رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هى ثورة الإخوان

ماذا يعنى 25 يناير فى قاموس تاريخ الثورات سوى أنه اليوم الذى خرج فيه شباب ثائر حر أبى واع مثقف يطلب تغيير نظام الحكم فى مصر وأيضاً يرفض الفساد والاستبداد وينادى بالعيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ولكن فجأة يتحول المشهد الثورى إلى تكبيرات فى الميدان ومنصات وخطب دينية حماسية تخلط مفهوم الدين والإيمان بالسياسة ويصبح أعضاء جماعة الإخوان المسلمين هم متصدرو المشهد السياسى، ولكن تدريجياً فظهورهم فى الدراما الثورية جاء بعد أن تصور الجمهور أن البطل هم الشباب، والحركات الليبرالية، التى لا تنتمى إلى أى أحزاب وإنما مجرد حركات مثل كفاية و6 إبريل، لكن المشهد الدرامى السينمائى يحتاج إلى الآتى:

التيتر: بدأ تيتر الفيلم أو الدراما الثورية بالإعلان عن أهداف الثورة المصرية الشبابية الشعبية فى عبارات يرددها الجموع وهى: الشعب يريد إسقاط النظام مع ترنيمات وتنويعات عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وتتصاعد الأصوات والهتافات مع بوادر صدام بين طرفى الصراع.
المشهد الأول: خلفية ميدان التحرير يوم 25 يناير مساء ومشهد الشموع يملأ أرجاء الميدان ثم قطع إرسال يتم فيه تفريق الثوار مع ألسنة الدخان لقنابل مسيلة للدموع ولكن تتوالى المشاهد مع شروق يوم 28 يناير وخروج مئات الآلاف عبر أرجاء المعمورة وقد أطلقوا شرارة البداية لسقوط النظام، لكن يبدو فى الأفق طرف ثالث دخل إلى حلبة الصراع وذلك الطرف الخفى كما فى الأكشن وكتابات أجاثا كريستى يجب ألا يعرفه الجمهور أو أن يخطئوا تحديد شخصيته، فتنطلق الأقاويل والشائعات بأن اقتحام السجون وحرق الأقسام المنظم بدقة هو من فعل فلول العادلى والشريف وعزمى ومبارك ولو أنهم بهذه الدقة والحرفية لكان نظامهم قوياً لا تسقطه هتافات سلمية شبابية لكن المثير للعجب والدهشة هو الرغبة فى التصديق التى أوحت للجمهور أن المشاهد الدموية على أبواب السجون والأقسام هى من صنع الفلول وهنا يبدأ المشهد الثانى.
المشهد الثانى: فى هذا المشهد وهو بؤرة الدراما والصراع يظهر الأبطال الحقيقيون من قيادات الإخوان بجميع الأجنحة المتشددة والوسطية والسياسية وهم يشاركون الشباب والجموع وقادة الحركات والأحزاب حلم التغيير إلى أن يسقط رأس النظام فيبدأ ظهور أكبر للتيارات الدينية السياسية ويأتى القرضاوى ويخطب فى التحرير وتسجل الجزيرة ويدعو لإيران التى ترسل تحياتها للثورة المصرية وهنا كان على الجمهور أن يمسك بطرف الخيط ليعرف من هو الطرف الثالث لكنه آثر السلامة، خاصة بعد

أن ظل زكى رستم يمسك سبحته فى فيلم «رصيف نمرة خمسة» وهو يساعد فريد شوقى لمعرفة من قاتل زوجته فى فراشها بين صغارها.
المشهد الثالث: فى هذا المشهد تكتمل الرواية عندما يصل الأبطال الجدد إلى كراسى مجلسى الشعب والشورى واللجنة التأسيسية للدستور ويتركوا الشباب على أبواب مجلس الوزراء يرفضون دخول رئيس الوزراء ثم محمد محمود ليهاجموا الداخلية ثم المنطقة العسكرية فى العباسية وفى الطريق مبنى الإذاعة والتليفزيون فى ماسبيرو فى حالة من الرعب والكر والفر والقتل بين أبناء الوطن والواحد لكنها حرب تنهك الشباب وتحبط الجمهور وتثير الفزع والخوف حتى يصل الأبطال إلى انتخابات الرئاسة فيدفعوا ببعض الكومبارس الذين يشغلون الشاشة حتى يتم الوصول إلى قمة السلطة التنفيذية والرئاسية فإذا بالبطل وأصحابه بالضربة القاضية يخرجون الجميع من الكادر بمن فيهم الجيش والشرطة والقضاء ويعلو التصفيق الحاد فلقد انتصر البطل وجماعته على الفلول والمجلس وأسقطوا النظام كاملاً وأودعوا سجانيهم السابقين فى السجون خلف القضبان وتحولت القصة والدراما رأساً على عقب فمن كانوا بالأمس يحكمون ويأمرون أصبحوا اليوم مطاردين مسجونين أذلاء ينتظرون حبل المشنقة وسجناء الأمس ها هم وزراء ومحافظون ورؤساء مجالس وأعضاء فى الشعب والشورى والتأسيسية وها هى مصر قد دانت لهم ومن يعارض فالحبس والتجريح والتشويه وبدلاً من العيش جاء الاقتراض والفوائد والتذلل للغير والتمسح بأعتابه، وبدلاً من الحرية فالغلق والسحق والسجن وبدلاً من العدالة الاجتماعية فأهل الثقة وأعضاء الجماعة هم القادة والمسئولون والإعلاميون وبدلاً من ثورة 25 يناير علينا أن نقر ونعترف بأنها ثورة الإخوان والنهاية يكتبها التاريخ.