رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما الفرق بين الفرح المحمود والفرح المذموم

بوابة الوفد الإلكترونية

شرع الله للمسلمين ما يدخل البهجة والسرور إلى قلوبهم، وعلى ذلك يمكن القول بأنَّ مفهوم الفرح في الإسلام عبارة عن عاطفة فطرية قام القرآن الكريم بتوجيهها وتهذيبها وذلك من خلال ضبط مساره، وبيان أنواعه، من حيث الإطلاق والتقييد ولأهمية ذلك ولأهمية توضيح مفهوم الفرح في الإسلام، ولئلَّا يقع المسلم في ما هو مذمومٌ من فرح سيتم تخصيص هذه الفقرة للحديث عن الفرح المذموم والفرح المقيَّد بفضل الله -عزَّ وجلَّ-،[٥] وفيما يأتي تفصيل ذلك: الفرح المقيد بفضل الله هو إنَّ الفرح المقيَّد بفضل الله -عزَّ وجلَّ- نوعان: فالنوع الأول هو فرحٌ بالسبب، مثل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}،[٦] ويفرح المسلم بهذا لأنَّه سببٌ للوصول إلى السعادة الأبدية والخلاص من شقاء الدنيا، فالفرح الحقيقي للمسلم هو الفرح بالله وبالإيمان به وبالسنة النبوية وبالقرآن الكريم، وكلُّ ذلك يعدُّ من أعلى مراتب الدين ومقاماته .

 

أمَّا النوع الثاني فهو الفرح بالمسبب وهو الفرح الذي يشعر به المسلم بما يحصل له من ثمرة وجزاءً للسبب من النعيم في الجنَّة،[٥] وما يدلُّ على ذلك قول الله تعالى: {فَرِحِينَ

بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

 

الفرح المذموم إنَّ كلَّ فرحٍ مطلقٍ في القرآن الكريم جاء في الذم مثل قول الله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}.

 

بالإضافة إلى فرح الإنسان في المعصية كأن يفرح الإنسان بالمال الذي كسبه عن طريق الربا أو السرقة أو الغش، أو بالحصول على ما حرَّم الله من الشهوات، أو بالفرح الحاصل للإنسان بتخلّفه عن أداء الواجبات، مثل قول الله تعالى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ}.

 

كما أنَّ الفرح المقيد بالدنيا الذي يُنسي صاحبه فضل الله ومنته يعدُّ فرحًا مذمومًا،[٥] ودليل ذلك قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}.