عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحول ديمقراطى أم تدهور سياسى ؟

لم نبالغ لو قررنا اننا نعيش الان فى مصر فى حالة تدهور سياسى،وأبرز علامات هذا التدهور هو عدم وضوح الاحداث السياسية والمتحكم فيها،والى اين تسير؟،فالثورة لم تكتمل وتعثرت فى طريقها،فالمشهد السياسى لا يعبر عن ملامح منهج او خريطة سياسية لما سوف تشهده مصر،ويعبر عن سوء ادارة سياسية بالغ،فما نتج حتى الان مجلس شعب لا يمتلك صلاحيات ومهدد بحله فى اى وقت،لديه وسائله فى التشريع ولا يملك تنفيذها،ولجنة دستورية تم ايقاف

تشكيلها،ومسائل معقدة فى الترشيح لانتخابات الرئاسة،وحكومة مؤقته عاجزة عن تسيير الحياة اليومية للمواطنيين،فهذا مشهد لا يعبر عن التحول الديمقراطى السليم الذى قامت من اجله الثورة،بل هو تدهور سياسى لكن منظم،ربما يقضى على الثورة،خاصة بعد ظهور بعض قيادات النظام السابق بقوة فى الحياة السياسية والرغبة فى اعادة ما تم مقاومته خلال عام كامل من التظاهرات ولاعتصامات،وبالفعل نحن نبالغ لو قررنا أننا نعيش عصر الثورة الشاملة.

لقد عانت مصرمعاناة شديدة من ظاهرة التدهور السياسي فى النظام السابق نتيجة وجود نظام مستبد يوصف بالديكتاتورى بكل مواصفاته،افسد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية،ولعل أبرز علامات التدهور،هو الاعتداء المنهجي على الحريات السياسية وقمع الجماهير،وليس ذلك فقط بل خرق حقوق الإنسان من خلال تقييد حركة الأحزاب السياسية المعارضة،واعتقال الخصوم السياسيين بغير سند من القانون،بل واستخدام التعذيب ضدهم،أما التدهور الاقتصادي فتكشف عنه السياسات الاقتصادية المنحرفة التي تجعل ثمار التنمية محتكرة للقلة من أهل السلطة الفاسدين وخلفائهم من رجال الأعمال الذين تحكموا فى كل مفاصل الاقتصاد المصرى،وفى اقوات الشعب ،ومارسوا الاحتكار والجشع مما أدى إلى الإفقار المستمر للطبقات المتوسطة والفقيرة،وليس أقل خطورة من ذلك التدهور الثقافي الذي يكشف عنه الارتفاع المهول في معدلات الأمية،وتدني الوعي الاجتماعي نتيجة نشر الوعي الزائف عن طريق أجهزة الدولة الإيديولوجية من جانب التي تسيطر عليها الحكومة،والاستعانة باصحاب اقلام واعلاميين مأجورين من السلطة،فقضوا على العقول والثقافة المجتمعية،وحولوا الشعب الى مجتمع أمى وجاهل ثقافيا فى جميع مناح الثقافة المختلفة .

اما ملامح التدهورالسياسى بدأت مع تنافس الاحزاب والشخصيات على تحقيق المكاسب السياسية،والموقف لايدل على التحول من نظام شمولى الى نظام ديقراطى وذلك بسبب تشتت الائتلافات الثورية التي أشعلت الثورة ودفعت الملايين من أبناء الشعب المصري إلى الالتحام بصفوفها،والضغط العنيف لإسقاط النظام

وإجبار الرئيس السابق على التنحي،وقد أدى هذا الوضع الاستثنائي إلى أن من أشعلوا الثورة لم يتح لهم أن يحكموا مباشرة،مما أدى في النهاية بعد مسيرة متعثرة غاية التعثر بقيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولي إدارة البلاد بعد تنحي الرئيس السابق،ثم ظهور "الإخوان المسلمين" لأنهم أكثر تنظيماً،ومعهم التيارات السلفية الذين لم يسبق لهم أن عملوا في السياسة من قبل،وقد استطاع هذا التيار الديني السياسي أن يحقق اغلبية المقاعد فى مجلسى الشعب والشورى ،وسيطرة على اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، مما اعطى الحجة للعشرات للانسحاب منها،ومحاولة سحب الثقة من الحكومة وتشكيل حكومة من الحرية والعدالة بديله،الا ان الامر لم يقف عند ذلك فاكتملت الصورة بالترشيح لانتخابات الرئاسة فرشحت كمرشح احتياطي الدكتور"المرسي" رئيس حزب "الحرية والعدالة" وأبقت "الشاطر" كمرشح مستقل،وتعثر التحول الديمقراطى بشكل سليم هذا نتيجة تعثر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في إدارة المرحلة الانتقالية،وتحديد القوانيين الواضحة والتى تتوافق مع المرحلة الحرجة،بل اصبح الوضع السياسى يتفاعل مع الاعلان الدستورى ويحاول تفسيره وتوافقه مع الدستور،ومدى ملاءمته للاوضاع المضطربة،وخلق حالة من العداء السياسى وعدم وجود منطقة مشتركة لكافة الاطياف السياسية الراغبة فى ادارة السلطة،ولا يمكن ان نتكهن بالمستقبل ماذا يمكن ان يحدث ؟ وهل هذا التخبط السساسى مقصودا ام لا ؟ فلا نستطيع ايضا للانصاف ان ندرك واقعية انه كان مقصودا لتعقد المشهد ككل !! .
فهل مصر تمر بمرحلة تطور ديمقراطى أم تدهور سياسى ؟
----------
الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى
[email protected]