عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات سورة البينة

بوابة الوفد الإلكترونية

 التدبر فى كتاب الله من أسباب زيادة الإيمان والثبات على الحق، وسيتم الحديث فيما جاء من تأملات في سورة البينة بما جاء من لمساتٍ بيانية في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}.

 

فمن الملاحظ أنّ الله تعالى ذكر عذاب وعاقبة الذين كفروا بقوله: "نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا"، أمّا في جزاء الذين آمنوا قال تعالى: "خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا"، ممّا يطرح تساؤلًا عن الفرق بين الموضعين ولما ذكر "أبدًا" في موضع ولم يذكرها في موضعٍ آخر.

 

 أجاب الدكتور فاضل السامرائي عند توضيح بعض ما جاء من تأملات في سورة البينة بأنّ القاعدة الأساسية في استعمال كلمة "أبدًا" هي أنه إذا

كان المقام مقام تفصيل وبسط للموضوع يذكر "أبدًا"، أو يذكرها أيضًا إذا كان المقام مقام تهديدٍ كثير أو وعيدٍ كثير أو وعدٍ كثير، كما جاء في الوعد الكثير للمؤمنين في سورة البينة وتفصيل جزائهم، وكذلك في سورة الجن جاءت الآيات فيها تهديدٌ ووعيد شديد للكافرين فذُكرت "أبدًا".

 

فقد قال تعالى: {إِلَّا بَلَاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}.

 

 أمّا إذا لم يكن كذلك أي كان مقام إيجاز واختصار فلا يذكر "أبدًا" مثل قوله تعالى في سورة البيّنة فهو لم يصف عذاب الذين كفروا بل ذكره بإيجاز، والله تعالى أعلم.