عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تضادات أم تحالفات

-يقولون إن الأغلبية البرلمانية تشكل الحكومة مثل كل العالم (لم يسمح بذلك فى مصر) لكنها لا تضع الدستور لأنه أمر يخص المجتمع كله, كلام عظيم, فالبرلمان شىء والدستور شىء آخر فلماذا هجوم التحالفات على التأسيسية بمجرد اقتراب الانتخابات والقصه كالآتى:

- نلاحظ العدد الضخم من الأحزاب على الساحة بحيث لا تستطيع أن تتذكر أسماء عُشرها ومع ذلك فالأمر يمثل بداية إيجابية للحياة السياسية بعد الثورة وبالتالى فالتحالفات السياسية تمثل بالتأكيد نضجا وتقدما سياسيا بشرط أن تكون تحالفات حقيقية وبمعنى:
-أن يكون لها رؤية فكرية سياسية اقتصادية اجتماعية تنطلق منها مشاريع وبرامج تنموية تمس مصالح المواطنين على الأرض (أمن، تعليم، صحة، مرور، بطالة... وخلافه) وبالتالى لابد لهذه التحالفات ورؤيتها الفكرية أن تمثل وتعبر عن مصالح شريحة (أو شرائح) كبرى بالمجتمع وإلا ستضمحل وتتبخر.
هذه الأحزاب والحركات والتيارات لابد أن تكون متجمعة تحت مظلة هذه الرؤية ثم تتعاون وتتحالف من خلال الانتخابات الحرة بهدف الاستقواء فى مواجهة التحالفات الأخرى (التى تمتلك رؤية فكرية مختلفة تعبر عن مصالح شرائح أخرى) حتى تستطيع تحقيق أغلبية برلمانية وبالتالى تستطيع تشكيل الحكومة بما يعنى وصولها للسلطة وإدارة مؤسسات الدولة التنفيذية مما يمكنها من تفعيل رؤيتها بتطبيق مشاريعها وبرامجها على الأرض بما يحقق مصالح الشرائح التى تعبر عنها فى إطار نظرة مستقبلية لحياة أفضل لأغلبية المجتمع (وليس أقلية مسيطرة) وبالتأكيد سيكون هناك دعم شعبى من هذه الشرائح لهذه التحالفات برموزها ومشاريعها وهو المطلوب، مما يعنى تحقيق «الشعبية» وهو الأساس.
ومن البديهى أنه لا يمكن تحقيق شعبية إلا بتوافق رؤية ومشاريع هذه التحالفات مع مبادئ وقيم وثقافة المجتمع, أما إذا كانت هذه التحالفات فى إطار أى شىء آخر, مثلا وليس حصرا, مجرد تجمعات نخبوية مع تغطية إعلامية بدون رؤية وبرامج تنموية منطلقة من ثقافة الشعب يعنى بدون نجاحات جماهيرية فستتحول كلها سريعا إلى فرقعات إعلامية مرحلية.
- ومن البديهى أيضا أنه لابد لكل نظام حكم من مبادئ وثقافة يرجع إليها بشأن وضع الخطوط الفارقة بين الصواب والخطأ بخصوص التوجهات العامة فى كل مجالات الحياة وفى مجال الحرية بعد الثورة لا مجال إلا لأن تكون ثقافة نظام الحكم هى نفسها ثقافة المجتمع وكذلك لابد أن تكون الأحزاب والتيارات والحركات والتحالفات السياسية, فليست السياسة أصلا إلا وسيلة لتنظيم المجتمع لتحقيق

حياة أفضل للمواطنين ومن ينجح يستمر على الساحة وهكذا.
- والتحالفات السياسية الآن على الساحة تمثل:
أولا: التحالف الاسلامى الأول.. الإخوان ومن سيتحالف معهم مثل السلفيين.
ثانيا: التحالف الإسلامى الثانى.. السلفيين (فى حالة عدم تحالفهم مع الإخوان) ومن سيتحالف معهم.
ثالثا: التحالف الإسلامى الثالث.. الوسط مع مصر القوية (أبو الفتوح) ومن سيتحالف معهم.
رابعا: التحالف الليبرالى حزب الوفد وحزب الدستور وعمرو موسى وغيرهم.
خامسا: التحالف الشعبى.. حمدين صباحى ومن معه من بعض الأحزاب.
- والحقيقة أن الحيوية الشبابية الثورية هى الأساس لأنها لن تسمح لأحد بإعادة الحالة السلطوية التى كانت قبل الثورة يعنى القوة الوحيدة الآن القادرة على الحسم هى «الشعب».
- فإذا كانت هذه التحالفات بالفعل عميقة حقيقية بالشروط السالف ذكرها فأهلا بها لمصلحة الجميع و«المياه ستكذب الغطاس» وفقا للمثل المصرى الأشهر, أما إذا كانت غير ذلك مثل مجرد التجمع ضد التيار الإسلامى عموما والإخوان خصوصا فستكون كل مجهودات هذه التحالفات فى مصلحة الإخوان والتيار الإسلامى وبشكل مباشر فى الانتخابات القادمة.
- نحن لا نمتلك, خصوصا الآن, ترف أن تكون التحالفات والمجهودات المجتمعة والميزانيات المالية والتغطيات الإعلامية لمجرد تحقيق مراكز سلطوية فى المجتمع حتى وإن كان ذلك من خلال صناديق الاقتراع, لأن الشعب فى النهاية ليس أمامه إلا اختيار أفضل المعروض, فليست المشكلة الآن فى الاختيار من خلال الصناديق لأننا استطعنا جعل الانتخابات نزيهة إلى حد معقول جدًا.. المشكلة فى المعروض من خلال الصناديق,
اتقوا الله فى مصر أم الدنيا ,, فليست السياسة إلا وسيلة لتحقيق حياة أفضل للمواطنين.

-------
رئيس جمعية المقطم للثقافة والحوار
[email protected]