عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نصبوهم حكاماً واغتالوهم أسرى!

لم يكن قدراً محتوماً على شعوبنا العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج أن تقع تحت سيطرة الاستعمار الأجنبى وأن تختار له حكامه بقدر ما كان معبراً عن استسلام تلك الشعوب وتخاذلها وعمالة بعض قادتها لتلك القوى الاستعمارية التى أعدتها بعناية فائقة لتنصبهم حكاماً

على تلك الشعوب المستسلمة الضعيفة والتى خدعتها تلك القيادات المصنوعة أمريكياً فى شعاراتها الزائفة وخطاباتهم الرنانة عن الوحدة العربية والزحف المقدس لتحرير فلسطين فخرجت الشعوب تهتف لها بالروح والدم نفديك وما كانوا أصلا مبالين بالقضية الفلسطينية بل إنها كانت أهم الأوراق التى قدموها للحاكم الأصلى فى البيت الأبيض ليكون الوكيل عنه فى الحكم فى بلده ولكنهم كانوا يتاجرون بها للحصول على شعبية زائفة وليوجدوا لأنفسهم شرعية الاستمرار فى حكم شعوب لم تخترهم وخاصة أن فلسطين فى وجدان كل  مواطن عربى وتحت هذه الشرعية حكموا شعوبهم ومارسوا معهم أبشع أساليب القهر والاستبداد ونهبوا أموالهم وهربوها لبنوك أسيادهم الذين كانوا يباركونها فهى بالطبع ستئول إليهم وتنعش اقتصادهم وماأتوا بهم أصلاً إلا لاستنزاف ثروات تلك البلدان وتركيع شعوبها ! وضعوا هؤلاء العملاء تحت الاختبار النفسى فاختاروا منهم المجنون والغبى والجاهل والمجرم واللص وإن كانوا قد اشتركوا جميعا فى وهم الزعامة ونصبوهم حكاماً للبلدان العربية! واستخدموهم فى كل مشاريعهم الاستعمارية والهيمنة على ثروات العرب وزودوهم بالسلاح والعتاد شريطة ألا توجه ضد حليفهم المدلل إسرائيل وقد رأينا كيف وجهوا صدام حسين لمهاجمة إيران فى حرب عبثية دامت ثمانى سنوات استنزفت ثروات وطاقات العراق الهائلة وكذلك دول الخليج الممولة لهذه الحرب والتى أنعشت خزائن شركات السلاح الأمريكية ! ورأينا كيف أوقعوه فى مصيدة احتلال الكويت لتكون الذريعة لبناء قواعدهم العسكرية فى منطقة الخليج لحراسة آبار البترول الملعونة التى لم تجلب للأمة العربية إلا الوبال والخراب بفضل حكامها المصنوعين أمريكياً صدقت ياربى حينما قلت فى كتابك الكريم: «ونبلوكم بالحسنات والسيئات». لقد حول هؤلاء العملاء هذه النعمة إلى نقمة على الأمة وحولوا أطماع المستعمر إلى حق مكتسب له ضريبة جلوسهم على عروشهم ! لن نستطرد كثيراً فيما فعله صدام من جرائم فى حق شعبه يكفينا أن نشير فقط إلى مذبحة حلبجة والتى راح ضحيتها الآلاف من أبناء شعبه من الأكراد والتى استعمل فيها الأسلحة الكيماوية والتى زودته بها أمريكا لإحداث الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد وأبناء الدين الواحد لزرع بذور

الانقسام والتى أنبتت ثمارها وازدهرت بعد الاحتلال الأمريكى للعراق والذى انقسم فعليا إلى ثلاث دويلات دولة سنية ودولة شيعية ودولة كردية وإن كان ولايزال تحت مسمى العراق بفضل حاكمه الأحمق وبعد أن استنفد كل مهامه التى اُوكلت إليه من قَبل أمريكا وانتهى دوره فى اللعبة الأممية قررت أن تتخلص منه وأعدمته فى مشهد ذليل  فى عيد الأضحى إمعاناً فى إهانة العرب والمسلمين وكأنها تقول لهم: أنتم كالبهائم التى تذبحونها فى عيدكم !! نفس الشىء يتكرر مع العقيد القذافى الذى صُنع على يد المخابرات الأمريكية وتعاون معها فى كل مشاريعهم الشيطانية فى المنطقة وكان له اليد الطولى فى كل البؤر الساخنة فى البلدان الإفريقية كالسودان مثلا والذى لعب دورا كبيرا لحدوث الانقسام بين شماله وجنوبه وتسليحه لجيشه لمحاربة الجيش السودانى ونفس الشىء فعله فى إقليم دارفور ليتم فصله هوالآخر ،أغدق ثروات بلاده فى السنوات الأخيرة  على حكام الغرب من برلسكونى الذى رأيناه فى استقباله ينحنى ويقبل يديه ويحضر له الراقصات الحسناوات ويدخل معه فى استثمارات خاصة،  لبلير الذى عمل مستشاراً له إلى ساركوزى الذى سمح له بنصب خيمته الشهيرة فى حديقة الاليزيه ولقد أظهرت الوثائق الأخيرة استمرار العلاقة بينه وبين المخابرات الأمريكية حتى بعد الثورة لذلك جاء القرار بقتله حتى تدفن معه كل الأسرار والعمولات والفضائح الأمريكية والدور القذر الذى كلف به فى الاغتيالات والانقلابات فى القرن الافريقى ولم تكن نهايته أقل بشاعة من نهاية صدام بل كانت وصمة عار فى الضمير الإنسانى أى أن كان مرتكبوها من النيتو أومن الثوار !!
[email protected]