رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شعب يفكر، ويضع حلولاً، افضل من الحكومة الحالية

جلس محمد ومينا بعد العصر كعادتهما يتبادلان الحديث، وكانت تلك المرة بخصوص أداء الحكومة الحالية، مع أن محمد مؤيد للرئيس تأييد كامل في كل قراراته، واختلافه مع مينا الذى يرى أن الرئيس امتداداً للإخوان، ويرى أن قراراته ضعيفة، إلا انهما اتفقا على أن أداء الحكومة ضعيف،

ولم يحقق طموحات المصريين بعد الثورة، وان معظم القرارات بطيئة للغاية، مع أن بمقدور الرئيس والحكومة استغلال أساليب وأدوات، وإصدار قرارات من شأنها تحقيق أداء افضل، وتحقيق عدالة اكبر، وهما في إثناء هذا الحديث، أتى صديقهما هاني ودخل مباشرة في الحوار، فهو مؤيد للرئيس ومنتقد للحكومة، وابدى برائيه أن الرئيس له قرارات جريئة وقوية، وأن الحكومة تسعى بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين، إلا أن الحكومة تحتاج وقتاً أطول.
هذا المشهد الحوارى يمثل في الحقيقة ثلاث تيارات أساسية بالمجتمع المصري، تتصارع في الأفكار والرؤى، والحوار السياسي، فلماذا لم تتحرك الحكومة بخطوات جدية، تحقق نتائج افضل، وتكسب تياران، ويبقى تيار واحداً معارضاً.
وبالأرقام الحالية سنقف عند مسائل بسيطة:
-       الموازنة العامة للدولة تحتوى على 59 مليار جنية مكافئات وحوافز، في نفس الوقت لم تفعل شيئا للعمالة المؤقتة وتحقيق مطالب العاملين بالدولة إلا بنسبة ضئيلة، وتتعامل بطريقة رد الفعل، لما يحدث من مطالبات فئوية، ولم يكن لديها رؤية شاملة لتحقيق عدالة للأجور للعاملين بالدولة استباقية، تطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور سيوفر اكثر من نصف ميزانية الأجور بالدولة ويتم إعادة تويعها بشكل عادل على الأجور المنخفضة والعمالة المؤقتة، ولن تتحمل الدولة أي إضافات في الأعباء.
-        تحتوى الموازنة على نفقات حكومية كبيرة، فمصر تمتلك سفراء ومكاتب ثقافية وتجارية وغيرها في 160 دولة يتقاضون مرتبات ضخمة لا يقل مرتب الفرد في أحداها عن 20 الف دولار في الشهر، وكان من الممكن ترشيد ذلك، باتباع نظام السفير المتجول، يرعى مصالح مصر في عدة دول معاً، خاصة هناك دولاً لا تمثل أهمية كبيرة لمصر، خاصة في النواحي الاقتصادية.
-        دعم المنتجات البترولية في الموازنة نحو 70 مليار جنيه، ونظام الكوبونات سيوفر ثلث

هذا الدعم، فلماذا لا يتم الإسراع في تنفيذه؟.
-        تطبيق الضرائب التصاعدية على الدخل، بالإضافة إلى الضرائب العقارية، سيزيد من الإيرادات الحكومية بشكل كبير،.
-       الاهتمام بالعشوائيات فبدلا من وضع خطة لطريق مصر ـ الإسكندرية الصحراوي لإصلاحه بقيمة 4 مليار جنية، تنفق في الأوليات واهمها العشوائيات.
-       إنشاء مخابز مليونيه ( تنتج مليون رغيف يوميا على الأقل ) سيتيح توفير الخبز ويقلل الفاقد، ويحسن الجودة، ويسهل الرقابة، ففي مصر حالياً نحو 20 الف مخبز تقريباً كلها لا تنتج رغيف مطابق للمواصفات،  نظراً لصعوبة المراقبة، علاوة على الفاقد في الدقيق وبيعه بالسوق السوداء.
" هناك أساليب عديدة يمكن للحكومة اتباعها، ولا تحتاج لتأجيل، أو لتفكير، ولا يعرف بالضبط ما السر وراء تباطؤ الحكومة في اتخاذ إجراءات ملحة ، لتوفير وتسهيل الحياة اليومية للمواطنين، مما سيقلل من التأييد الشعبي لها، وسيؤثر بالطبع على تأييد الرئيس نفسه، وسينعكس على نتائج الانتخابات البرلمانية القادمة، ويبدو أن الشعب يفكر ويضع الحلول افضل من الحكومة بمستشاريها، فإما الحكومة بدأت تفصل نفسها عن الشارع، وإما أنها عاجزة ولا تمتلك سوى ما تفعله "
" إننا نؤيد الرئيس، ونحترم الحكومة، ولا نعارض من اجل المعارضة، ولا ننتقد إلا لما نراه مصلحة لمصر، ولكى يصل صوت الشعب للمسؤولين، نحن نؤيدكم، لكن ننبهكم أيضا لما فيه الصالح العام"
----
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي والاقتصادي
[email protected]