رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مقاصد سورة الشرح

التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان والثبات على الحق وجدير بالذكر إنّ مقاصد سورة الشرح تتضحُ عند شرح آيات هذه السورة المباركة أو عند تسليط الضوء على المُراد من آياتها، وتعتبر سورة الشرح من قِصار السّور فهي تتألف من ثماني آيات فقط، يقول الله تعالى في مطلعها: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ}.

 

يخاطب الله تعالى رسوله الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيسأله سؤال استفهام القصد منه التأكيد على الأمر، فالله تعالى شرح صدر رسوله إلى الإيمان وأنار له طريقه في الحياة الدنيا ويسر له أمره كله وحفظه بحفظه، ووضع عنه وزره أي خفَّف عنه التيه الذي كان يعيشه رسول الله قبل بعثته، فالأسئلة الوجودية التي كانت تخطر في باله أراحه الله منها وبيَّن له الحقيقة بأم عينه وجعله رسولًا ونذيرًا للعالمين. وأمَّا مقاصد سورة الشرح في الآيات التالية، فيقول الله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}.

 

أي إنَّ الله تعالى حفظ ذكر نبيه أمام الأمم والأجيال اللاحقة، فرفع ذكره في اللوح المحفوظ

فلم تزل ملايين الناس تصلِّي عليه وتسلم تسليمًا حتَّى بعد وفاته بقرون طويلة، ثمَّ يقول الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.

 

والمقصود إنَّ الله تعالى يجمع مع كلِّ عسر يُسر من عنده، فعلى الإنسان أن يصبر مهما عظُمَ البلاء فالفرج لا بدَّ منه، وترتبط هذه الآية بالآية الأولى، حيث إنَّ الله تعالى شرح صدر رسوله بعدما ضاق وخفف حمله الذي أتعب ظهره، ثم يقول الله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب}.

 

يخاطب الله تعالى رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بصيغة الأمر، ويطلب منه أن يتوجه بقلبه إلى الله تعالى بعد أن يفرغ من شغل الناس وتعب الحياة الدنيا وشواغلها.