رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معالجة القرآن الكريم للطغيان

بوابة الوفد الإلكترونية

تميزت معالجة القرآن الكريم لموضوعاته بشمولية التناول وتنوعها حيث قد تختلف الظروف المحيطة بموضوع ما بحيث يكون له أثر على سير الأحداث والنتائج من باب أولى.


ومن هذه الموضوعات المهمة موضوع الطغاة والطغيان الذي كان محورا هاما في كتاب الله يوضح مفهوم الطغاة والتعريف بالطاغين وأنواعهم وصفاتهم وبواعث الطغيان لديهم وأساليبهم ومصائرهم.
المفهوم
مفهوم الطغيان في العربية:


قال ابن فارس: "الطاء والغين والحرف المعتل أصل صحيح منقاس، وهو مجاوزة الحد في العصيان"، وكلّ شيء يجاوز الحد فقد طغى، مثلما طغى الماء على قوم نوح قال سبحانه إنا لما طغى الماء حملناكم الجارية.
الطغيان في الاستعمال القرآني:
وردت كلمة (طغى) ومشتقاتها في تسعة وثلاثين موضعاً من القرآن الكريم، وبصيغ وتصريفات مختلفة: (طغى، يطغى، أطغى، تطغوا، طغوا، أطغيته، طغيان، طغوى، طاغية، طاغوت، طاغين، طاغون).


ويمكن القول بأن هذه المعاني يجمعها شيء واحد وهو: المعني اللغوي: "مجاوزة الحد" لكلمة الطُّغيان، مع عدم إغفال السياق القرآني الذي يضفي معانٍ جديدة على الكلمات أثناء البحث والتحقيق .


وأما استعمالات القرآن لها، فقد ذكر ابن سلّام وغيره أنّ الطّغيان في القرآن الكريم على أربعة أوجه:


1. الطّغيان بمعنى الضّلالة، وذلك كما في قوله تعالى: ﴿ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ (البقرة، 15).
2. الطّغيان بمعنى العصيان، وذلك كما في قوله تعالى: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى﴾ (طه،

الآية 24).
3. الطّغيان بمعنى الارتفاع والتّكثّر، وذلك كما قوله تعالى: ﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ ﴾ (الحاقة، الآية 11).
4. الطّغيان بمعنى الظّلم، وذلك كما في قوله تعالى: ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴾ (النجم، الآية 17)، وقوله سبحانه: ﴿ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ﴾ (الرحمن، الآية 8).
أمّا الطّاغوت فقد أوردت له كتب الوجوه والنّظائر المعاني الآتية:
1. الطّاغوت يراد به الشّيطان، وذلك في قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ﴾ (سورة البقرة، الآية 256).


2. الطّاغوت يراد به الأوثان الّتي تعبد من دون اللّه، وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ (سورة النحل، الآية 36).
3. الطّاغوت يعنى به كعب بن الأشرف اليهوديّ وذلك في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ .