عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جوانب اهتمام الإسلام بالإنسان

خلق الله الإنسان من طينٍ، ثمّ نفخ فيه من روحه، ليصبح الإنسان بعد ذلك بتركيبته التي أرادها الله -تعالى- إنساناً مكرمّاً، حيث يجمع بين أشواق الرّوح ومتطلبات الجسد وحاجاته، ومن هنا فقد أولى الإسلام الإنسان اهتماماً خاصاً، ومنحه من الحقوق ما ينسجم مع تكريم الله له، وما يضمن له أداء مهمّته في هذه الحياة وفق منهج الله تعالى، ومن أهمّ مظاهر تكريم الإسلام للإنسان: تبدأ حقوق الإنسان في الإسلام قبل ولادته؛ فقد أمر الشرع الحكيم بحسنُ اختيار الزوجة، لتكون بعد ذلك أمّاً ذات نسبٍ معروفٍ بطهره، ولتكون قادرةً على حمل أعباء التربية بعد الحمل والإرضاع، كما سنّ الإسلام أحكاماً خاصّةً بالجنين وهو في بطن أمّه، ودعا إلى حُسْن اختيار اسمه، وأوجب له الرّعاية والنّفقة، وتتابع حقوقه بعد ذلك لتعظم أكثر فأكثر.

 

طمأن الإسلام الإنسان إلى أنّ حقوقه المقرّرة شرعاً محفوظةً بالأمر بالعدل والنّهي عن الظلم بين النّاس كلّهم، من غير تمييزٍ لأي سببٍ كان، مثل: الدين واللون، والعرق، وغيرها؛ فقال الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).

 

حفظ الإسلام للإنسان حقوقاً تعدّ غايةً في الأهمية؛ فحفظ حقّه في حياةٍ آمنةٍ ومكرّمةٍ؛ فجعل نفسه معصومةً، قال الله تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ).

 

وجعل الاعتداء عليه بالقتل جريمةً تستحقّ القصاص، فقال سُبحانه: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ).

 

بل إنّ الإسلام كرّمه حين حرّم الاعتداء المعنوي عليه، مثل: الغيبة، أو النميمة، أو الهمز، واللمز؛ فقال

الله عزّ وجلّ: (وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ).

 

حمى الإسلام حقّ الإنسان بالتّملك، وشرع من الأحكام والحدود التي تضمن له ماله، وحرّية التّصرف فيه بكلّ ما هو مباحاً ومشروعاً، وقد أكّد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على هذا المعنى في خطبة حجّة الوداع عندما قال: (اعلموا أنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم حرامٌ عليكم كحُرمةِ يومِكم هذا، كحُرمةِ شهرِكم هذا، كحُرمةِ بلدِكم هذا).

 

منح الإسلام غير المسلم حرية الاعتقاد، ومنع إكراهه أو إجباره على الدّخول في الإسلام، قال الله تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ).

 

شكلّت التشريعات الإسلامية ضمانةً للإنسان المحتاج في عيشةٍ كريمةٍ؛ فأوجب له النفقة الشرعيّة، كما أوجب الزكاة والكفّارات، وكفل له حاجاته الأساسية من بيت مال المسلمين، كما أولى الإسلام عنايةً فائقةً بحقوق الضعفاء، وشرع من الأحكام ما يكفل حمايتهم من شتى صور الاعتداء أو الظلم، وخاصّةً حقّ المرأة واليتيم.

 

حرص الإسلام على الإنسان بعد وفاته، وخروج روحه، فقد دعا إلى حفظ حُرمته، ونهى عن نبش قبره، كما نهى عن سبّه، أو ذكر معايبه، بل إنّه أمر بذكر محاسنه وتعدادها.