رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا حضرات الإعلامين المتكسبين ارحموا مصر

وكأنها ذبيحة وكثرت سكاكينها، ما هذا الذى يدور على الفضائيات والقنوات الخاصة من لقاءات ساخنة وكأن المقصود بها تشويه صورة بلدهم الأم مصر الذى أعطاهم الفرصة ليحتلوا هذه المواقع، الكل يريد أن يظهر بطلا وكأنه هو الوحيد فى هذا البلد.

إن الأسئلة التى يوجهونها لضيوفهم يقصد بها الرد الذى لا مفر من أن يدين القائمين على إدارة البلد فى هذه الفترة الحرجة التى تتطلب تماسك الأيدى والعمل جميعا  فى إتجاه واحد لرفعة هذا البلد والخروج به إلى بر الأمان.
إن الملايين التى تتقاضونها من الجنيهات المصرية والدولارات الأمريكيةعن برامجكم بحجة أنكم مصدر جيد للإعلانات بهذه القنوات الخاصة أو الفضائيات لا يبرر إطلاقا الأسلوب الذى تظهروا به فى برامجكم والذى يخالف كل سلوكيات مهنه الإعلام.
إننى لا أخص برنامجا بحد ذاته أو أحد الإعلامين بشخصه إنما أوجه كلمتى لكل إعلامى ارتضى لنفسه أن يكون فى موقع المسئولية ويخاطب شعب هذا البلد العظيم بهذا الأسلوب المستفذ والمغاير للحقائق والذى يلف ويدور بأسلوب غير مهنى لتحقيق الهدف وهو أن يكون برنامجه موجها للنيل من السلطة وقد يكون أيضا لكشف عورات ضيف البرنامج أمام جمهور المشاهدين بعيدا عن السلوك الحضارى لمهنة الإعلام.
إن الحوارات الساخنة التى تبث بأسلوب التحفيز والترعيب من بعض مقدمى برامج التوك شو تظهر مقدمها فى صورة مقززة لما يهدف إليه من إثارة كاذبة للمشاهد وإذا لم يتحقق له أو لها ذلك يحاول أن يظهر أن الضيف يتهرب من
الإجابة وينتقل إلى سؤال ثان وثالث وهكذا وينهى البرنامج وكأنه كما يقال "جاب الديب من ديله" هناك لاشك حوارات جيدة تشد انتباه المشاهد لأنها حوارات موضوعية تهدف إلى كشف الحقائق وليس بهدف التجريح أو تناول أمور شخصية لأى من المسئولين وهذا هو الحوار البناء الذى نتمناه دائما من الإعلامين المصريين الذين أخذوا على عاتقهم نصرة هذا البلد ورفعته.
إن مصر بلدنا العظيم وفى هذه المرحلة المحورية فى تاريخنا تحتاج إلى رجال الإعلام المخلصين الذين لا يبغون تكوين الثروات على حساب التخلى عن السلوكيات الحميدة لهذه المهنة المحترمة، إن الإعلام الجيد يلعب دورا كبيرا فى تنمية الشعوب وبالتالى تنمية البلد وتكون محط أنظار العالم بإعلامها المحترم.
إننا فى هذه المرحلة لن نطالب المسئولين بوقف بث هذه القنوات أو البرامج  لأن المشاهد المصرى الواعى يتحول مباشرة عن مشاهدة هذه البرامج وتكون فى النهاية مجرد برامج قد أساءت لمقدمها قبل أن تسىء لبلده.
إن الإعلام الجيد الهادف له رجاله وهؤلاء هم من جندوا أنفسهم لخدمة هذا البلد ورفع شأنه من خلال برامجهم الإعلامية الهادفة والتى تبين حضارة شعبنا وثقافته والبعد عن التشهير

أو تناول موضوعات يراد بها الباطل.
إن الإعلام الجيد الصادق هو الذراع الأيمن للحاكم فى تحقيق برامجه وخططه لتمنية الدولة والوصول بها إلى مكانتها اللائقة بين دول العالم وهوالوسيلة الصادقة للتواصل بين الحاكم وشعبه.
لقد رأينا أخيرا مع أحداث ماسبيرو المؤسفة يوم 9 أكتوبر 2011 ما أصاب الإعلام المرئى من سقطة إعلامية كانت لها أثار غير محمودة على الشارع المصرى ووضع جهاز الإعلام الوطنى فى موقف المتهم وأصبح على المسئولين
عنه إيجاد أسباب الدفاع وهو كان فى حل من ذلك كله إذا كانت هناك متابعة جيدة لما يذاع أو ينشر وهو ما يبدو لم يتحقق من المسئولين بالجهاز.
إن الإعلام قبل أن يكون علما يدرس فى المؤسسات التعليمية هو فن ويتطلب فيمن يكون على رأسه أن تتوافر فيه مؤهلات شخصية وعلمية وإبداعية حتى يستطيع أن يؤدى وظيفة الإعلام كما يجب أن تكون، ولكن يبدو أننا قد تناسينا كل هذه الأمور وأسندنا الإعلام لأشخاص غير مؤهلين لهذه المهنة وأصبحت كأنها وظيفة إدارية وهذا ما أوصل إعلامنا إلى هذه الدرجة من التدنى والسقوط.
إننا ونحن على أبواب فترة انتقالية للبلد من حكم الفرد إلى الحياة الديمقراطية سيكون للإعلام دور رئيسى فى تحقيق هذا التحول وهو الأمر الذى يوجب على المسئولين عن إدارة شئون الدولة فى هذه الفترة مراجعة خططهم الإعلامية وبرامج البث التليفزيونى بما تتناسب مع الحدث وإعادة النظر فيمن يكونوا على رأس هذه الأجهزة الإعلامية والذين يتمعون بالكفاءات المطلوبة لإدارة أجهزة الدولة الإعلامية بنوع من الشفافية والإبداع لتحقيق الهدف المنشود.
وأدعو القائمين على برامج التوك شو على الفضائيات أن يلتزموا فى برامجهم بسلوكيات المهنة ويعلموا أن نجاح أى برنامج يعتمد على مصداقيته واحترام البرنامج لمشاهديه.

------------
الخبير المالى والاقتصادى
رئيس الحكومة الموازية الوفدية