رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القيادة النبوية في مواجهة الغلو والتطرف.. أمسيات دينية بمساجد الإسكندرية

بوابة الوفد الإلكترونية

الإسكندرية- شيرين طاهر:

 

قال الشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية إن المديرية نظمت مساء أمس أمسيات دينية عقب صلاة المغرب تحت عنوان 
" القيادة النبوية في مواجهة الغلو والتطرف" وذلك تنفيذًا لتوجيهات الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بنشر سماحة الإسلام ومواجهة الأفكار المتطرفة بالفكر الوسطي المستنير. 


وقال العجمي إن مدخل الشبهات يدخل منه الشيطان إذا رأى في الإنسان تمسكًا بالدين وحرصًا على طاعة رب العالمين وبعدًا عن الشهوات والمعاصي والملذّات فإذا وجد المرء المسلم بهذه الصفة فإنه يدخل عليه عن طريق الشبهة فيصل به إلى الغلو في الدين وإلى التطرف والتشدد والمغالاة في دين الله ليخرج من دين الله ومن الطريق السوية ومن طاعة الله تبارك وتعالى حسب ما أمر فيزين الشبهات ويأخذ بالإنسان إلى الغلو في الدين والتشدّد فيه إلى أن يخرج منه وهو يظن أنه مطيعًا لله محافظًا على أوامر الله تبارك وتعال ولا يزال الشيطان حريصًا على صرف الإنسان عن طريق الله المستقيم وعن صراطه القويم ولا يبالي عدو الله بأي الأمرين إما إيقاع المرء في الشبهة أو إيقاعه في الشهوة هم الشيطان وكده ونصبه أن ينصرف المسلم عن طاعة الله وعن السبيل الصحيحة التي أمر الله بها ولهذا عباد الله تكاثرت الأدلة في الكتاب والسنة بتحذير المؤمنين من الغلو في الدين والتشدد فيه والخروج به تطرفًا وغلوًا وتزايدًا يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت عنه "إياكم و الغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" ويقول صلى الله عليه وسلم "هلك المتنطِّعون" والمتنطعون عباد الله هم المتشددون في غير موضع الشدة فالغلو والتشدد والتزيد في دين الله هو من سبيل الشيطان وهي ركضة يركض بها عدو الله في بعض المؤمنين المطيعين لله ليصرفهم عن طاعة الله جلّ وعلا و لا يزال عدو الله ينصب حبائله ويضع مصائده ويبث جنوده ليظفر من المؤمنين بأحد الأمرين وتأملوا رعاكم الله هذا الحديث عن النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم وهو مخرَّج في صحيح ابن حبان بإسناد ثابت من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أصبح إبليس بثَّ جنوده فيقول لهم أيكم أخذل اليوم مسلما فألبسه التاج فيأتيه أحد جنوده فيقول له لم أزل به حتى طلّق زوجته فيقول له إبليس يوشك أن يراجعها أو يوشك أن يتزوج، فيأتيه الثاني فيقول لم أزل به حتى عقّ والديه فيقول له إبليس يوشك أن يبرهما، فيأتيه الثالث فيقول لم أزل به حتى أشرك بالله فيقول له إبليس أنت أنت فيأتيه الآخر فيقول له لم أزل به حتى قتل فيقول إبليس أنت أنت ويلبسه التاج"، وتأملوا عباد الله كيف يتنافس جنود إبليس وأعوانه كيف يتنافسون في تحقيق غاياته ومراداته في صد الناس عن دين الله وصرفهم عن طاعة الله إما بالعقوق والقطيعة أو بالإفساد والإضلال أو بالقتل والتدمير أو غير ذلك من المسالك التي هي من تزين الشيطان.

وأكد العجمي على أن القتل يبلغ ذروته وغايته عندما يفعله المرء المسلم تدينًا ويقصد به التقرب إلى الله جلّ وعلا بأيِّ عقل ودين وبأي طاعة لرب العالمين يكون قتل الأنفس المعصومة وإزهاق الدماء المحرمة ديانة يتقرب بها إلى الله وطاعة ينشد بها رضوان الله يقول عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم " من خرج على أمتي يضرب بَرَّها وفاجرها ولا يتحاشى مؤمنها ولا يرعى لذي عهد عهده فليس

منى ولست منه "، إن هذا المسلك عباد الله من تزين الشيطان ومن الغلو في دين الله تبارك وتعال ومن التطرف والزيغ ومن الانصراف عن الجادة السوية والسبيل المرضية. 


وشدد العجمي على أن المخططين لهذه الأعمال والراكضين في سبيلها يظنون أعمالهم هذه من الإصلاح يحسبون أنهم يصلحون وهم إي والله يفسدون ما قدموا لدين الله شيئا وإنما أضروا بدين الله وأضروا بالدّعوة إلى الله وأضروا بعباد الله المؤمنين وما هكذا يكون الإصلاح وليس هذا من الجهاد في سبيل الله وإنما هذا من تزيين الشيطان ومن الركض في سبيله فليتبصر العاقل و ليتدبر المؤمن وليتق الله جلّ وعلا من انخرط في هذه السبيل فسبيل الله واضحة وطريقه بينه ومعالم الدين ظاهره وليس هذا من دين الله في شيء، ومن علامات فساد مسلك هؤلاء أنهم يستترون عن الناس والإسلام علانية ودين الله ظاهر لا خفاء فيه يستترون عن الناس ولا يتصلون بالعلماء و يستنكفون عن الإفادة منهم والرجوع إليهم والأخذ من علمهم ولو رجع هؤلاء إلى العلماء واستشاروهم لوجدوا النصيحة البينة والجواب الشافي لو امتثلوا قول الله جلّ وعلا: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ﴾ [النحل: 43]، لو فعلوا ذلك، فسألوا أهل الذكر ورجعوا إليهم لوجدوا عندهم السداد والصواب والبيان الشافي لما ناظر ابن عباس رضي الله عنها الخوارج وبين لهم دين الله وأزال ما عندهم من شبهات رجع منهم في ساعة واحدة ألفان وقيل ثلاثة ألاف، هؤلاء لو رجعوا للعلماء ولو لم يستنكفوا إلى الرجوع إليهم لتبين الهم الحق ولظهر لهم الهدى ولا استبانت لهم السبيل ولكنهم مضوا في غيهم واتبعوا الشيطان وزاغوا بما فعلوه عن طريق الله المستقيم. 


واختتم العجمي حديثه قائلًا :-
أيها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله على الجماعة ومن شذّ شذ في النار، واعلموا أن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار واعلموا، الناس قسمان قسم مفتاح للخير مغلاق للشر وقسم مغلاق للخير مفتاح للشر فاتقوا الله تعالى واستعينوا على أن تكونوا من مفاتيح الخير ومغاليق الشر واتقوا الله تعالى في السر والعلانية والغيب والشهادة.