رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معلومات عن سورة التوبة

القرآن الكريم
القرآن الكريم

سورة التوبة هي سورةٌ مدنيّةٌ بأكملها، أي نزلت على سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنورة، وعدد آياتها مئةٌ وتسعٌ وعشرون آية، وهي على خلاف بقيّة السور المنزّلة، لم تبدأ كغيرها بالبسملة، وهي آخر سورة نزلت كاملةً على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وهذا ما ثبت في الصحيح من الحديث، عن البراء -رضي الله عنه- قال: "آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ كَامِلَةً بَرَاءَةٌ، وآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ خَاتِمَةُ سُورَةِ النِّسَاءِ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ في الكَلَالَةِ}".

 

واشتهرت هذه السورة بمسمياتٍ مختلفةٍ وعديدة، منها: "التوبة، براءة، المقشقشة، الفاضحة، المنقرة"، وقيل أنّ لها أربعة عشر اسمًا.

 

تناولت سورة التوبة العلاقات التي تربط النّاس ببعضهم وبربّهم -جلّ في علاه-، وحدّدت دستورًا كاملًا لمعاملة المشركين والمنافقين، كما تحدثت عن أصناف المؤمنين، فمنهم من إيمانه خالصٌ لله سبحانه، ومنهم من ملأ قلبه ظلمةَ النفاق، ففضحت هذه السورة المنافقين، وأثنت على من يتوب الله عليه ليتوب إليه، وينالُ رضاه، وبعد التعمّق في السورة وفهم قضاياها، سيتم ذكر تأملات في سورة التوبة، نزولًا عمّا ذكرته الآيات فيما يأتي: سورة التوبة لم تبدأ بالبسملة كغيرها من السور، وذلك لأنها نزلت بالعذاب والوعيد، وبدأت ببراءة الله ورسوله من المشركين والمنافقين، فلا يكون الوعيد والنكال متوافقًا مع رحمة الله في البسملة، قال تعالى: {بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ}.

 

العهود لا يبطلها المؤمنون، ولا يعمل بها ولا يوفي بها الفاسقون، ومن جلال وعظمة الإسلام أنّه جعل إبطال العهود قاصرًا على من خان ونقض، وأوجب إتمام العهود مع من أتمّ عهده مع المسلمين، قال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ

أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ}.

 

التناسب والتلاؤم بين بداية السورة ومضمونها ونهايتها، فبعد بدايتها ببراءة الله ورسوله من المشركين، ومن ثمّ أذن للمسلمين بالقتال، وختم الله السورة بأمر بمحاربة من استوجب به القتال، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}، والاحتساب عند الله في من لم يستوجب به القتال، قال تعالى: {إِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}.

 

قرن الله كلمة التوبة مع جميع أصناف بني البشر من المسلمين والمشركين والمنافقين والكافرين، ومن عظمة الله ورحمته أنّه يقبل التوبة من جميع النّاس، قال تعالى: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.

 

التأملات في سورة التوبة كثيرة وعظيمة، وإنّ سورة التوبة فيها ما يفزع القلب من التهديد والوعيد، ولكنّ من مظاهر رحمة الله الواسعة، أن فتح أبواب التوبة على مصرعيها في هذه السورة، وعلى الرغم أنّ السورة قد حرمت المنافقين من براءة الله ورسوله في بدايتها، إلا أنها فاضت بالرحمة المهداة في نهايتها لكلّ بني البشر.