رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إعلام المسلسلات.. نكسة


- الخادمة رضا تحرق ابنة أصحاب البيت الذي تعمل به «سجن النسا»
- الابن يضرب أباه بالخرطوم ثم يحرقه حياً... «ابن حلال»

- الأبناء رجالا ونساء يجتمعون علي قتل أبيهم.. «السبع وصايا»
- الابنة فتاة الليل تضرب أمها وتسبها.. «السيدة الأولي»
- الزوج الإرهابي يقتل العشرات ويحرق ويدمر والزوجة تحبه.. «عد تنازلي»
- النصاب آدم بعدما قتل وسرق ونصب.. اهتدي للصوفية «تفاحة آدم»
- الأب يضرب طفلته حتي الموت.. والأم تصادق من قتلوا وحيدتها.. «المرافعة».
نقول كمان وأم هذا يكفي.. تلك بعض الأحداث التي تقلب موازين الحياة في المجتمع المصري والذي بكل آسف وخزي وعار تقدمه دراما وإعلام رمضان ليصدر إلي العالم العربي من حولنا ويؤكد للمستثمرين والسائحين والإخوة ان هذا الوطن وتلك الأرض المصرية هي بؤرة الفساد ومنبع الشرور والآثام ذلك لان نساء مصر ليسوا فقط داعرات ولكنهن أيضا يقتلن آباءهن ويضربن أمهاتهن، أما البنات فبعد الكباريه وبيع الجسد وإدمان المخدرات فإنهن يحرقن ويحقدن ويقتلن من يعملن لديهن لان الحقد والكره والغل أصيل في الجينات النسائية المصرية.. وإذا فكر سائح عربي أن ينزل أرض مصر فعليه أن يعرف تماما أن كل أهل المحروسة تجار صنف وتجار نساء حتي رجال المال والأعمال فإنهم هم أيضاً يتحركون لإفساد المشروعات العملاقة في نظير نظرة وجلسة وجوازة من فنانة مصرية أو عربية وبالتالي فالمستثمر والسائح العربي يتأكد من أن مدخله إلي الأرض المباركة الآمنة الطاهرة هو مدخل نون النسوة وتوابعها.
أما شباب مصر فإنهم ولله الحمد جميعهم صائع ضائع فتغيب عن الحياة والواقع يقبل أن يعيش في الحرام أو الحلال مع عصابات وجماعات إما للسرقة وللقتل أو للإرهاب والخراب والدمار لان بكل حسرة الجهات الأمنية في مصر العظيمة هي جهات مخترقة من جهة، أو أنها جهات سادية تمارس التعذيب الوحشي وتنتهك حقوق الإنسان المصري الغلبان والأخطر أنها أجهزة أمنية واستخباراتية خايبة وفاشلة ودائماً يسبقها الإرهابيون كما في «عد تنازلي» أو النصابون كما في «تفاحة آدم» أو المجرمون أبناء الليل كما في «ابن حلال» أو أنها أجهزة لا تري أبعد من أطراف أحذيتها كما في «المرافعة».. المهم دائما هو التشكيك في إمكانات وقدرات وكفاءات رجال الأمن المصريين.
الإعلام الذي سبق ثورة 25 يناير وتداعياتها المخزية وحالة الفوضي والسيولة الإنسانية (الأخلاقية والأمنية) هو ذاته الإعلام الذي هدم جميع المؤسسات والثوابت من خلال برامج الحوارات ومذيعي التوك شو وهم من انتقل من الصحف والجرائد إلي مقاعد المذيعين والإعلاميين فكونوا وشكلوا الرأي العام ووجهوا الشباب وحزب الكنبة والبسطاء نحو إسقاط كل الدولة وبدأوا التشكيك في جميع مؤسساتها ولم تشفع ثورة 30 يونية ولا إرهاب الجماعة في تغيير الرأي العام الذي يسيطر عليه الإعلام والفن من خلال مسلسلات رمضانية تمول عن طريق جهات إنتاجية لتدمير البنية المجتمعية للمصريين وتغيير سلوكهم ومشاعرهم وأفكارهم وترسيخ مفاهيم الحقد الطبقي والغل والكراهية ليس فقط بين المصريين ولكن داخل الأسرة الواحدة.. فلا أبوة ولا أمومة ولا بنوة ولا أخوة وإنما غيرة وكراهية ودمار وقتل للمحارم ولذوي القربي والأرحام.
ثلاث جهات إنتاجية هي التي تمول وتنتج هذا الإسفاف وتلك المهزلة والنكسة الدرامية.
1- جهات إنتاجية ممولة من الجماعات ومن يتعاطفون معهم وهي التي تمول وتنتج أعمالاً تثبت أن المجتمع المصري فاسد بطبعه وأنه مجتمع انحلال ودعارة ومخدرات ولا أمل في ذلك المجتمع إلا بالحرق والقتل والهدم الذي هو حلال للجماعة..
2- جهات ممولة من الخارج لإظهار فساد الداخلية والقضاء والنظام الاقتصادي ورجال الأعمال حتي

لا تقوم لمصر قائمة وحتي يهرب رأس المال والاستثمار والسياحة من دولة لا يوجد بها أمن أو تأمين ولا نيابة وقضاء نزيهة وإنما مصالح ومفاسد السلطة والدولة العميقة التي تستحق السقوط.. 3- جهات قليلة تتصور ان الفن حرية بلا ضفاف وان الإبداع هو الهدم والكسر لكل القيود والحدود والسدود لأن هذه هي الواقعية وأن الفن لا رسالة له إلا تفكيك الأسرة والعائلات بين البشر لصالح الصدق الفني الذي يصور مدي بشاعة أحوال العشوائيات في مصر من فقر وجهل وعوز وانحراف في كل السلوك والأفكار لدرجة أن يستباح العرض باسم الفقر أو باسم السحر والشعوذة أو تحت ستار التدين الكاذب والنفاق والرياء وان يتم تبرير كل الخطايا دون عقاب أو قصاص..
أعتقد أن مصر الآن تواجه أكبر الحروب كافة ألا وهي حرب الداخل من إعلام ومن ينخر كما السوس في بنيان المجتمع المصري ويؤصل لمفاهيم جديدة وحقيرة لم نرها في أي أعمال درامية في بلاد مثل تركيا تتاجر علناً في الدعارة ومع هذا تقدم الدراما التركية مجتمعاً مخمليا مليئا بالمشاعر والمشاهد الرائعة وفرص للسياحة والتجارة والاستثمار.. أما أمريكا فإن السينما لديها مثل محلات «الكنتاكي».. سينما الحجم الكبير والإبهار البصري أو الكذب البشري عن الأسرة الأمريكية الصالحة التي تجتمع دوما علي الحب والصلاة واحترام المشاعر البشرية وتقدير العجزة والكبار، بل وحب الحيوانات كما الإنسان وأكثر.. لكن مصر لا.. وألف لا.. مصر وفنها وإعلام واقعي وحيادي.. مصر تلغي وزارة الإعلام لتصبح مثل BBC.. حيادية في الانحياز لإسرائيل دون كل العرب عدا «قطر وحماس».. مصر تقدم دراما العشوائيات والمحارم والفوضي والدعارة والفساد والمخدرات.. كما الدراما التركية التي روجت لتركيا أو السينما الأمريكية التي رسخت الحلم الأمريكي الكاذب.. إن إعلام مصر ومسلسلاته يحفر قبر الأخلاق والإنسانية والدولة باسم الصدق والواقعية وهو أبعد ما يكون عن ذلك.. الدراما صراع بين خير وشر.. لكن أن تملأ الشاشة الشرور والسواد والكراهية فهذا إعلام ممنهج ومشبوه يفعل بالمجتمع ما فعله إعلام ما قبل يناير وما بعد محمد محمود ورابعة وكل آثام الشاشة وحرب الفضائيات والريموت كنترول.. الفن رسالة ومتعة وأخلاق وسمو ورقي لكن من يسمع ونحن بلا وزارة إعلام.... أو ثقافة...!! إنها الوكسة والنكسة والسكة التي تؤدي إلي الندامة.. واللي يروح ولا يرجع.