رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البحوث الإسلامية : التكافل الاجتماعي ضرورة شرعية لمواجهة آثار كورونا

مجمع البحوث الإسلامية
مجمع البحوث الإسلامية

قال مجمع البحوث الإسلامية، إن حكمة الله تعالى في خلقه، شاءت أن يتفاوت الناس في المنح والعطايا والأموال والأولاد، ولم يكن ذلك تفضيلا منه سبحانه لغني على فقير أو العكس، وإنما لتحقيق مراد الله وضمان استمرارية الحياة؛ وذلك من خلال أمرين.

 

الأمر ​الأول، هو تحقيق التكامل الاجتماعي: فقد جعل الله تعالى- هذا التفاوت سببًا في نفع الناس بعضهم بعضًا، قال تعالى: "نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" [الزخرف: 32].

 

وعن الأمر الثاني، قال المجمع، إن اختبار الناس وتمحيصهم: فقد جعل الله هذا التفاوت اختبارا للغني والفقير، فالغني يمتحن في ماله من أين جمعه وفيما أنفقه؟، والفقير يمتحن في فقره كيف كان صبره في حاجته؟ قال تعالى: " ونبلوكم بالشر والخير فتنة" [الأنبياء: 35]

 

وأوضح المجمع، أن القرآن الكريم جعل إخراج الصدقات وإعانة الفقراء والضعفاء من خصال المؤمنين المتقين الذين هم في جنات وعيون، قال تعالى: "إن المتقين في جنات وعيون، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم"[ الذاريات:١٥-١٩] وقد ذكر الطبري في تفسيره عن ابن عباس - رضي الله عنه أن المراد من من قوله تعالى: "حق للسائل والمحروم": ما سوى الصدقة، يصل بها رحمه أو يقري بها ضعيفا أو يحمل بها كلا أو يعين بها محروما.

 

وتابع: وقد جاءت المحنة التي نحن فيها الآن وأزمة وباء كورونا تستوجب منا ضرورة التكاتف والتعاون؛ حيث إنه لا نجاة لأحد دون أحد؛

فالطريق الوحيد للنجاة هو أن ننجو جميعا، فلا يظن أحد أنه سينجو طالما أن هناك مصابا واحدا؛ لذا من الخطأ الشديد أن يحتكر بعض التجار السلع التي يحتاجها الشعب سواء احتياجات طبية أو معيشية، كذلك من الخطأ البالغ أن يطمع أحدنا في شراء مواد غذائية أو مستلزمات طبية أكثر من احتياجاته الشخصية ظنا منه أنه يساعد نفسه في تأمين حياته؛ لأنه في الحقيقة يقتل نفسه بطريقة غير مباشرة؛ لأن وجود مواطن واحد مصاب بالوباء كفيل بإعادة الوباء مرة أخرى إلى انتشاره حدته.

 

واختتم المجمع بقوله: "نناشد ونحن في هذه المحنة العصيبة، أثرياء المجتمع ورجال الأعمال، وأدعوهم إلى التسابق في توفير احتياجات الفقراء ومساعدتهم، خاصة وأن الكثير منهم من العمالة اليومية التي تأثرت كثيرا بحظر التجوال الذي اضطرت الدولة لفرضه ضمن احترازات انتشار الوباء، وحاجتهم إلى المكوث داخل بيوتهم خوفا من العدوى وانتشار المرض، كما نناشدهم بالوقوف بجانب الدولة شدا من أزرها، فمثل هذه الشدائد تحتاج الى الاتحاد والتعاون والإخلاص".