رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإعلام وتكريس الصورة السلبية عن المرأة

 

شكلت الصورة السلبية المأخوذة عن المرأة في الإعلام واحده من أبرز القضايا التي شغلت حيز كبير من اهتمامات المفكرين والباحثين في الشؤون النسوية بعد ما أخذت منحني خطير في ضوء ما تقوم به وسائل الإعلام من تشويه للمرأة - بقصد أو بدون قصد - وإبرازها بشكل سلبي يوضح بما لا يدع مجالا للشك وجود  قصور في السياسات الإعلامية ناتج عن عدم إدراك القائمين عليه للحقيقة التي تؤكد أن استقرار المجتمع والتنمية الاقتصادية والبشرية يستلزم عدم عزل المرأة وتهميشها  بل ينبغي الإيمان بأن لها دوراً يجب تقديره وتعزيزه من خلال منحها فرصة المشاركة في كافة المجالات دون تمييز وضرورة التغلب علي تابوهات العادات والتقاليد التي تشكل في أحيانا كثيرة عائقاً أمام قيامها بأداء رسالتها كعنصر فاعل في محيطها الإنساني.

انتشار المفاهيم والممارسات المغلوطة التي تنظر للمرأة نظرة احتقار ودونية استناداً علي قراءات خاطئة للنصوص الدينية والعقائدية من ناحية ومن ناحية أخري العولمة المتوحشة التي تعاملت مع المرأة باعتبارها سلعة للإغراء والجنس أكثر من كونها إنسانة قادرة علي التفكير والإبداع وتحقيق الانجازات خلق فجوة بين واقع المرأة الفعلي وما يتم تدوله عنها من معلومات وحقائق في الإعلام والدراما التي دأبت علي تناول قضايا المرأة الهامشية وإهمال قضاياها الأساسية وتقديمها في أدوار تقليديه تحجب أدوارها المستحدثة التي تظهر كفاءتها ومهارتها في الجمع بين أداء دورها كزوجة وأم وامرأة عاملة بنجاح مبهر.

الحقيقة أن ما يقدم عن المرأة في الإعلام هو بمثابة مرآه عاكسه لحضارة المجتمع وأن الصورة التي تقدم بها المرأة ما هي إلا تعبير عن اتجاهات أفراد المجتمع والعلاقات التفاعلية بداخلة لذا من الضروري إعادة النظر فيما يقدم عن المرأة في مجتمعاتنا هذا أن كنا جادين

في رغبة النهوض بمستوي نساؤنا  ومساعدتهن في توظيف مهارتهن التوظيف الأمثل بما يخدم مجتمعاتهن وبيئتهن.

إن إصلاح صورة المرأة في وسائل الإعلام يستلزم طرح حلول غير تقليدية تحدث تغيراً في منظومة القيم والموروثات التي تتجاهل كينونة المرأة وتنظر إليها كتابع ينبغي أن يظل متوارياً خلف أطر اجتماعية معدة سلفاً كما يتطلب الإصلاح برامج جادة تساهم في تشكيل وعي ثقافي جديد يبدد النظرة السلبية حيال المرأة ويؤسس لأسلوب متحضر يضمن التعامل السوي مع قضاياها وبلورة رأي عام مساند لحقوقها من خلال مواد إعلامية تضع صورتها في سياقها الصحيح بعيداً عن المبالغات والإثارة والتضخيم ..مع الوضع في الاعتبار أن تغير هذه الصورة لن يحدث بين عشية وضحاها ولن تتغير نتيجة جهود فرديه بل سيأتي التغير عندما يكون هناك عمل متكامل بين كافة القطاعات سواء الثقافية أو التعليمية بالإضافة للمؤسسات الدينية التي لها الدور الأكبر في التوعية بدور المرأة في البناء والتطور المجتمعي كما نحتاج إلي توفير بنيه معنوية ومادية تحقق تقدم متوازن وموضوعي للمرأة بما يحفظ مكانتها ويتناسب مع قدراتها ويساعدها علي التمكين لنفسها من خلال إنشاء آليات تخدم طموحها وتطلعاتها.


[email protected]