
ان ايامنا خير يتتابع فيها علينا نور خالقنا الذى يتجلى كل يوم فى سطوع للشمس على مصر بما يقارب نصف يومها ومع كل غروب للشمس فان اهدار استغلال هذه الطاقة الضوئية يعبر عن انتكاسة الانسان الذى لا يتعرف على موارد طاقاته وخللا كبيرا فى استشراف المستقبل ومن الضرورى ان نستجلب من هذا النور طاقة للحياة لتصبح مصر هبة النوروهبة النيل وهبة الانسان الذى يمكن ان ينطلق باستغلال زمنه ووقته ليتحرر فى كل شبر على ارضه عندما يستجلب من نور خالقه طاقته للحياة دون وصاية من ادارة او حكم
ان القدرة على استغلال الزمن يمكن ان يتحقق بتعظيم استغلال الموقع المتفرد لمصر بان يكون مركزا لتجميع  التطبيق الفنى واعادة تصديره وبؤرة العالم للثقافة التى توثقت بتاريخ مصر وفنونها وقيمها ومركزا للعالم للتجارة وبقعة مضيئة منفتحة على العالم بجلب كافة الهيئات العلمية والجامعات الدولية لكى تتفاعل مع المصريين وتفجر طاقاتهم الكامنة وفى ظل استغلال الموقع بتطوير مشروع قناة السويس فان قضية العبور تتطلب تعظيمها بتاسيس معبرا فوق خليج العقبة ليربط شمال افريقيا بآسيا من خلال مصر
ان الخروج من الوادى والدلتا فى مكان انكمش فيه غالب الناس على ضفاف النيل اصبح واجبا ان تمتد بهم الحياة الى سيناء والنوبة والقطارة وفى ارجاء بحاره وعلو سماءه وبات الزحف الزراعى على انحاء مصر يعكس اهمية النشاط الحضارى الذى لعب دورا كبيرا فى تشكيل مراحل تاريخ مصر القديم والحديث واثبت ان حضارة مصر قامت على الزراعة tفكان الانسان يزرع جزءا من عامه ثم يرتقى على ضفاف

النيل ليؤسس فنونه العظيمة التى اصبحت موروثا نادرا للمصريين والعالم كاهمية اثرية تصف مكانتهم الثقافية التى انطبعت فى موقعهم المتميز وانطلاقا من هذا الفهم فان انحسار وتآكل الاراضى المنزرعة امام عشوائية وهمجية البناء عليها يؤدى الى تراجع الموطن الحضارى لنا وتهديد الامن الغذائى وانتشار العشوائيات والتلوث البيئي وبزوغ سسيكولوجية الزحام التى نتج عنها تدهورا واضحا فى الملامح الديموجرافية نتيجة لزحف من التتشوه الثقافي على ريف مصر ومدنها واصبح ضروريا ايجاد حلولا لوقف هذا السلوك المتدنى ليكون متزامنا مع الخروج الى بيئة جديدة اكثر تنظيما واوفر انتاجا وافضل امنا وهو الامر الذى يتطلب زيادة موارد مصر المائية باستكمال مشروعات مائية تم طرحها سابقا مثل مشروع قناة جونجلى فى جنوب السودان لتوفير سيعة مليارات مترا مكعبا مع الاخذ فى الاعتبار تنمية الاستثمارات الزراعية فى الزراعة المطرية فى جنوب السودان ومن الاهمية ترشيد استخدام مياه الرى وتدوير استخدامات مياه الصرف الزراعى والصرف الصحى وإحداث طفرة في وسائل تحلية مياه البحر فى دولة يمتد فيه طول سواحلها الى اكثر من ثلاثة الاف كيلومتر واننا سوف نجد انفسنا فى اضطرار من اجل توفير مصادر مياه جديدة من اجل زراعة ما يمكن زراعته من الارض
عام جديد يجب ان نلفظ فيه الفساد وندحره لكى يتفرغ المخلصين لتطوير الوطن وبناء الانسان وتنمية المعرفة وهنا نستدعى فى عامنا الجديد وصايا الحكيم بتاح حتب التى صيغت منذ 4500 ق م لتثرى الضمير الانسانى والتى يقول فيها كن مجتهدا في كل وقت فالاساءة اليه مكروهة ولا تشتهي ما يملكه غيرك لان قوة الحق تبقى ثابتة وحدودها واضحة ولكن الحكمة تمكث و تبقى اصغى الى المظلوم وكن لظلمه راافعاً فان العدل عظيم طريقه مستقيم شاور الجاهل و العاقل فالاستماع فائدة وعندما تتكلم قل حقا ولا تنشر بين الناس رعبا فتنزل عليك النازلة فلا تملك امامها دفعا وعش فى أمان قانعا بحاضرك واثقا بمستقبلك واجعل حب الناس مبتغى قلبك ولا تخف من أعمالك شيئا وأشبع أصدقائك بما أفاء الربٌّ عليك فاستبق لذلك مودتهم لوقت الشدة وكن سمح الوجه وضاء الجبين مشرق الطلعة ولا تحزن على ما فات وإذا صفحت عن شخص لا تذكره بفضلك فان المرء يذكر بأعماله بعد موته.
اننا فى عامنا الجديد من الضرورى ان نجعله عاما لاختبار قدراتنا الانسانية فى صياغة النص التاريخى الذى سوف نرى تبعاته على مستقبل الناس بعد ان يقبض الله روحنا حين تتوقف ساعاتنا فى الارض فربما ندرك زمنا مختلف عندما تعرج الروح الى السماء في يوم كان مقداره خمسين الف سنة لنرى اثر افعالنا التى ارتبطت بادارة الوقت وتعظيم الزمن وتبعات افعالنا على بنى الانسان على ذات هذه الارض الذين منهم احفاد احفادنا فاما نراهم فى رحاب سعدهم او فى انغلاق همهم واما لا نرى الا ما اذن الله لنا