رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أين شباب الثورة؟

في جمعة تطبيق الشريعة علي كفار قريش من الثوريين والليبراليين العلمانيين وحتي جموع المصريين البسطاء الذين لا يطبقون شرع الله ويعيشون منذ 14 قرناً في كفر وفساد والعياذ بالله.. فان الجماعات الجهادية والسلفية والاخوان والنور جميعهم قد خرجوا عن بكرة أبيهم الي ساحات التحرير ليعلنوها اسلامية اسلامية حيث مصر لم تعد دولة اسلامية وانما دولة الفساد والكفر والردة لهذا فانهم يهتفون: «الشعب يريد تطبيق الشريعة».

في تلك الجمعة التي ارتفعت فيها رايات سوداء وخضراء وأعلام السعودية وايران وأيضاً لافتات وصور ورايات كلها منظمة ومنمقة وقد كتب عليها عبارات الاسلام والشريعة وشرع الله هذا غير العديد من اللافتات التي تدين الثوار العلمانيين والليبراليين الذين لا يريدون الاسلام ديناً؟!.
في تلك الجمعة «القندهارية» والتي خرجت من المحافظات عربات تقل هؤلاء المنظمين جداً جداً والمتحمسين جداً جداً والحافظين جداً جداً والسعداء جداً جداً بعد أن تم تلقينهم الشعار والمطلب واستضافتهم في التحرير وتسليمهم الرايات واللافتات وكل ما يطلبون لتحقيق المراد واثبات انهم قوة لا يستهان بها فيبدأ الآخرون من الليبراليين العلمانيين والمصريين البسطاء في التفكير آلاف المرات قبل أن يخرجوا ويعلنوا رفضهم لتلك الهيمنة الفكرية وهذه الهجمة السياسية المتمسحة بالاسلام والشريعة وأيضاً حتي يتحرك الرئيس وحزبه وجماعته وحكومته بحرية وبثقة في قراراتهم القادمة أما اللجنة أو الجمعية التأسيسية فانها تصبح متحررة وهي تضع الدستور الذي يلغي المساواة بين الرجل والمرأة ويمنح الرئيس صلاحيات مطلقة وسلطة مفرطة ومددا غير محددة.
في تلك الجمعة الضاحكة الساخرة لم أر  أيا من شباب مصر الذين خرجوا في ثورة تدعو الي إسقاط نظام الحكم والي الحرية والعدالة والكرامة فاذا بنا نسقط حكم مبارك لنأتي بحكم الجماعات الجهادية السلفية وبدلاً من أن تتقدم مصر الي الامام اذا بها تعود قروناً الي الخلف وبدلاً من أن نصلح أحوال التعليم والصحة والمرور ونوفر العيش ونزرع القمح ونفكر في بدائل للطاقة ونبني مصانع لعمل الشباب ونمنح الفلاحين امتيازات وقروضا حسنة ليزرعوا ويحصدوا ويوفروا الغذاء للمصريين ويصدروا خيرات الارض بالعملة الصعبة بدلاً من كل هذا وأكثر اذا بالحكام ونظام الحكم وجماعتهم علي اختلاف ألوانها لا يفكرون ولا يعملون إلا لمنع المواقع الاباحية وتطبيق الشريعة الاسلامية علي المصريين الذين يأكلون من القمامة ويشربون بقعة الزيت ويركبون التوك توك ويتعايشون مع القمامة ويسكنون العشوائيات بلا مياه ولا صرف صحي ويتنفسون التلوث ويأكلون الطعام المستورد بأمراض وفيروسات ولا يجدون سريراً في مستشفي ولا مقعداً في وسيلة مواصلات بينما الشباب عاطل يفترش الارصفة ويسد الشوارع ويكسر كل القوانين ويضرب الضباط ويتحرش بالبنات ويمضي ليلة علي المقاهي يشرب البانجو ويبحث عن فريسة تشبع غرائزه وحرمانه.
في تلك الجمعة الاسلامية التي ارتفعت فيها أصوات التكبير ولكأننا في عيد الاضحي مكبرين قبل الذبح فالاضحية هي مصر وشعبها الذي يجب أن يذبح

ويسال دمه في حرب أهلية بين مسلم ومسيحي وكذلك بين مسلم ومسلم بين متعصب وجهادي وسلفي واخواني وبين مسلم ليبرالي وسطي وثوري وعادي وبسيط.. مصر والمصريون هم الذبيحة القادمة لهؤلاء الذين يدعون الدين والتدين والاسلام والنبي الكريم والله العظيم منهم براء... في تلك الجمعة التي تلت حوادث مؤسفة احترقت فيها خيام الاقباط بالاقصر وهم يحتفلون بالقديس ماري جرجس وأيضاً بعد أن اقتحم سلفيون جهاديون كنيسة شبرا الخيمة وأقاموا الصلاة ولم يبرحوا إلا بعد المغرب في تلك الجمعة التي جاءت والمصريون حياري حزاني خائفين مترقبين لوطن يضيع من أيديهم بعد مقتل جنود مصريين علي أرض الفيروز وبعد استيلاء الارهابيين والبدو علي المحافظة في شمال سيناء واقتحام مبني الداخلية والتهديد والوعيد اليومي للجيش المصري وللشرطة والتربص والقنص والتفجير والخطف والتهديد للسائحين والمستثمرين غير التهريب ليل نهار عبر الانفاق المفتوحة جهراً رغم أنف المصريين وبمباركة الاسرائيليين الذين تركوها ليكملوا الحصار علي غزة من جانبهم بينما يعرفون أن مصر فاتحة علي البحري.
في تلك الجمعة مازلت أبحث عن شباب الثورة الذين ملأوا الدنيا صياحاً وصراخاً وتشنجاً بأنهم هم الذين لهم كل الفضل وكل السبق في قيام الثورة وأنهم من استطاعوا إسقاط نظام 30 عاماً من الحكم المستبد الفاسد هؤلاء الشباب غابوا عن المشهد وعن الدستور وعن الحكومة وعن التحرير وعن البناء وعن السياسة وعن مقاومة الارهاب في سيناء وعن التصدي للفرقة والفتنة والتخلف والتعصب والاستبداد الديني الجديد... أين شبابك يا مصر الثورة؟ أين ورد الجناين؟ أين أصوات الحرية والديمقراطية والعدالة والكرامة؟ أين أنتم يا شباب وإلي أين أخذتمونا؟ والي من سلمتم مصر وأهلها؟ الي أي طريق تركتم أهلكم وذويكم؟ وبأي وجهة وبأي حق ملكتم يوماً الحقيقة وتحكمتم وقررتم فاذا بالوطن سفينة تتنازعها الانواء بعد أن خطفها قراصنة الرايات الذين يطبقون الشرع من أجل برلمان ورئاسة ودنيا فانية.