عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أول رئيس بموافقة اسرائيلية!

يحلو للبعض أن يضفى على اسم الرئيس المعزول محمد مرسى لقب "الرئيس المدنى المنتخب الوحيد"! وتلك مغالطة كبرى. لم يكن عبد الناصر والسادات ومبارك الا مدنيين،

عندما تم انتخابهم رؤساء للجمهورية. صحيح أنهم خريجى المدرسة العسكرية وعملوا بها، إلا أنهم كانوا فى مناصب مدنية عندما تم انتخابهم.
حكاية المنتخب الوحيد!
ونجئ الى مسألة "المنتخب الوحيد"، التى تشبه الى حد كبير الاعلانات التجارية عن "الكبابجى الوحيد"، و"الترزى الوحيد"! كل الرؤساء السابقين تم انتخابهم، بغض النظر عن كون الانتخابات فى أغلبها استفتاءات. لا يمكن التمحك بأن شابها التزوير، لأن من الواضح أن أغلبية من ذهبوا الى الصناديق أعطوا أصواتهم لهؤلاء الرؤساء. أضف الى ذلك أن مبارك رغم فساده نجح فى انتخابات تعددية فى عام 2005. لو كان "الاخوان" منصفين لقالوا أن محمد مرسى هو الرئيس المنتخب فى انتخابات تعددية نزيهة الى حد كبير! ولماذا الى حد كبيرفقط؟ لأنها انتخابات شابها الارهاب والتهديد بحرق البلد اذا لم يتم انتخابه، ولأن هناك الكثير من الشبهات حول تغيير نتائجها فى اللحظة الأخيرة.
والحقيقة، أن مأساة مرسى تنبع من أنه المصادفة حملته الى موقع الرئاسة فى ظروف خاصة للغاية.
حقيقة الاستبن
حمل الرجل لقب "الاستبن"، وكانت تلك حقيقة لا مراء فيها. لقد قدمت الجماعة أوراق ترشيحه احتياطيا، وفوجئت به كمرشح "رئيسى" لها بدلا من "الشاطر". ثم أثبتت الحقائق أن الرجل كان "استبن" بالفعل، فقد كان مكتب الارشاد والشاطر هما المتحكمان فى البلاد والعباد!
ولعل أخطر ما يمكن اطلاقه على محمد مرسى من ألقاب جدية، هو أنه الرئيس المصرى "الأول" و"الوحيد" ، الذى جاءت به "تل أبيب" الى رئاسة مصر. هذا هو أول رئيس مصرى يجئ بموافقة إسرائيلية. لم يجئ عبد الناصر –بالطبع- عبر البوابة الاسرائيلية. السادات خلف عبد الناصر فى الحكم، ونحن فى حرب مع اسرائيل. أما مبارك فقد كان نائبا للسادات منذ عام 1975 قبل ابرام اتفاقات كامب ديفيد، فورث الرئاسة بحكم المنصب والنظام الشمولى. أما "مرسى" فقد جاء بعد أربعة وثلاثين عاما من ابرام اتفاقية السلام المصرية- الاسرائيلية. كانت الاتفاقية وما نتج عنها من تبعية للقرار المصرى للولايات المتحدة قد أحدثا مفعولهما فى الواقع المصرى السياسى والاقتصادى!
تل أبيب - واشنطن
لم تكن مصادفة أن ثقاة الاخوان قد عسكروا فى واشنطن قبل الانتخابات الرئاسية بوقت كاف. ولم تكن ضربة حظ محادثاتهم وتعهداتهم للولايات المتحدة قبل اعلان نتيجة الجولة الثانية من الامنتخابات الرئاسية. ومن المعروف أن أقصر الطرق الى قلب واشنطن، هو الذى يمر بتل أبيب. ليس ذلك ذنب "مرسى " على الإطلاق، فقد شاء القدر أن يكون الرئيس الأول لمصر الذى يحظى بموافقة اسرائيلية لابد منها.
ولعل قيام محمد مرسى بتوريط مصر، وجعلها لأول مرة "ضامنة" لاتفاقية الهدنة بين حماس واسرائيل، هو مايشير الى تبعات ذلك. نعم "ضامنة" وليست وسيطاً، كما كان الحال من قبل. ثم رسالته الى "صديقه" بيريز، والتى وصفه بالعظيم بدلا من "العزيز"، وهى الصيغة المتبعة ايام رئاسة مبارك. هل نستطيع أن ننسى مادة دستوره اللقيط التى أباحت للرئيس التنازل عن أراض مصرية؟! هل نتغافل عن محاولته تمرير مشروع المنطقة الحرة مع امارة "حماسستان" فى غزة، والتى كانت مقدمة للتوطين فى سيناء؟!
بوضوح شديد، مرسى كان الرئيس المصرى الأول عبر البوابة الاسرائيلية، ولن يكون الرئيس الأخير. تلك وقائع السياسة وحقائق ما أحدثته اتفاقيات السلام، ووضع التبعية الذى تعيشه مصر الآن.
أمامنا فرصة وحل
ولكن هل هناك حل يمنع وصول رئيس آخر لمصر عبر بوابة تل أبيب؟!
نعم هناك حل، وحل يبدأ تدريجيا!
كى لا يكون لاسرائيل يد فى انتخاب الرئيس القادم، يجب أولا تحديد ومحاصرة النفوذ الأمريكى فى مصر. يبدأ ذلك برفض الإملاءات الأمريكية على الواقع المصرى..رفض الفيتو الأمريكى على ترشيح السيسى رئيسا لمصر..والأهم من ذلك الشروع الفعلى فى تعديل اتفاقات كامب ديفيد، والاتفاقية المصرية الاسرائيلية للسلام. لم تعد الاتفاقية وبنود توزيع القوات المصرية فى سيناء تضمن الاستقرار والسلام فى سيناء.. هذه فرصة تاريخية لتعديل الاتفاقية واستعادة السيادة المصرية على سيناء
ولعل فرصة الاعتراض على استخدام المعونة الامريكية كورقة ضغط على السيادة المصرية، هى الأخرى تمثل إمكانية للتخلص من قيود المعونة والتحكمات الأمريكية. لقد أدرك الجميع أن التدخلات الأمريكية كادت أن تودى بالدولة المصرية، وتؤدى الى تفككها وانهيارها. أدرك ذلك الشعب والجيش والقوى السياسية قبل أن يفوت الأوان.
نعم هناك فرصة لأن لا يكون رئيس مصر القادم، كما كان مرسى، قادما بإرادة إسرائيلية!
علينا فقط أن نتمسك بإرادتنا السياسية، وألا نسمح بتكرار المأساة!