رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صيام النافلة من العبادات التي تكفر الذنوب

الشيخ مبارك علي،
الشيخ مبارك علي، إمام وخطيب مسجد سيدي أبي الحجاج الأقصري

قال الشيخ مبارك علي، إمام وخطيب مسجد سيدي أبي الحجاج الأقصري، إن من العبادات التي تُقرب العبد من ربه، وتُكفر ذنوبه وخطاياه صيام النافلة، لأن الصيام من الأعمال التي يسعى إليها الكثير من المسلمين؛ طَمَعًا في الأجر والثواب العظيم من الله -تعالى-. فعن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» (متفق عليه)، وفي رواية لمسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: " إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».

 

اقرأ أيضًا.. فضل صيام يوم عرفة وجواز صيام الجمعة منفردًا

 

أضاف "علي" أن الصوم ينفع الله به صاحبه في الدنيا والاخرة فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ»)(رواه أحمد والنسائي. والصوم لم يرض الله له بثواب دون الجنة فعن سهل بن سعد: (( مَنْ صَامَ يَوْماً تَطَوُّعاً لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ لَمْ يَرْضَ الله لَهُ بِثَوَابٍ دُونَ الجَنَّةِ )) وفي الصوم نجاة من النار  فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم قال: «مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»، ويُراد بسبعين خريفًا: سبعين سنة، كما حث الرسول -عليه الصلاة والسلام- على صيام الكثير من أيام السنة تطوعًا، كصيام الاثنين والخميس، والأيام البيض، ويوم عرفة، والست من شوال، وغيرها، ويوم عاشوراء وقال الإمام النووي -رحمه الله- في شرح الحديث السابق: "فيه فضيلة الصيام في سبيل الله، وهو محمول على من لا يتضرر به، ولا يفوت به حقًّا، ولا يختل به قتاله، ولا غيره من مهمات غزوه، ومعناه المباعدة عن النار والمعافاة منها".

 

أوضح إمام مسجد أبو الحجاج، أن من الأدلة الواردة في بيان فضل صيام النفل أو صيام التطوع  قوله -تعالى-: «التّائِبونَ العابِدونَ الحامِدونَ السّائِحونَ الرّاكِعونَ السّاجِدونَ الآمِرونَ بِالمَعروفِ وَالنّاهونَ عَنِ المُنكَرِ وَالحافِظونَ لِحُدودِ اللَّـهِ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ»،  فالسائحون هم: الصائمون، وقَوْله -تعالى-: «وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)، وقَوْله أيضًا: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ».

 

وتابع: فقد ورد أن الآية السابقة نزلت في الصائمين الذين ينالون الخير الكثير في الجنة؛ لما قدموه في حياتهم الدنيا، وما تركوه من شهوتي البطن والفرج في سبيل نيل أجر الصائمين، والفوز بالجنة، ونيل رضى الله -تعالى-، قال الإمام ابن رجب -رحمه الله-: "مَن ترك لله طعامه وشرابه وشهوته، عوَّضه الله خيرًا من ذلك: طعامًا وشرابًا لا ينفد، وأزواجًا لا تموت" وعن حذيفة بن اليمان قال: أسندتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى صدري فقال من قال لا إلهَ إلَّا اللهُ خُتم له بها دخل الجنَّةَ ومن صام يومًا ابتغاءَ وجهِ اللهِ خُتم له به دخل الجنَّةَ ومن تصدَّق بصدقةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ خُتم له بها دخل الجنَّةَ). والصائم ينعم برؤية ربه عز وجل فعن أبي سليمان الداراني أنه صام يوماً في الحرّ، ثم نام فرأى قائلاً يقول: أتبيع ثواب صومك في هذا اليوم بمائة دينار؟ قال: لا، قال: وبمائة ألف قال: لا، قال: وبمائتي ألف

قال: لا وعزة ربي وجلاله، قال: فبأيّ شيء تبيعه؟ فقال: لا أبيع الثواب بالدنيا وما فيها، ولكن أبيعه بالنظر إلى المولى، فقيل له: صم فسوف تراه إن شاء الله تعالى. —ومن الأيام التي يسن صيامها:

 

1- يستحب صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة، وعلى ذلك جماهير أهل العلم؛ لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ ، قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ رواه البخاري (969)، وأبو داود (2438) – واللفظ له –، والترمذي (757)، وابن ماجة (1727).

 

وذكر، أنه لا شك أن الصيام من أفضل الأعمال وأبرّها؛ فهو داخل في العمل الصالح المستحب في هذه الأيام المباركة بنص هذا الحديث

وعن هُنَيْدَةَ بن خالد رضي الله عنه عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عن الجميع قالت: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ "رواه أبو داود (2437)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ) رواه الترمذي (رقم/758)، والبزار (رقم/7816)، وابن ماجه (رقم/1728). وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: «كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم».

 

2- صيام ستة أيام من شوال: أخرج أحمد ومسلم عن أبي أيوب: (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتَبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوّال كَانَ كَصَوْمِ الدَّهْرِ )) وروى الطبراني عن عمر رضي الله عنه (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوَالَ خَرَجَ مِنْ ذُنوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمّهُ )). 3- يوم عرفة: أخرج مسلم عن أبي قتادة: (( إنَّ صِيَّامَ يَوْم عَرَفَةَ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ سِتِّينَ سَنَةً مَاضِيَةً وَسَنَةً آتِيَةً)).

 

لمزيد من أخبار قسم دنيا ودين تابع alwafd.news