رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أزمة التعليم

علينا أن نعترف بإفلاس نظامنا التعليمي فى الوقت الحالى بعد عقود الفساد الماضية ، و يكفى أن ننظر إلى الاحصائيات الحالية للأعداد و المستوى العام للتعليم فى مصر ، طبقا للإحصاءات التى سجلتها بنفسى فى أحد المحافظات أثناءتنفيذ أحد برامج تطوير التعليم تابع للأمم المتحدة ،

حيث وجدت أن 24 فقط من التلاميذ يحصلون على شهادة الثانوية العامة و الثانوية الفنية من كل 100 تلميذ مسجل في التعليم الابتدائى ، 15 فى التعليم الفنى و 9 فى التعليم الثانوى العام ، و التعليم الفنى فى مصر يقوم بتخرج أميين بوجه عام ، إلا القليل الذين يحاولون استكمال تعليمهم بالإلتحاق بالجامعات ، حيث لا يجيد معظم خريجى هذه المدارس فى الكثير من المحافظات القراءة و الكتابة باللغة العربية ، و هذا لانخفاض مستوى المدرسين فى هذه المدارس الفنية و معظمهم من أصحاب المؤهلات المتوسطة، و خريجى الثانوى العام ليسوا أكثر حظا ،  حيث يتجه إلى القسم الأدبى أكثر من 70 % من طلاب الثانوى العام هروبا من المواد العلمية و التقنية كالفيزياء و الكيمياء و الرياضيات  ، كما  لا يجد أكثر من 75 % من خريجى الثانوى العلمى فرصة للإلتحاق بالكليات العملية  فيتوجهون أيضا إلى الكليات النظرية ، و هكذا نجد أن الفرصة لدخول الكليات العملية التى يمكن أن تحدث تطورا تقنيا فى الزراعة و الصناعة و الطب فى مصر لا تتاح لأكثر من 25 فى كل ألف طالب و طالبة فى التعليم الابتدائى بحسب الإحصاءات الرسمية عند مقارنة عدد المواليد فى كل عام بعدد المقبولين فى الكليات العملية فى السنوات المقابلة  ، و إذا قارنا هذا العدد بما ينتجه التعليم فى دول العالم المتقدمة ، فسنجد أن أكثر من 85 طالب يحصلون على التعليم الثانوى من كل 100 تلميذ يلتحقون بالتعليم الإبتدائى ، و يستكمل 65 منهم التعليم الجامعى ، و يحصل على درجات علمية مثل الماجستير و الدكتوراه أكثر من 12 طالب منهم ، و يمثل خريجى  الكليات العملية أكثر من 80 % من أعداد خريجى الجامعات ، هكذا يجد المجتمع الأعداد القادرة على إحداث صحوة و متابعة للتقنيات المتطورة فى كل مجال ، لكننا للأسف نغمض أعيننا عن المستوى التعليمى و الأعداد المتسربة من التعليم الابتدائى و التعليم بوجه عام ، و بدلا من أن نعالج أمية الكبار ، نخرج للعام ملايين الأميين الذين يتحولون إلى البلطجة و حياة العشوائيات فى كل عام ، و النتيجة التى نراها الآن هى مجتمع راكد معاد لعجز المشاركة

فى الإنتاج الصناعى و العلمى و التقنى ، ليست له القدرةعلى إحداث أى تغيير بسبب استخدامه لتكنولوجيا بدائية ، يمكن أن تسمى بتكنولوجيا العصر الحجرى ، نجدها فى عشوائيات الحياة التى نحياها الآن فى أحياء بلا مياه أو صرف صحى أو أبسط مطالب الحياة الآدمية ، وهذا نتيجة لعجز نظامنا التعليمى عن تخريج أجيال قادرة على استيعاب مطالب الحياة الحضارية و التكنولوجيات المتقدمة ذات الإنتاجية المرتفعة التى تحقق له القدرة على التنافس و التنمية ، و لا شك أننا نرى الآن الأعداد التى تحاول الهروب بجهلها و فقرها من أنفسهم بالمخدرات و الانحرافات و الغرق فى أى أعمال ليست لها أى علاقة بالتنمية و التقدم ، أو الهروب إلى البحار التى لا يعرفون مصيرهم بعدها
و العلاج هو البدء فورا فى رسم و تنفيذ خارطة طريق لإصلاح التعليم بمنهجية واضحة و ثابتة ، يتفق عليها كل المصلحين و الخبراء و العلماء فى مصر ، تبدأ باختيار قادة لهذا الإصلاح ممن كانت لهم الفرصة فى متابعة مناهج التعليم فى الدول المتقدمة كأمثلة تحتذى ،  و تبدأ فورابتأهيل القائمين على التعليم التأهيل الذى يمكنهم من إخراج أجيال من المبدعين فى مجالات الإنتاج ذات التقنية العالية  فى أقرب وقت ، و أن يجتذب التعليم ذوى المؤهلات العالية من أصحاب الكفاءات و المهارات بتحسين رواتبهم و ظروف حياتهم ، مع إصلاح هيكل التعليم بحيث يتم تخريج الأعداد المطلوبة للتطور التكنولوجى فى جميع المجالات العلمية و التطبيقية ، و العمل على أن يتوقف التسرب من التعليم فى المراحل الأولية، مع رفع جودة التعليم واستعادة مصداقية المدرسة  ومردوديتها وموقعها في عملية التنمية المستدامة

-----
رئيس لجنة الصناعة و الطاقة بحزب الوفد