عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ترشيح سليمان وضع مصر فى ازمة ثقة

اثار ترشيح عمر سليمان لرئاسة الجمهورية تكهنات وتساؤلات عديدة هل الرجل مدفوع به من المجلس العسكرى،ليكون مرشحا مدعوما من العسكر والمخابرات والامن القومى ومؤيديهم،ام انه قرر الترشيح منفردا لرغبته فى خوض هذا السباق اعتمادا على تاريخه السابق،

فاعلان سليمان قبل ذلك عدم ترشحه،ثم فجاءة يتقدم بالترشيح ومصحوبا بتوكيلات مجهزة بالالاف من التوكيلات،وظهور اخبار لا نعرف مدى مصداقيتها عن اجبار ارفارد الجيش او الشرطة لعمل توكيلات مقابل الحصول على اجازة او التهديد بعقوبة،يثير الشكوك فى نوايا هذا الترشيح فهو امر مقلق للشعب فى معظمه وام يتوقع غالبيته ترشيح نائب الرئيس السابق فى تلك الانتخابات مما قد يفسر اشياء ومسائل اخرى كثيرة تتعلق بالثورة،وكان يجب على المجلس العسكرى ان يعلن صراحة،هل هو من دعم سليمان للترشيح ؟وعدم ترك الشائعات والاخبار تتناقل من غير مصدرها،والامر يختلف عما اذا كان مرشحا للعسكر او مرشحا فرديا لا يعبر الا نفسه ويرى ان له الحق فى ترشيحه،وترشيح اللواء سليمان لنفسه حق قانونى مثل اى مواطن لكنه يجب ان يكون متساوى فى عدم التأثير على الشعب،وعدم توجيه رسائل اعلامية مباشرة الى الشعب بانه افضل المرشحين،من اجل توفير سباق متكافىء ونزيه بين كافة المرشحين ،والحكم فى النهاية للصندوق الانتخابى .

ترشيح عمر سليمان احدث نوعا من الصدمة لدى غالبية المصريين،والسؤال الذى يدورعلى من يعول هذا الترشيح ؟فهل يعتقد سليمان ان المصريين يمكنهم اختيار شخصية كانت متلاصقة مع النظام السابق حتى كان نائبا لرئيس هذا النظام،اذن هناك خفايا تتعلق بشأن هذا الترشيح لا يعرف الشعب عنها شيئا؟واننى ادرك انه لا يمكن ان يقدم رجل مخابراتى بارز الى تلك المعركة الا اذا حسم ادواته التى سوف تؤدى به فى النهاية الى الفوز،فعقلية المخابرات لا تعرف الاستسلام او التراجع،وربما تستخدم اساليب وادوات لا يدركها المرشحين الاخرين،فالرجل لديه المعلومات الكفيلة بوضع خطط  لكيفية التأثير على الرأى العام،ومدى استقطاب الشعب تجاهه،ولديه رؤية عن الواقع الداخلى والخارجى،اى انه الرجل الوحيد الذى يعلم كافة الملفات قبل وبعد الثورة،فهل بالفعل لدية اساليب وادوات التأثير على الرأى العام؟ ام انه مرشحا عاديا يعول على تائييد الشارع والمواطنيين،ويؤمن ان له شعبية كفيلة بفوزه ؟

ترشيح سليمان ربما له فائدة كبرى فى تصحيح مسار الثورة وان يترك المصريين الخلاف بينهم ،وان يجدوا منطقة وسطى يمكن الاتفاق عليها،وان يتكاتف الجميع فى جبهة واحدة ضد هذا الترشيح اذا رغبوا

او رأوا انه مرشح مدعوم من الفلول او العسكر،فلو استغل المصريين هذا الترشيح فى تصحيح مسار العمل الجماعى لكانت البداية الصحيحة بدلا من التفرقة والتشتت،وخاصة بين مرشحى الرئاسة المعروف عنهم النزاهة والسجل المشرف،فيمكن ان يتم اتفاق اذا سلمت النوايا وتحرر هولاء من الذاتية والشخصنة،فى محاولة للعمل الجماعى وبالتالى سوف يصبح الكل منتصرا،بدلا من ان يخسر الجميع وتضيع الثورة واحلام المصريين .

  توفير المعلومات يوضح الطريق ويؤدى الى الاستقرار،ويجعل الوطن متماسك ويحدد الادوار،ويعرف كل مواطن مسؤلياته،وما يتوجب عليه وفقا لتلك المعلومات،وان سياسية الغموض وعدم نشر الحقائق والمعلومات الكافية وخاصة فيما يخص قضايا الرأى العام يحدث نوعا من الهوجة السياسية والشائعات المضرة باستقرار الوطن وتماسكه،فالان تعانى مصر من أزمة ثقة حقيقة،ازمة ثقة بين طوائف الشعب وبين كل طائفة،وأزمة ثقة بين المجلس لعسكرى وبين الشعب،وتلك الازمة سببها هو عدم نشر المعلومات ومعرفة الحقيقة،والاعلام السىء الذى لم يتغير فى عدم التوعية او التدقيق فى الاخبار،وعدم مخاطبة المصريين بعقول جديدة وباشخاص تنويريين جدد،لديهم القدرة على اقناع الشعب باختيار طريق معين،بدلا من حالة الغموض وعدم القدرة على اتخاذ قرار فيمن يختارون فى انتخابات الرئاسة،من كثرة الخلافات والشحن السياسى،وانقلاب لحقائق ومفاهيم كانت ثابتة فى اذهان المصريين،فيجب اذا اراد الاعلام والمجلس العسكرى الحفاظ على استقرار مصر ان يتبعوا منهجا اخر اكثر رؤية ووضوحا ويتفاعل مع رغبات الشعب .

الحقيقة ان مصر تعيش ازمة ثقة بعد فوز الاخوان المسلمون بانتخابات مجلسى الشعب والشورى،ثم انشاء الجمعية التأسيسية للدستور،ثم جاء ترشيح سليمان ليزيد من تلك الازمة،فمتى تنتهى ؟
الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى
[email protected]