رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عفواً وزير الداخلية.. خانك التعبير

 

تصريح غريب أطلقه محمد إبراهيم، وزير الداخلية عن أن الإخوان والسلفيين سيفوزون بالانتخابات إذا أجريت الآن بسبب ضعف الأحزاب.

كلمات الوزير تثير المئات من علامات الاستفهام وتدعم وجهات نظر من تحاربهم الدولة ومن يتعاطف معهم، البعض قال إنها تصريحات عفوية ولكنها كشفت نية الدولة فى تأجيل الانتخابات البرلمانية، وأن هناك مخططاً يجرى تدبيره الآن لتأجيلها رغم تصريحات المسئولين بإجرائها فى يناير، واستشهد هؤلاء بتساؤل الرئيس السيسى عن إمكانية تأمين الانتخابات الآن؟
لقد دفعنى تصريح وزير الداخلية العجيب للتفكير فيما يجرى حولى، ففى الوقت الذى يتحدث فيه الجميع عن بشاعة إرهاب الإخوان، وازدياد كره الشعب لهم مع كل عملية إرهابية يسقط فيها شهداء من الجيش أو الشرطة، ويبرز الإعلام كيف أن المواطنين خرجوا لمشاركة الشرطة فى مطاردة عناصر الإخوان التى تثير الشغب وتقطع الطرقات، وهذا معناه أن غالبية الشعب الذى شارك فى 30 يونية وغيره يكره الإخوان الآن ويطالب بإعدامهم، فكيف يمكن أن يفوزوا إذا أجريت الانتخابات الآن؟
لقد دعم تصريح وزير الداخلية «بقصد أو بدون قصد» موقف الإخوان والمتعاطفين معهم حتى إن الدكتور محمد الجوادى المحسوب على جماعة الإخوان طالب فى تغريدة كتبها من قطر بمنح محمد إبراهيم جائزة نوبل مكافأة على تصريحه، وتمعنت أكثر فى التصريح فوجدت أنه يبرر فوزهم بضعف الأحزاب القائمة حالياً وهو مبرر غير منطقى لأن الأحزاب والحركات هى من قادت ثورة إسقاط حكم الإخوان، وأذكر منها جبهة الإنقاذ التى كان أحد أضلاعها «حزب الوفد» أعرق الأحزاب على الساحة السياسية.. كما أن الدولة فى عهد النظام السابق هى من أضعفت الأحزاب بالتضييق على أعضائها لصالح الحزب الوطنى، وبالتالى أحجم الملايين عن الانضمام للأحزاب

خوفاً من أن تُدرج أسماؤهم فى قوائم أمن الدولة السوداء، وانخفض عدد المشاركين فى الأحزاب وتزايد عدد أعضاء الحزب الوطنى الباحثين عن المصالح وراكبى الأمواج، ولم يتحسن الأمر كثيراً بعد الثورتين لأننا كنا فى مرحلة الريبة، بالتالى لا يستحب أن يعلل وزير الداخلية تصريحه الغريب بضعف الأحزاب، لأن الخوف المتراكم فى النفوس بسبب سطوة النظام السابق الذى زرع عدم الثقة فى نفوس الشعب، بالإضافة لقلة الوعى السياسى  جعل الغالبية من أبناء مصر المقيدين فى كشوف الناخبين يرفضون الانضمام  لأحزاب، فهل جميعهم مع الإخوان والسلفيين؟.. وإذا كان ذلك صحيحاً على سبيل الفرض ومعهم هذه الأغلبية «وهذا ليس صحيحاً» فمن الأولى أن تتوقف الدولة عن حربها ضدهم الآن وتحتويهم لينخرطوا فى المجتمع لأنهم أغلبية وحتى لا تبدو الصورة هكذا على أن النظام الحالى الذى اكتسح الانتخابات يقف ضد الأغلبية التى انتخبته.
سيدى وزير الداخلية عليك أن تعترف أن التعبير قد خانك، ربما حدث الخطأ بعفوية أو بسبب طيبتك أو صدقك المعروف عنك، ولكنه وقع وعليك أن تعتذر وتبرر هذا التصريح أو تفند ما وراءه إذا كنت تقصده.