رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مناظرة على طريق الثورة

عندما كنا نشاهد أو نقرأ عن المناظرات التليفزيونية التى تعقد بين المرشحين للرئاسة فى الدول الديمقراطية والمتقدمة كانت تصيبنا الدهشة ويضربنا الحزن على وجوهنا ورؤسنا فنخجل من أنفسنا ونتوارى خلف الكلمات المحفوظة عن ماضينا وأمجادنا وعمق حضارتنا. 

كان الفكر يسرح بنا محاولا أن يعرف كيف وصل إلى كرسى الحكم من جلسوا على صدر الوطن وكتموا أنفاسنا وحولوه إلى سجن كئيب وواقع منهار ودولة متسولة، وكانت الإجابات تأتى غريبة مريبة مليئة بالشك خالية من أى دور للشعب وربما مصالح الوطن أيضا.  كانت المقارنة بيننا وبين هؤلاء الذين يختاروا حكامهم بإرادتهم تؤذى نفوسنا وتجرح كرامتنا فننام على واقع كئيب يحاصرنا ويطاردنا وأحلام كالطير المهاجر تريد العودة ولا تستطيع ففصول السنة تحولت فى وطننا إلى فصل واحد إما صيف قائظ أو برد قارص قاتل لكل أنواع الحياة.  كان مرشحنا للرئاسة مرشح وحيد وهو الحكيم والعليم والقوى الأمين وليس فى الشعب غيره يستطيع قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان فهنيئا لوطن ولشعب لديه مثل هذا القائد الملهم والزعيم الفريد!!، ولو حدث تعديل أو تغيير فى نظام ترشح الرئيس أو الإنتخاب فلا يكون إلا بإضافة مرشحين ديكور لتجميل العملية الإنتخابية وإفساح المجال للحديث عن الحرية والديمقراطية التى قل أن يوجد لها شبيه أو مثيل كما تقول أغانينا الوطنية ونشرات أخبارنا وبرامج تلفازنا وإزاعاتنا!!.  أما غير ذلك فمن يتجرأ ويرشح نفسه دون إذن مسبق فهو خارج على القانون ومصيره السجن والتنكيل، كأننا فى رأيهم قد تجاوزنا مرحلة القرود فى سلسلة التطور لكننا لم نصل بعد إلى مرحلة البشر الكامل وهى المرحلة التى تحدث عنها المخلوع ورجاله فقالوا "إننا غير مؤهلين للديمقراطية" قالوها بلطف ولباقة ولم يقولوا "إنكم أقل من البشر" حتى لا يؤذوننا أو يجرحوا مشاعرنا التى إنتهكوها ألف مرة كما إنتهكوا أجسادنا وكرامتنا.   وقد جاءت الثورة المصرية العظيمة فصلا من فصول الربيع العربى الفائق الجمال والحيوية لترد على هؤلاء الذين ظلمونا وظنوا بنا السوء ونقص الأهلية ولتذكرنا بإنسانيتنا المفقودة ولتعيدنا إلى صفحات التاريخ سطورا مجيدة جميلة تحمل عبق ماضى تليد وحضارة عظيمة دعت رئيس وزراء إيطاليا عندما شاهد الثورة الملهمة وأحداثها أن يقول "لا جديد فى مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة".  أخيرا عادت مصر إلى التاريخ وعاد التاريخ إليها، إبنا عزيزا فهى أول من سطر العز فى صدر صفحاته، ولكن ماحدث بعد الثورة من خلاف وأزمات وإرتباك وإشتداد للصراع على السلطة وفوضى فى بعض الأحيان وقتل

ودماء والتصرفات غير المقبولة من بعض ممن دخلوا إلى ميدان السياسة بلا فهم ولاخبرة أو ظنوا أنهم يمكن أن يكونوا فوق القانون بما لديهم من جمهور ومؤيدين فيفرضون أنفسهم بالقوة كل ذلك أعاد ضباب الخوف وعدم الثقة ليخيم من جديد ويكاد يحجب الرؤية ويشوه الصورة الجميلة لدرجة أن البعض أشاع وتحدث عن أننا قد ضللنا الطريق وفقدنا الثورة وأن مصر فى حاجة إلى ثورة جديدة.  ووسط هذا الجو غير الصحى الملبد بغيوم الصراع والخلاف والإختلاف بعد حوالى عام ونصف من سقوط المخلوع ورجاله جاءت المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحين الرئاسيين الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والأستاز عمرو موسى لتزيل الضباب وتبعث الروح والعافية فى أحلامنا ونسيم الربيع فى أجوائنا وتعيد طيور أمانينا تغرد من جديد والفرحة إلى قلوبنا ترفرف بين الضلوع فمازلنا على طريق الثورة والتغيير نسير.  فشكرا لكل من شارك بالتفكير والتخطيط والإعداد والتقديم لهذه المناظرة التارخية التى لايجب النظر إليها وتقييمها فى إطار من فاز ومن خسر ومن كان أكثر إقناعا فهذا يقرره الشعب ولكن كان الأهم أن نرى ولأول مرة من يريد أن يعتلى كرسى الحكم ينافس بشرف ويحاور بإحترام ويختلف بفهم ويطرق الأبواب ويقدم نفسه وأفكاره وأوراق إعتماده  للمواطن العادى ويطلب القبول وينتظر الرد ويظل يصارع ويكافح حتى يسمع رأى الشعب.  فلم تعد الكلمة والقرار للقائد والزعيم الأوحد فقد مضى عهد القرود وعهد الإستعباد وعادت طيور الأحلام إلى أرض الوطن وعاد الربيع يغنى ضاحكا وعلى من أراد أن يكون قائدا أن يقنع هذا الشعب وأن يعتز بخدمتة وأن يكون قادرا على تحقيق أحلامه وأمانيه.
-----
أمين عام حزب الوسط بالفيوم