ولكم فى الشرطة البريطانية مثالاً ياأيها النخب الذين تشعلون الفتن فى مصر!
أحسب أن خير رد على الذين يهاجمون الشرطة والجيش ليلاً ونهاراّ بمناسبة وبغير مناسبة ويتهمونهما بإستخدام القوة المفرطة ضد المعتصمين مافعلته الشرطة البريطانية فى أحداث الشغب التى حدثت الأسبوع الماضى فى العاصمة لندن
وأمتدت شمالاً وجنوباً وغرباً إلى بريستول وليفربول وبرمنجهام مما أستدعى نزول أكثر من 16ألف عنصرمن قوات الشرطة وحينما لم تستطع أن تسيطرعلى الموقف أضطرت للإستعانة بقوات الجيش، وقد ألقى القبض على أكثر من ألفى مواطن بريطانى وقد رأينا على شاشات التلفاز كيف تعاملت الشرطة مع المحتجين ومدى القسوة والعنف وإستعمال القوة المفرطة بحق وليس كما تزعم النخب والإعلاميين الذين يبحثون عن دور زعامة وهمى يدلسون به الرأى العام ويخدعون به الجماهير ومايخدعون إلا أنفسهم ! رأينا بأم أعيننا الكلاب وهى توجه ناحية المتظاهرين فى مشهد وحشى بشع وشرطى يضرب مواطن فى بطنه بحذائه بشكل مهين لافرق هنا بين الدول المتحضرة التى ترفع شعارات الحرية وحقوق الإنسان ودول العالم الثالث التى تقهر مواطنيها وتحكم شعوبها بالحديد والنار بل الأدهى من ذلك وصف وزير الخارجية البريطانى "ديفيد كاميرون" لهؤلاء المحتجين بالرعاع والمجرمين وتهديده بأقصى العقوبات فى مواجهة تلك العصابات !! والمدهش هنا أيضا أن المواطنين الإنجليزى لاموا الشرطة ليس بسبب هذا العنف الوحشى ولكن لأنهم لم يسيطروا على الموقف ويوقفوا أعمال الشغب بكل الوسائل الممكنة قبل أن تتوسع وتمتدد إلى مناطق أخرى ! مامعنى هذا؟ معناه ببساطة أنه لابد للدولة مهما كانت عريقة فى الديمقراطية أن تمنع الشغب وأعمال البلطجة فى الشارع كى تحافظ على السلم الأهلى كما عبر رئيس الوزراء البريطانى لتضمن سلامة مواطنيها وممتلكاتهم وألا تتخلى عن هيبتها بأى شكل من الأشكال وإلا ضاعت الدولة وإندثر النظام وأن المواطن يتطلع دائما إلى الهدوء ويرغب فى الإستقرار وإذا ماقارنا ذلك بما يحدث فى مصر الآن نجد نفس الشئ الناس ضاقت ذرعا بالمظاهرات والإعتصامات وتريد أن تعيش فى هدوء وتنعم بالإستقرار لذلك وقفت بجانب الجيش والشرطة فى فض إعتصام ميدان التحرير ولإنها أحست أيضا أنه بلا هدف وليس له معنى لكن السادة الأفاضل أصحاب الأبواق الإعلامية التى تتخذ من هؤلاء المتصمين مترسا لتبنى عليه زعامات وهمية أقامت الدنيا ولم تقعدها على فض الإعتصام بالقوة المفرطة على حد قولهم ومايقولون إلا زوراً وحتى لايأخذ كلامى على غير مراده أو يوأول بمعنى مختلف خاصة أن هؤلاء يجيدون تحريف الكلم عن مواضعه فأنا أحيلهم لمقال لى كتبته فى المصرى اليوم يوم 8/4/2006 تعليقا عما قاله وزير داخلية فرنسا آنذاك" نيكولاى ساركوزى" عام 2006 حينما عمت المظاهرات أنحاء البلاد إعتراضاً على قانون العمل ،فلقد قال ا كلمة رائعة لقوات الشرطة " إن مهمتكم حماية المتظاهرين فلا تتعرضوا لهم واعلموا أنكم تواجهون شعبنا " قلت فيه الآتى
"تلك المقولة العظيمة التي هزتني من الداخل، والتي تنم عن حكمة ووطني ومحبة الوزير الفرنسي لبلده وأبناء شعبه وأن مهمته خدمة هذا الشعب.
هذه هي مهمة الشرطة في الدول المتحضرة وهكذا يجب أن تكون في جميع دول العالم بلا استثناء، أما أن يختصر هذا المعني وتلك المهمة المنوط بها إلي مجرد شعار ولوحات مكتوبة علي باب كل قسم «الشرطة في خدمة الشعب»، تلك العبارة التي أصبحت مثار سخرية وتهكم لما يحدث حقيقة داخل أقسام الشرطة من امتهان لكرامة المواطن وآدميته، ناهيك عن التعذيب بأبشع الوسائل وأحقرها علي الإطلاق!! وقد رصدت منظمات حقوق الإنسان المختلفة كل هذا في تقاريرها وذكرت أن هناك نحو ١٨ ألف معتقل في السجون لم توجه إليهم تهمة ولم يحالوا إلي المحاكمة وقضوا أكثر من عشرين عاما في السجن، وأن منهم من لا يعرف ذووهم شيئا عنهم، ومنهم من مات من التعذيب ولم يتم الإبلاغ عنهم!! وأغلب هؤلاء المعتقلين كانوا شبابا في مقتبل العمر، الكثير منهم كانوا طلبة في الجامعات !
نعود إلي تلك المقولة الرائعة التي قالها الوزير الفرنسي اعلموا أنكم