رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حشود الكنيسة تحرم الأقباط من الأصوات

على طريقة "جاء يكحلها عماها"، كان تدافع الأقباط في منطقة شبرا ملمحا غير خاف على أحد خلال الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية، فعلى الفور بدا الربط منطقيا بين الأعداد  الكبيرة للمرشحين المسيحيين الذين تجاوز عددهم 40 مرشحا  من جملة 400 قبطي مرشح في باقي جميع المحافظات، وبين الإقبال غير المسبوق للناخبين الأقباط على عملية التصويت منذ الصباح الباكر ، والذين يمكن لأي أحد تمييزهم بسهولة خصوصا النساء اللائي بطبيعة الحال لا يرتدين الحجاب كنظرائهن المسلمات.

فلعل أول ما لفت الانتباه في دائرة شبرا الانتخابية ، ذات الكثافة السكانية العالية جدا ، ذلك الإقبال الكثيف من جانب المرشحين الأقباط على الترشح في هذه الدورة البرلمانية ، فهي وإن كانت تعبر عن حالة التعايش السلمي والانسجام التي طالما غلفت العلاقة بين عنصري الوطن إلا أن كثيرين يتوقعون أنه ربما يأتي بنتائج عكسية غير محسوبة بالمرة لدرجة قد تسفر عن فوز مرشح مسلم أو مسيحي لا يستحق بمقعد برلماني من قبيل الصدفة حينا والعناد أحيانا أخرى.

انقسام 

فقد عكس الإقبال غير العادي من الأقباط على الترشح والتصويت في هذه الدورة مخاوف لدى الناخبين المسلمين من وجود خطة منظمة لاحتكار المقاعد الانتخابية لصالح الأقباط لهدف ما، مما دفع كثير من الناخبين المسلمين للانصراف عن جميع هذه الأسماء القبطية ومنح الأصوات للمرشحين المسلمين دون النظر عمن يكون الأصلح ، وهو ما يعرف بمصطلح انقسام الدائرة وفيها تتحول عملية التصويت إلى أشبه ما يكون بإعلان حالة الجهاد الديني من الطرفين.

وهو ما ظهر جليا في عملية الاستقطاب الديني للتيارات الدينية المسلمة والتي كان يجسدها رمز "الفانوس" الخاص بحزب "النور" السلفي، في مقابل رمز "الصاروخ" لصاحبه القبطي المستشار روفائيل بولس الذي لا يتسلل إليه اليأس أبدا من عدم الفوز رغم خوضه التجربة الانتخابية ثلاثة مرات سابقة ولم يكتب له النجاح في أي منها.


وذلك على الرغم من حالة الألفة واللحمة غير القابلة للتشكيك في حجم الثقة وخصوصا التي يكنها الناخبون المسلمون للمرشحين الأقباط، وهو ما تجلى بوضوح في الدورات البرلمانية السابقة ، ففي إحداها كاد القمص صليب متى ساويرس أن يعتلي مقعد البرلمان على مقعد العمال لولا ألاعيب منافسه اللدود مرشح الحزب الوطني الذي كانت تفتح أمامه جميع الأبواب بل والصناديق المغلقة.

وكذلك فإن انتخابات برلمان 2010 لم تكن ببعيدة عن حسم النتيجة للمرشح القبطي رامي لكح الذي كان ينافس على مقعد الفئات عن حزب الوفد ، فلكح الذي اقترب كثيرا من قلوب الناخبين خلال الدورة السابقة والتي كادت تضمن له فوزا كاسحا على منافسه اللواء فادي الحبشي لولا تدخل بطانة الحزب المنحل التي أبت إلا أن تمنح المقعد للحبشي وتحرم منه لكح ،

نجد فرصته تتضاءل هذه المرة للحيثيات التي ذكرناها آنفا رغم ثناء كثير من المسلمين على حزب الإصلاح الذي أسسه لكح ومحمد أنور عصمت السادات.

نتيجة أخرى عكسية سببتها كثافة ترشح وتدافع الناخبين الأقباط أمام اللجان وهي ما يعرف بتفتيت الأصوات بالنسبة للناخبين المسيحيين أنفسهم فهذا في حد ذاته ربما يقف حائلا دون فوز مرشحين أقباط خلال هذه الانتخابات وفي ذات الدائرة التي لم تعرف يوما من الأيام تفرقة أو تعصب بين مسلمين ومسيحيين ، فأهالي شبرا لم يكن لديهم في يوم من الأيام أي مانع لمنح أصواتهم الانتخابية لوزير المالية الهارب خارج البلاد يوسف بطرس غالي لثلاث دورات متتالية حيث كان يحظى بقبول كبير بينهم لما كان يظهره من تودد .

حيث كان يحرص غالي على إقامة مائدة رحمن ضخمة في رمضان من كل عام وكان يتواجد فيها بنفسه ويتولى تقديم الطعام والشراب لأبناء دائرته ، كما كان يتفنن في إظهار المودة لأبناء دائرته حيث عرف عنه رفع شعار قضاء حاجة المسلم قبل المسيحي مما كان يرفع من أسهمه الانتخابية فكان يفوز بقوة الدفع الذاتي حتى من دون الحاجة لعمل أي دعاية انتخابية في دائرة المعهد الفني التي هو من مواليدها.

لذا يرى الكثيرون أن المرشحين الأقباط ارتكبوا هذه المرة غلطة سياسية بعدما قرروا أن يحرقوا أنفسهم بأيديهم خصوصا مع الانتشار المثير للافتات العملاقة بشكل يثير الاستفزاز حينا ويطرح عشرات التساؤلات أحيانا حول مصادر هذه الأموال الضخمة التي ينفقونها على الدعاية والهدف منها، مما يرفع سقف التوقعات بحرمان الأقباط من أي مقعد برلماني وفوز مرشحين مسلمين ربما لم يكن يدور حتى في أحلامهم الفوز في يوم من الأيام لولا الخدمة الجليلة التي أسداها له المرشحون والناخبون الأقباط والتي سهلت مأموريتهم إلى أقصى درجة .