عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خروج آمن للشعب

«العدل أساس الملك» إذا لم يكن هناك عدل وقانون فلا دولة ولا حكم ولا ملك وإنما مجرد فوضى وعبث وحروب خارجية وأهلية.. هذا ما ننقاد إليه على يد تلك الحكومة التى يقودها د. حازم الببلاوى وجبهة الإنقاذ والدكتور البرادعى ووزير الداخلية فى متابعة وصمت مريب وغريب وعجيب من قبل السيد المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت..

منذ ثورة 30 يونية 2013 وحتى اليوم والشعب المصرى فى واد وحكومته وإدارته فى واد آخر. فبعد أن انقسم الشارع المصرى إلى ملايين المصريين الذين أسقطوا حكم الاستعمار الإخوانى وبين مؤيدى الرئيس المعزول مرسى العياط واعتصامهم فى رابعة والنهضة وتكديرهم السلم العام وللحياة وقطع الطرق وتعذيب وقتل وحبس المصريين الأبرياء وحصار السكان الآمنين وتهديد الوطن والجيش ومساندة الإرهابيين فى سيناء بالمال والعتاد وخيانة الوطن والأرض والعرض واستدعاء الغرب والاستقواء بالعدو الإسرائيلى والأمريكى والأوروبى والدعاء على المصريين المعارضين لأفكارهم وشراء النفوس الضعيفة بالمال والجاه الجهلاء والاتجار بالأطفال والنساء والكذب والخداع على العالم بادعاء القهر والاقصاء والتعرض للعنف، وأخيرًا زرع الفتنة فى ربوع مصر المحروسة وحرق الكنائس وتهديد الإخوة الأشقاء من الأقباط وكتابة العبارات المسيئة على الجدران والكنائس والمؤسسات وقتل الجنود فى حرب ضروس بسيناء ورفع أعلام القاعدة وحرق العلم المصرى وتشييع جنازة ارهابيين قتلوا على يد الجيش باعتبار أن هؤلاء شهداء؟! أى أننا نحارب على الجبهة ذات العدو داخل العاصمة فى القاهرة وقلب الجيزة، والحكومة تجلس فى مقعد المتفرج والمشاهد والمتابع للأحداث فى سلبية وصمت غير مسبوق، وإن كانت تلك الحكومة تنتظر معنا فك الاعتصام والحصار والاحتلال إلا أنها فى الواقع تدفع بالوطن كله إلى حافة الهاوية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. تلك الحكومة تساوى بين القاتل والمقتول، بين الضحية والجلاد، بين من يحاربون مصر داخليًا وخارجيًا وبين الشعب المصرى الآمن الذى تحمل فوق طاقته، تلك الحكومة فعلت الآتى:
1- فتحت الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبى واستدعت الأجانب من الأمريكان والأوروبيين والعرب لأن يدلوا بدلوهم ويفرضوا آراءهم على الشأن المصرى الخالص ووصل الأمر من الاهانة والمهانة أن نتلقى الأوامر والنواهى عما نفعل أو يجب أن نفعل ولا نفعل بقلب القاهرة فى مؤتمر سياسى يخطب فيه صهاينة مأجورون مثل جون ماكين وبرنز، يلقنون المصريين دروسًا فى التعامل مع المجرمين عملائهم الخونة الإرهابيين، وكيف لنا أن نقبل بالإخوان كفصيل سياسى أصيل وحاكم وحاسم وفاعل فى خارطة الطريق المصرى بديلا عن خارطة الطريق الفلسطينى أو العراقى أو السورى أو الليبى أو اللبنانى، كلنا فى الهم شرق وعبيد مستعمرون من قبل الإدارة الاستعمارية الكبرى بتصديق من الإدارة المصرية الجديدة التى ترى أن هذا يعد انجازا سياسيًا دبلوماسيًا غيّر من رؤية العالم لمصر ولثورة 30 يونية التى هى ثورة شعبية وليست انقلابا عسكريًا، ولم يدر بخلدهم ولو للحظة أن ما فعلته الحكومة والرئاسة هو استنساخ وبروفة مبدئية لسيناريو كل ما حدث فى البلدان العربية المحتلة وذلك بتصديق ومباركة ومساندة من السادة المسئولين المصريين.
2- كسرت الحكومة وتعدت كل القوانين المصرية وهدمت دولة القانون التى نأمل ونرجو ونبذل الغالى والنفيس لنعيدها سيرتها الأولى.. تلك الحكومة المصرية التى جاءت بعد ثورة شعبية كاسحة سمحت لأجانب بأن يلتقوا مساجين متهمين دون إذن من النيابة ودون إذن من الشعب ودون إذن من الدستور أو قانون العقوبات المصرى الذى يحظر ويمنع أن يلتقى متهم فى قضايا أمن وطنى وقومى أو قضايا جنائية جهات أجنبية لها مصالح مآرب غير شريفة، وغير وطنية، حتى وصل الأمر إلى أن تصل كل يوم وفود عربية وأجنبية للوساطة وللقاء متهمين ليس لهم أى صفة فى الدولة المصرية كمحاولة للخروج الآمن للجماعة الإرهابية ولمنع العنف ولتخفيف حدة الإرهاب فى سيناء وقطع الطرق فى القاهرة والجيزة.. هل هذه حكومة تعرف معنى القانون وقيمته أو أنها حكومة ظل وخيال مآتة!!
3- تدعم الحكومة الجيش المصرى فى حربه ضد الإرهاب.. هذه هى رسالة رئيس الوزراء للجنود المصريين الذين يبذلون دماءهم فداء لأمن الوطن ولكأن الحكومة فى جانب مقابل الجيش فى جانب آخر ولكأن الحكومة والجيش ليسا جزءا من السلطة المصرية للدولة وسيادتها المفترضة، لأن وزير الدفاع أحد وزراء الحكومة، ولهذا فإن المساندة أو الدعم ليسا بالبيانات والدعوات وإنما المساندة والدعم فى الاختيار وفى الإمداد وفى الفعل والتنفيذ وليس القول والادعاء و«الشوا الإعلامى» السياسى.. فهل الحكومة مثلاً على صف المعارضة أو أنها مازالت فى جبهة الإنقاذ؟
4- الحكومة المنتظرة لم تحرك ساكنًا لضمان الخروج الآمن للشعب المصرى من هذه الوكسة والنكبة والنكسة التى نعيشها فى ظل الجماعات الإرهابية التى تحتل مصر وتهددها وتروعها ليل نهار وترفض المصالحة والحوار والمبادرات إلا مع عودة الحكم الفاشى والديكتاتورى الإرهابى والحكومة بكل فخر وثقة تشجب وتندد بالعنف ولكأن المصريين العزل هم من يمارسون العنف، وأليس هؤلاء الإرهابيين والحكومة تقرر فض الاعتصامات ولكنها تسمح بالأسلحة والسواتر الأسمنتية والرمال والدشم والأموال والطعام والمراجيح والملاهى والكعك والنقود المختومة بعبارات تسب الجيش، وأن تطلق دعاوى فصل سيناء عن مصر فى إمارة إسلامية حمساوية على أرض مصر.. والحكومة تواصل إصرارها على فض الاعتصام بالنوايا الطيبة وتصر على إذن النيابة ثم قرار إلى وزير الداخلية ثم بيان من وزير الداخلية ثم بيان من رئيس الوزراء ثم خطاب من رئيس الجمهورية ثم يعتذر وزير الكهرباء عن قطع الكهرباء عن رابعة مساء السبت الماضى وأنه بسبب عطل فنى لا علاقة له بالسياسة؟!.
حكومة تضحك على الشعب وتتعامل معه باعتبار أن الشعب المصرى مازال صغيرًا من الممكن أن نفرحه كل شوية ببيان عن فض الاعتصام ونسكن آلامه وأوجاعه ببعض التصريحات والتويتات، لكن الواقع هو أن الحكومة ذاتها منقسمة والإدارة سلبية ولا تفعل شيئًا لا للدولة ولا القانون ولا للشعب ولا للاقتصاد الذى سوف ينهار بلا أدنى شك.
الشعب يريد خروجًا آمنًا من هذه الحكومة التى لا تستطيع إدارة الأزمة ولا إدارة الوطن فى حالة الحرب الإرهابية على مصر والمصريين فنحن نواجه ارهابًا دوليًا ممولاً من أمريكا وبعض الدول العربية والأجنبية، يدمر البنية الاجتماعية للوطن ويهدد السلام الاجتماعى والدينى ويشعل نيران الطائفية والحرب الأهلية ويفتت قوى الأمن والجيش ويضعف الاقتصاد ويعطل القانون ويشكك المواطن فى جميع مؤسساته، وكل هذا بيد المصريين وأعوان الأعداء.. اخرجوا من الحكومة ومن الإدارة ومن السياسة وارحموا مصر.. يرحمكم الله وأعلنوا حالة الحرب والاستنفار الشعبى والتعبئة الوطنية والاستدعاء للجندية والطوارئ، وأغلقوا كل المنافذ.. حتى نسترد الوطن المنهوب.