رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل ينجح أردوغان في كبح الثورة؟


ليس غريبا ما يحدث اليوم فى تركيا، فمن الضرورى أن تمتد لهيب النيران التى أشعلتها أنقرة فى سوريا وبعض العواصم الخليجية الى دول الجيران، ففى العراق نرى التكفيريين وبشكل خاص جبهة النصرة التابعة للقاعدة تضرب وتخرب فى كل المدن العراقية منذ أكثر من سنة لكونها حليفة لسوريا، وكان ذلك أيضا من عدة أشهر فى لبنان التى أصبح على أرضها أكثر

من خمسة آلاف ارهابى من النصرة وغيرها من الجماعات التكفيرية، وهكذا الحال فى الأردن التى يعيش على أرضه الآلاف من المسلحين الذين يقوم بتدريبهم الأمريكان والبريطانيون والفرنسون، هذه الجماعات من مختلف البلاد العربية والأجنبية سواء التى تتواجد فى بغداد أو لبنان أو عمان، وأخيرا وصلت العدوى الى اسطنبول..! فمنذ ثلاثة أسابيع بدأ التوتر والإرهاصات التى تنبئ بقدوم ثورة على رئيس الوزراء التركى خاصة بعد أن قام بعمل تخريبى فى مدينة الريحانية، ومن قبلها بسنة وافق على نصب القبة الحديدية من صواريخ (باتريوت الأمريكية) بحجة التصدى للصواريخ السورية، وهى فى حقيقة الأمر نصبت لخدمة الكيان الأسرائيلى اذا ما فكرت ايران في التعدى عليها عند نشوب حرب تكون واشنطن أو تل أبيب هما الصانعتين للشرارة الأولى لها، أما ثالثا فهو تبنى خطابه التصعيدى والمتخبط منذ قيام الأحداث فى دمشق بالهجوم والشتائم ومطالبة الناتو بالتدخل من أجل إعادة الوصايا العثمانية على سوريا مرة أخرى، وبذلك يكون قد حقق الحلم المنتظر لكل من الولايات المتحدة واسرائيل ليتسنى لأى منهما بضرب إيران وحزب الله اللبنانى فى وقت واحد، ومن هنا يمكن لهما رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد التي فشلا فى نقلها إلى الواقع سنة 2006 عندما قامت اسرائيل بالحرب على لبنان متمثلا فى حزب الله..!
كل هذه التراكمات خلال عامين أو أكثر هى التى أوصلت الشعب التركى بالخروج الى ميدان تقسيم ليطالبوا برحيل أردوغان وسقوط النظام بعدما أعلن فى خطابه أمام البرلمان منذ أربعة أيام ازالة الغابة المتواجدة فى ميدان تقسيم والتى زرعها الثوار المؤيدون لكمال أتاتورك بعد أن حررهم من استبداد الدولة العثمانية المتمثلة فى (الخلافة الإسلامية).
الرجل أخطأ مثلما أخطأ رؤساء قبله أزاحتهم شعوبهم لكبريائهم ونرجسيتهم وغطرستهم فى 2011 خرج عليهم فى خطاب صلف، اتهمهم فيه باللصوصية والمخربين والمنفذين لأجندات فى الخارج، وهذا ما قاله سابقا «مبارك وصالح وزين العابدين والقذافى» الديكتاتوريون دائما يلقون الاتهامات على شعوبهم ويوصمونهم بأحط الألفاظ لكى يصغروا من قامتهم أمام الرأى العام العالمى، لكنهم لا يعتبرون من سابقيهم، ودائما ما يكررون نفس الأخطاء! هؤلاء الحكام ينظرون دائما لشعوبهم على أنهم قطعان من الخراف، هم يعتبرون أنفسهم أنهم مبعوثون من قبل الله لهذه الشعوب لكى يقودوهم الى

تحقيق العدالة والحرية ، وأنهم رمز العدالة على الأرض، ولكنهم فى الحقيقة أغبياء.! لقد أتت الولايات المتحدة الأمريكية بالديمقراطية والنظام الرأسمالى وبعد انهيارهما فى دول العالم الثالث وواشنطن وكل الدول الغربية، جسدت لهم العولمة التى بشر بها فلاسفة علم الاجتماع فى بداية القرن السابع عشر ليصبح العالم قرية واحدة تسيطر عليه دولة عظمى تمثلت فى الإمبراطورية الأمريكية فى نهاية القرن التاسع عشر، هذه الديمقراطية كانت بمثابة خدعة كبيرة للأنظمة العربية والإسلامية التى استرقتها حكامها وخاصة ملوك وأمراء الخليج من أجل البقاء على العرش مدى الحياة..!
فهل فعل أردوغان أكثر مما فعله سابقوه ومعاصروه..؟ نفس اسلوب المداهنة والمراوغة واستغلال شعبه واللعب بكل الأوراق حتى لو أدى ذلك الى صناديق الاقتراع التى اخترعتها واشنطن من أجل تنصيب من تريد تنصيبه! هكذا أتت بكل رؤسائها، وهكذا تعلمت أنظمة العالم الثالث والنامى وهكذا يفعل الحاكم التركى مع شعبه، يريد أن يظل حاكما حتى الممات، ويريد أن يورث نجله الحكم، لذلك يرغب فى إعادة الدولة العثمانية ولديه شهوة كبيرة فى الوصايا على بعض الدول الشرق أوسطية التى وعدته بها واشنطن، والتى اليوم نقدته عندما طالب قوى الأمن بالتصدى والضرب المبرح لكبح الثوار، وما تلفظ ونعت به شعبه، مقدمة الى التخلى عنه اذا ما استمرت الاحتجاجات وأصر الشعب على سقوطه، فهى التى تخلت من قبل عن «شاه ايران وعن كل الحكام الذين سقطوا فى 2011 وكذلك برويز مشرف فى باكستان واغتيال بنازير بوتو ولا ننسى السادات» لكونها لا تنظر الى الخلف أبدا، ولكنها تنظر دائما الى أين توجد مصالحها، ومع من..؟ لذلك لم يأت الدور على ملوك وأمراء الخليج الذين ما زالوا ينظرون لهذه الدولة على انها هى سبب وجودهم وبقائهم فى هذه الحياة..!
[email protected]