عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدروس النبوية والنهضة المصرية

اقتضت سنة المولي سبحانه التمهيد للأحداث الكبري خصوصا الرسالة القرآنية لتوجيه البشرية الي يوم البرية‏,‏ فالتمهيد لرسولنا صلي الله عليه وسلم بدأ‏.

- حيث بشّر عيسي برسولنا ومبشرا برسول الله يأتي من بعدي اسمه أحمد ولم يبشر موسي بعيسي عليهما السلام. ثم جاء الإعداد, روحيا وماديا, بالتأسيس القرآني الشامل كان خلقه القرآن وصولا الي التفرد المطلق حيث نصلي جميعا ونقول بسورة الفاتحة: «اهدنا الصراط المستقيم» في حين أن رسولنا هو الوحيد المؤكد أنه علي الصراط المستقيم «يس والقرآن الحكيم إنك لمن المراسلين علي صراط مستقيم», كل ذلك لتأهيله لهداية البشرية الأمر الذي يمثل ثقل الرسالة «إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا» وكذلك كانت النشأة البشرية لرسولنا «وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدي إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا» هذه النشأة هي أساس القدوة العصرية لرموزنا السياسية حيث كان للرسول جانبان متكاملان:
- الأول: -جانب التبليغ المقدس والثانى: جانب التطبيق البشرى, التبليغ عن الوحي وهو الجانب المقدس والمخصص لرسولنا فقط دون كل البشرية ثم جانب التطبيق البشري الذي يحتمل الصواب والخطأ حيث لابد أن يكون الرسول هو أول من يطبق ما يدعو إليه (أكرر أول من يطبق ما يدعو إليه) دون ادعاء قداسة والأمثلة معروفة حيث كان يغير قراراته بناء علي آراء الصحابة تطبيقا للشوري والاشارة خاصة لرموز القوي السياسية الاسلامية التي حازت الشعبية والأغلبية البرلمانية كما هو متوقع.
- أنتم اصحاب رسالة ومسئولية لا بديل لها في مرحلة تاريخية لا مثيل لها من حيث المتغيرات في موازين القوي العالمية التي ستشكل بناء علي التحولات المتوقعة في منطقتنا العربية التي لا يمكن أن تكون (في مناخ الحرية) إلا نتيجة للتوجهات الشعبية التي منحتكم ثقتها.
- وكما كانت لبعثة رسولنا بقريش دلالة لها قيمتها من حيث التأثير الاستراتيجي علي محيطها في حينها، فإن مصر الوحيدة المذكورة بالقرآن وكنانة الله في الأرض والكنانة تعني الجراب الذي يحمي الناس من الاستخدام الخاطئ للسلاح الحاد, مصر هي رمز الاعتدال والوسطية فكريا وجغرافيا ومناخيا, بشهادة كل زعماء ومفكري العالم, مصر هى أقدم دولة مركزية تاريخية, الدولة الوحيدة التى حافظت على نفس حدودها الجغرافية كما هى الآن ومنذ سبعة آلاف سنة وهى أقدم دولة دستورية وبرلمانية فى المنطقة.
- هذه الدولة بشعبها الذى قام بأهم ثورة سلمية حضارية فى التاريخ (شرحها يطول), أهم

ثورة فى أهم دولة ولأول مرة فى العصر الحديث يصل حاكم ونظام حكم ذو خلفية ومرجعية اسلامية لمقاليد السلطة عن طريق ثورة سلمية شعبية ثم آليات ديمقراطية نزيهة, باعتراف العالم, وليس عن طريق حركات أو انقلابات عسكرية مثل أفغانستان والسودان المنسوبين بالخطأ لنماذج الحكم الاسلامى, مما يعنى أننا لأول مرة تاريخيا بعد سقوط الخلافة الاسلامية نجد أن المشروع الحضارى الاسلامى بالفعل «تحت الاختبار» فى مواجهة المشروع العلمانى الإمبريالى الغربى المتحالف مع الصهيونية العالمية, أى أن مصر والمصريين هم الآن أصحاب أهم حدث حضارى سيؤثر على العالم فى العصر الحديث وهذا أيضا باعتراف مفكرى العالم.
- فإذا نجحت الثورة المصرية في اقرار الإرادة الشعبية وآليات الديمقراطية وصولا لتحقيق التنمية والنهضة الاقتصادية والاجتماعية فلابد أن ينعكس كل ذلك علي المنطقة التي تمثل مسرح الأحداث الفارقة العالمية, ولذلك لاحظنا على مر المرحلة الانتقالية بعد الثورة قيام مختلف القوي العالمية بممارسة شتي الضغوط والإجراءات الفعلية علي الأرض لإعاقة التحول الديمقراطي المصري الذى يأتى بالاسلاميين بالانتخابات والهوية الاسلامية بالاستفتاءات, ولم نلاحظ ذلك مع تونس أو المغرب التي صعد بها أيضا التيار الاسلامي بالانتخابات الديمقراطية.
وبالتالي, منتهى المراد فى توجيه العباد فى هذه المرحلة الفارقة هو أن نؤكد أن نجاح ثورة مصر سيمثل نقلة نوعية تاريخية للمنطقة بأسرها فضلا عن تأثيرها عالميا, وذلك في إطار التكليف الحضاري بالاستخلاف وإعمار الأرض وهو تشريف للقوي السياسية الاسلامية ما بعده تشريف لا سابق منذ الخلافة ولا لاحق الى النهاية وبقدر التشريف لابد أن يكون التكليف.. والله أعلم.
-------
رئيس جمعية المقطم للثقافة والحوار
[email protected]