رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أين ظهرى؟!

نمرة تليفونك كام؟ أدينى النمرة قوام؟ بالقطع هذا هو مطلع أغنية أنغام والتى ظللت أرددها بعد إعلان نتيجة أول انتخابات رئاسية فى مصر بعد ثورة 25 يناير ولكن ما هى النمرة التى أريد أن أعرفها تلك هى المعضلة؟ والتى سوف يتسابق القراء للتخمين والتوقع بأن تكون نمرة الرئيس الجديد وعضو جماعة الإخوان المسلمين ورئيس حزب الحرية والعدالة السابق والملقب دوليًا بالرئيس الإسلامى للدولة الحديثة لمصر أقدم وأعرق دولة مدنية فى التاريخ الإنسانى.

حبس المصريون أنفاسهم على مدار أيام مرت ثقيلة عابسة كئيبة مخيفة علينا جميعًا ونحن ننتظر مصير مصر الجديدة، البعض كان مهتمًا باسم الرئيس ولكأننا فى مباراة كروية ولكن الغالبية المعتدلة الوسطية من الشعب المصرى كانت تترقب اتجاهًا فكريًا وتوجههًا سياسيًا بعينه يأخذ بيد الوطن إلى دولة تحترم القانون وتعلى من شأنه وتعظم مؤسسات الدولة المدنية وتصر على الحريات العامة والمساواة التى لا فضل فيها لعربى على أعجمى ولا إسلامى على مصرى مسلم أو مسيحى حيث الفرق كبير بين الإسلام السياسى والإسلام الذى عرفناه فى بلادنا وحياتنا ومن خلال قرآننا وفهمنا وتربيتنا، ذلك الإسلام الحق الذى انتشر ليس بقوة السيف والترهيب ولكن بحجة المنطق والعدل ومبادئ المساواة التى أقرها أحدث المواثيق الدولية فى العالم المتحضر ولكن الإسلام السياسى هو إسلام الأحزاب والجماعات والحركات السياسية والتى لها أهداف وأغراض ومطامع بشرية وليست مجرد دعوات ومبادئ دينية وأخلاقية.
ومع مرور الساعات الأخيرة انقسم الشارع المصرى ما بين تحرير ثائر هادر غاضب وبين المنصة وشارع النصر وهو يعرب عن تخوفه وقلقه ورعبه من هيمنة تيار الإسلام السياسى وجماعة الإخوان المسلمين على الحكم سواء فى الرئاسة أو الشعب أو الحكومة أو الدستور وخرجت مجموعة من السياسيين والمثقفين ورؤساء الأحزاب لتعرب عن رفضها لأى هيمنة سياسية ودينية وإصرارها على الدولة المصرية المدنية ولكن الساعات ثقيلة كئيبة وتصريحات المجلس العسكرى وبياناته تخيف وترسل رسائل ضمنية عن بوادر حرب أهلية وصدام قادم بين المصريين وأيضا مع السلطات المصرية سواء الجيش أو الشرطة وفى خضم كل هذا تخرج علينا الإدارة الأمريكية والأوروبية بالتوجيه والنصح والانذار الضمنى بضرورة اختيار الرئيس الإسلامى الجديد.. لتأكيد الديمقراطية والحرية وبكل فخر رسم الخطوط الفاصلة فى خريطة الشرق الأوسط الجديد.. وعلى الجانب الآخر يمتلئ التحرير بالجماعات المقبلة من مختلف المحافظات وهم يرددون شعارات عن الشهادة فى سبيل ماذا لا نعرف غير أنها فى سبيل إعلاء كلمة الله باختيار مرسى رئيسا لمصر وفى سبيل «لا» للإعلان الدستورى ويسقط حكم العسكر

و«لا» لحل مجلس الشعب.. وسلام على القضاء المصرى و«لا» للضبطية القضائية للشرطة والشرطة العسكرية ووداعًا للأمن والداخلية ومرحبًا بدولة جديدة بمؤسسات أخرى بديلة من قضاء آخر وجيش آخر وشرطة بديلة والرعب مازال يتصاعد ويملأ النفوس والقلوب ويروع الجميع وشائعات عن فرض حظر تجول واستدعاء للجيش والشرطة ولكن الأمل مازال باقيا فى القضاء والجيش كحماية نهائية من ذلك المشهد المروع للأمن وللأمان ولفكرة الدولة قبل أن تسقط للأبد فى صفقات ومساومات وتأتى اللحظة الحاسمة ويفرد المستشار فاروق سلطان دقائق طويلة ليشرح للمواطن والعالم ما قامت به اللجنة من مهام وما تعرضت له من هجوم وكيف نظرت فى الطعون لدرجة أن الجهات المسئولة لم تساعدها على كشف غموض المطابع الأميرية أو منع الأقباط من التصويت وكان الجواب مخيفا حيث ذكر المستشار أنه لم يتلق ردًا من الجهات المسئولة عن طبع البطاقات فى مطابع الدولة لصالح أحد المرشحين وعلينا أن نطيع ونصدق وكذلك أنه لم يعرف من منع الأقباط وهى إحدى فوازير نيللى أو شريهان التى كنا نعرف اجابتها قبل بدايتها.
ومن هنا هل عرف القارئ أى نمرة تليفون أريد أن أعرفها انها نمرة تليفون المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين حتى أقطع الخط سريعًا بينه وبين رئاسة الجمهورية وبين مجلس الوزراء وبين المجلس العسكرى وبين السيدة الأمريكية سواء هنا أو هناك وبكل تأكيد بينه وبين أى دولة نظن أن مصر قد دانت لها وأن مصر العصية الأبية قد صارت طوع بنانها وإحدى ولاياتها.
بعد إعلان النتيجة تأكدت أننى كمصرية لم يعد لى ظهر يحمينى وسوف أرفع يدى بالدعاء والرجاء أن تظلنى وتظل مصر رحمته التى وسعت كل شىء.