عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هبه سالم: عرفات راحة الأرواح وسيظل له قدسيته في القلوب

الدكتورة هبه إبراهيم
الدكتورة هبه إبراهيم سالم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى ا

قالت الدكتورة هبه إبراهيم سالم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن هناك أماكن جعلها الله ذات قدسية وعظمة وجلال، وهذه القدسية والمكانة جاءت من ارتباط هذه الأماكن بأحداث عظام خُلِّدتْ في التاريخ، أو كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأعمالٍ تعبُّديَّةٍ عظيمة، أو ارتبط ذكرها بعظماء وأزمنة خالدة؛ فصار لها في النفوس مكانة ربطت القلوب بها فاشتاقت لها ورغبت في زيارتها والمكث فيها؛ ومثل هذه الحالة من الحب ظهرت لنا في قول الحبيب المصطفى صلاة الله وسلامه عليه عن جبل أحدٍ: "أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبنا ونُحِبه".

 

وأضافت "سالم" في حديثها لـ"بوابة الوفد"، أن من الأماكن التي كانت وستظل لها قدسيتها ومكانتها في القلوب والنفوس (جبل عرفات)؛ حيث ارتبطت بوجدان المسلمين كافةً، وصارت ترجو وتسعى إلى زيارتها وتدعوا الله متلهفة للتواجد بها؛ فليس كأي جبل إنما جاء ذكره في القرآن الكريم وارتبط بركن من أركان الإسلام  الحج حتى عُدَّ الوقوف به ركن الحج الأعظم ، وقال فيه صلى الله عليه وسلم : "الحج عرفة" ولا يتم الحج إلا به.

 

 وتابع عضو الأزهر للفتوى: "على عرفات وُضِع المنهج القويم الذي سارت عليه الأمة وستسير إلى قيام الساعة، حيث خطب عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خُطبة الوداع؛ فكانت إرادة الله وحكمته أن يجري على لسانِ نبيه وحبيبه الخطاب الباقي، ويضع أسسًا يخاطب بها أجيالًا لم تكن أتت، وأجيالًا ستأتي، ويضع لها مبادئ تُحاكي الحاضر وتستشرف المستقبل؛ فمِنْ على عرفات نظر رسولنا الكريم مناديًا :" أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِي فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا فِي هَذَا الْمَوْقِفِ..."واكتملت وثيقة المنهج الرباني، فأتم الله تعالى الدين وأكمل نعمته على عباده ونزلت هنالك آية الدلالة على اكتمال الدين، واستشف منها أصحاب الرؤية الثاقبة والوعي الذي لا مثيل له على قرب فراق الحبيب المصطفى صلاة

الله وسلامه عليه حين قرأ رسول الله قول الله تعالى : "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..."(المائدة3)، فكان اكتمال الرسالة دلالة الرحيل".

 

وأكملت: وعلى عرفات يجتمع الناس من شتى بقاع الأرض في التاسع من ذي الحجة؛ ليتعارفوا وتتحقق فيهم غاية من غايات الله في الخَلْق التي جاءت في قوله تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا  إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ  إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات13) حيث تتلاشى الفوارق والطبقات ولا ميزة لعرق أو مكانة اجتماعية ؛ ولا ذِكْر يعلو إلا ذكر الله عز وجل ،ويحدث التلاشي لأهواء النفس وتنصهر الغايات الدنيوية، وتسمو الأنفس فتتوحد الغاية وتعلو كلمة الله وتوحيده وينطلق الذكر والتسبيح والدعاء.

 

واختتمت قائلة: "وعلى جبل الرحمة من عرفات الله تتهافت القلوب بالتهليل والتكبير وطلب الرحمة والمغفرة وتتطهر القلوب وتتعلق بربها وتنير بنور الله، فيرى العالم من خلاله حقيقة اللُّحمة الإنسانية وحقيقة توحيد الله عز وجل، وتتجلى الصورة النورانية للحجيج يوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة، وتصير قدسية عرفة للمكان والزمان والأشخاص والأحداث؛ ويصير له في قلوب المسلمين مكانة عظيمة".

 

اقرأ أيضًا.. أخطاء يجب تجنبها أثناء أداء مناسك الحج