رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. شوقى علام مفتى الجمهورية : طلاب الثانوية أصبحوا يدمنون مواقع التواصل الاجتماعى ومسئولية الأسرة حمايتهم منها

اتباع التدابير الاحترازية لمواجهة «كورونا» عبادة من العبادات

أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، على إخراج قيمة موائد الرحمن نقداً أو سلعاً غذائية للفقراء والمحتاجين بدخول الشهر المبارك وخاصة مع خطر التجمع عبر موائد الرحمن فى ظل استمرار كورونا، مشيراً فضيلته إلى أن النقد أنفع للفقير لسعة التصرف فيه، وأضاف فضيلته خلال حواره مع «الوفد» أن إطعام الطعام من أحب العبادات وسبب من أسباب دخول الجنة.. وأشار إلى أن شعب مصر سيظل ملتفاً حول قيادته السياسية وجيشه وشرطته ومؤسساته وطالب فضيلته الشباب بألا يكون متلقياً فقط من مواقع التواصل الاجتماعى،حتي لا يتحول الي مدمن للتلقي من هذه المواقع. وقال فضيلة المفتى إن محاربة الفساد ظلت إحدى قيمنا الحضارية نراها فى شريعة الإسلام وحضارته منذ القدم وأضاف المفتى أن حماية النفس هى الأساس فى فتاوى أزمة انتشار فيروس كورونا.

ومزيد من المعلومات نتعرف عليها خلال الحوار التالى:

 

 مع استمرار وباء كورونا للعام الثانى على التوالى.. منعت موائد الرحمن.. بما توصى الناس تجاه الفقراء؟

- فى تلك الظروف التى تمر بنا ومع خطر التجمع عبر موائد الرحمن يفضل المبادرة بإخراج قيمة الموائد نقداً أو سلعاً غذائية للفقراء والمحتاجين قبل دخول الشهر المبارك، مع التأكيد على أن النقد أنفع للفقير لسعة التصرف فيه، وعبادة إطعام الطعام، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها التودد والتحبب إلى المطعمين فيكون ذلك سبباً فى دخول الجنة: كما قال النبى (صلى الله عليه وسلم): «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا»، ويقول المولى عز وجل: {ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً}، وإطعام الطعام من أحب العبادات وقد جعله الله سبحانه سبباً من أسباب دخول الجنة، وفى فضله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أطعموا الطعام، وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام»، والنبى صلى الله عليه وآله وسلم لما سئل فى الحديث الصحيح: أى الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» فتلك العبادات والشرائع فى الإسلام من أهدافها أن تزرع الخير والمحبة فى قلب المسلم، فيصل لتلك المرتبة العلية من حسن معاملة الناس والرحمة بهم وخاصة الضعيف والمحتاج منهم.

 ما نصيحة فضيلتكم للناس فى الشهر الكريم خاصة فى إقامة صلاة التراويح مع وجود كورونا؟

- حماية النفس هى الأساس فى فتاوى أزمة انتشار فيروس كورونا، وقد انطلقنا فى اجتهاداتنا من واقع ملموس ومدروس واتخذت فيه دراسات عديدة، وأنزلنا عليه النص القرآنى والنبوى، وقد انطلقنا من فهمنا العميق للنص الشرعى فى أنه يحمى النفس الإنسانية ويهتم اهتماماً كبيراً بها، والتجمعات التى كانت فى صورة عبادات كصلوات الجمعة والتراويح والجماعات وكل اجتماع كان من الممكن أن يؤدى إلى مفسدة، كانت فتوى دار الإفتاء المصرية على حماية النفس لحماية الدين تلقائياً، والإمام العز بن عبدالسلام قال: لو أن إنساناً يصلى الظهر مثلاً ثم وجد هلاكاً على نفسه، كان سيوازن بين مصلحتين، إقامة التكليف الشرعى على وجهه، كما أراده الله سبحانه، أى حافظ على أركان الدين، وهناك مصلحة أخرى وهى حفظ النفس الإنسانية من كل ما يؤدى إلى إتلافها وتعريضها إلا الهلاك، والأرجح مصلحة النفس لأن مصلحة النفس أولى لأننا إذا حافظنا على النفس سنحافظ على العبادة فى مرحلة مقبلة وإذا حافظنا على العبادة الآن فإننا سنتلف النفس ولا تبقى هذه النفس لتحافظ على العبادات فى المستقبل، واتباع التدابير التى تقول بها الدولة هو عبادة من العبادات لأنه محافظة على النفس، وعندما يحافظ على نفسه ويتخذ هذه التدابير يكون فى طاعة الله سبحانه وليس مخالفاً للشرع الشريف، والتدابير التى تقول بها الدولة جزء من تعاليم الإسلام.

 مواقع التواصل الاجتماعى وسيلة الجماعات الإرهابية لاستقطاب الشباب.. كيف تؤثر تلك الوسائل على تضليلهم فكرياً؟

- نحن أمام إشكالية تحتم علينا التعامل بذكاء مع شبكات التواصل الاجتماعى، ونصيحتى للشباب ألا يكون متلقياً من هذه المواقع بل لا بد أن يكون مدققاً حتى لا يصبح أسيراً للجلوس أمام التواصل ويتحول إلى مدمن للتلقى من هذه المواقع بدلاً من أن يكون إنساناً مفكراً وسيكون فريسة لهذه الأفكار التى تعرض على هذه الشبكة».

هناك ما يسمى باللجان الإلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعى تتلقى تمويلاً كبيراً لإثارة الشائعات والنيل من الرموز الوطنية والعلماء والدعاة إلى الله والقضاة، بجانب نشر الأفكار الهدامة التى تثبط الهمم وتنشر الفوضى فى المجتمع وتحاول تجنيد الشباب لتنفيذ مخططاتهم، ومصر تتعرض لهذه الإشكالية فى قيمها الاجتماعية وحتى فى قيمها العلمية.

والجماعات الإرهابية مثل داعش وغيرها تدخل هذه المواقع بمنطق عباءة الدين، وأفكارها التى تطرحها تحت هذه المظلة الكثير يتلقاها دون مناقشة، فاستخدم الأدلة الشرعية والنصوص الشرعية من داعش فى غير موضعها واضح جداً وهذا يوقع الكثير من الشباب تحت تأثير هذه التأويلات، حيث تستخدم تلك الجماعات مصطلح الخلافة أو أنها هى من تسعى لإيجاد خلافة راشدة لكى تدغدغ مشاعر الإنسان البسيط الذى تصور له أنهم هم من يقدمون الحق وغيرهم ليسوا على الحق، لأنهم ضيقوا الدائرة عليهم،

وأن تفسيرهم الوحيد هو المقبول وما عداهم خارج عنهم، وبناء على ذلك لا بد من تفنيد أفكار داعش والرد عليها لبيان خطئها.

وفندنا فى دار الإفتاء مايقولونه فى مجلة داعش فهم يريدون أن يصبغوا ما يقدمونه بصبغة الشرعية، والحقيقة أنه لا شرعية لهذه الحرب التى تشنها داعش والجماعات الإرهابية.

ولا يخفى علينا أن الطلاب فى المرحلة الثانوية أصبحوا مدمنين لهذه المواقع التى تؤثر على مستوى الوعى والتفكير لديهم وهذا ما أثبتته الدراسات، وهذا يتطلب منا مزيداً من الوعى وترشيداً فى التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى، وبالتالى فى تعاملنا مع وسائل التواصل علينا أن نأخذ ما ينفعنا ونترك ما يضرنا، وهذه مسئولية الأسرة.

 فضيلتكم سبق أن ذكرتم أن التقصير فى العمل وأخذ الرشوة فساد.. فكيف تتم مواجهة هذا الفساد؟

- الفساد ظاهرة تعانى منها المجتمعات الإنسانية على اختلاف توجهاتها ومكوناتها وثقافاتها وأيديولوجياتها فهو آفة عالمية لم يسلم منها مجتمع ولا تخلو منها دولة، ويصاحبه آثار ونتائج ضارة وكارثية على المجتمعات والأفراد، وكل دولة قامت بما يلزم من إصدار التشريعات ووضع الآليات اللازمة لمكافحة الفساد، وفى بلدنا تتعدد الأجهزة الرقابية المكافحة للفساد وتقوم بما عليها خير قيام، كهيئة الرقابة الإدارية، والجهاز المركزى للمحاسبات، ومباحث الأموال العامة، وغير ذلك كثير، فمكافحة الفساد لم تكن فى ثقافتنا وليدة توجه عالمى معاصر أو اتفاقية حديثة، بل إن محاربته ظلت إحدى قيمنا الحضارية، نراها فى شريعة الإسلام وحضارته منذ القدم، ففى إطار الحرص على حياة الشعوب واستقرارها

 أكد الإسلام على موقفه الرافض لكل أشكال الفساد، ونهى عنه وشدد على تحريمه وتجريمه، بل إن دستور الإسلام قد نص على أن الله عز وجل لا يحب المفسدين، فقال تعالى فى القرآن الكريم فى سورة القصص: «ولا تبغ الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين»، وقد كان ذلك نواة أساسية لقيام الحضارة الإسلامية فى مشارق الأرض ومغاربها.

والقرآن الكريم بين أن السبب فى انتشار الفساد بين بنى البشر هو بعد المنحرفين منهم عن الله تعالى؛ ومن ثم ضعف الوازع الدينى واستساغة ارتكاب الجرائم، فمن هنا يظهر الفساد ويشيع؛ قال تعالى فى سورة الروم: «ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس، والإسلام سن تشريعات متعددة من شأنها القضاء التام على الفساد بكل صوره وأشكاله، وانتهج فى سبيل ذلك سياستين: الأولى: وقائية احترازية، والثانية: علاجية عقابية.

 قلتم نحن فى حاجة لاتخاذ تدابير دولية أساسها الأخلاق تخص توزيع لقاح كورونا».. ما رؤية فضيلتكم فى ذلك؟

- من أهم أساليب الوقاية من الأمراض فى العصر الحديث، اللقاحات الطبية، التى تساعد الجسم الإنسانى على تكوين مناعة ضد الإصابة بالأمراض، وفكرة عملها، كما تفيده منظمة الصحة العالمية، أنها تحتوى على أجزاء موهنة أو معطلة من كائن حى معين تؤدى إلى استجابة مناعية داخل الجسم، وتحتوى اللقاحات الحديثة على المخطط الأولى لإنتاج المستضدات بدلاً من المستضد نفسه، وما يعيشه العالم فى هذه الآونة من انتشار فيروس كورونا وما تسبب فيه من الوفيات الهائلة يجعل الأخذ بأساليب الوقاية وإجراءات الاحتراز من الوباء مطلوباً كما يجعل أخذ دوائه الآمن من الخطر عند توفره واجباً شرعياً، ومن ثم لابد من توافر تدابير إجرائية تضمن عدالة توزيعه بين الدول إعمالاً لحفظ النفس ووقايتها من الوباء، وحماية للنفوس من الفناء، وللمجتمع من أن يتفشى فيه الوباء.