رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لماذا فُرض علينا الصيام .. وما هى فوائده

الدكتورة رحمة عبدالقادر
الدكتورة رحمة عبدالقادر دويدار - عضو مركز الأزهر العالمي لل

 قالت الدكتورة رحمة عبدالقادر دويدار، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعضو مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، إن الصيام له فوائد صحية كثيرة للإنسان، منها ما يتعلق بتنظيم عملية الهضم، وتنقية الجسم من السموم، وغيرهما من التفسيرات الطبية، كما أنه قيل إن الفائدة من الصيام هي فائدة تربوية، بمعنى أن الصيام يُربِّي في الإنسان ملكة الإرادة فعندما يمتنع الصائم عن كل ما يُفطر ويظل في الوقت نفسه مُصرًا على هذا الامتناع لمدة شهر كامل، يُصبح عندها قوي الإرادة وثابت العزيمة.

 

اقرأ أيضًا.. الأزهر للفتوى: المُتوفَّى بفيروس كُورونا نحتسبه عند الله من الشُّهداء


 أضافت "دويدار" في تصريحها لـ"بوابة الوفد"، قديمًا قالوا للأطفال إن الفائدة من الصيام هو الإحساس بشعور الفقير الجائع، لما في ذلك من الحث على البذل والعطاء للفقراء في رمضان وغيره، وهذه التعليلات قد تكون لها وجه من الصحة، ولكن عند النظر إلى الآية الكريمة التي تقرر فيها فرض الصيام، نجد أن ربنا تبارك وتعالى ذكر العلة مباشرة فقال: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ( البقرة 183)، فقوله تعالى (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) جملة تعليلية لبيان الحكمة من مشروعية الصيام.

 

 وأوضحت عضو الأزهر للفتوى، أنه بالنظر لمعنى التقوى اللغوي، قيل إن التقوى بمعنى الاتقاء والبُعد عن الطعام والشراب والنساء مدة الصيام، وقد نظر بعضهم إلى أبعد من ذلك؛ حيث النتيجة التي سيصل إليها الإنسان بالصيام، فكأن الصيام يؤهل صاحبه لتقوى الله، لما في ذلك من قهر النفس وكسر الشهوات لأنهم بذلك ينالون درجة التقوى والخشية من الله، وبذلك يكونون ممن رضي الله تعالى عنهم، وكأن الصيام رياضة روحية، وطريقة لإعداد النفس لتقوى الله في السر والعلن، ومدرسة للصبر والجهاد وتحمل المشاق.


 وتابعت: "وبالرغم من ذلك جعل الله الصوم الموصل للتقوى ليس فيه مشقة شديدة، أو شيء لا يحتمل، وإنما جعلها تعالى أيامًا معدودات قلائل في العام، فكان رمضان بمثابة شهر لتطهير النفس من المعاصي، فـ(لعل) في الآية الكريمة بمعنى، ينبغي لكم بالصوم أن يقوى رجاؤكم في التقوى، خصوصًا أن الصيام يبعث على الإيمان الصادق، ويرقق القلب، ويصفي النفس ويعين على خشية الله تعالى، ولذلك كان الصيام مفروضًا كذلك على من سبقنا من الأمم، كما يفهم من الآية الكريمة".

 

 وأشارت إلى أن التقوى هي وصية الله – تعالى – لنا: قال تعالى

(وَلِلَّهِ مَافِي السَّمَاوَاتِ وَمَافِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَافِي السَّمَاوَاتِ وَمَافِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا)، (النساء 131)، وأرشدنا تعالى إلى الأمور التي تعين على التقوى، فقال تعالى (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، ( الحج 32)، وقال تعالى(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، (البقرة179)، وأمرنا بالتزود منها عندما قال (... وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)، ( البقرة 197)، وبيّن تعالى أن تقوى الله تعالى توصل إلى محبته، قال تعالى (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)، (76 العمران).


 وأكملت: "ونظرًا لأهمية التقوى نجد الأنبياء قرنوا دعوتهم إلى عبادة الله تعالى بأنها توصل للتقوى، فسيدنا نوح مثلاً عليه السلام (َلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ)، (المؤمنون 23)، وقوله (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ)، (الشعراء 106)، الأمر نفسه مع سيدنا هود (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَاتَتَّقُونَ)، (الشعراء 124)، وسيدنا صالح (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ)، (الشعراء 142)، وغيرهم كما في قوله (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَاتَتَّقُونَ)، (الشعراء 161).

 

 واختتمت قائلة: "ومن هنا تتضح لنا أهمية التقوى، وقدرها، خصوصًا بعد أن وصى بها الله تعالى، وبعد أن كانت الهدف من دعوة الأنبياء عبادة الله للوصول للتقوى، حتى إن الله تعالى يُحب المتقين، وكان الصيام من أهم الطرق الموصولة إلى تقوى الله.