رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدر عبد العاطي: مصر مركز الاستقرار في المنطقة

أرشيفية
أرشيفية

أجرى  سفير جمهورية مصر العربية فى برلين د. بدر عبدالعاطي حوارا مع صحيفة تاجيس شبيجل الألمانية واسعة الانتشار 

مصر قبل إجراء الانتخابات: "غير مسموح بالفوضى"، تحدث خلالها عن احترام الحقوق الأساسية والقيم الديمقراطية ومكافحة الإرهاب.

تاجيس شبيجل: سعادة السفير، هل تعتبر مصر بلداً أمناً ؟

السفير :  نعم، هى كذلك، وإن كانت لدينا بعض الحوادث التي تقع هنا أو هناك مثلما يحدث في الكثير من دول العالم الأخرى، لكن مقارنة بالأوضاع فى الدول المجاورة تعتبر مصر مركز الاستقرار فى المنطقة.

تاجيس شبيجل : لا توجد مشكلات ؟

السفير : لدينا بالطبع مشكلات في بعض الأماكن المنعزلة، فى الغرب على الحدود الليبية علي سبيل المثال وفي شمال سيناء، لكن لا توجد  دولة محصنة من الإرهاب، ونبذل جهداً كبيراً لمكافحة هذا التهديد.

تاجيس شبيجل: إذا كانت مصر دولة آمنة، فبماذا تفسر اذا مقتل 12 سائحاً و مصرياً في نهاية الأسبوع علي أيدي جنود  أثناء عملية مزعومة لمحاربة الإرهاب ؟

السفير : إنه حادث أليم للغاية ويؤسفني وقوع مثل هذا الخطأ، نعتذر لذوي الضحايا و نشاطرهم أحزانهم، والتحقيقات لا تزال مستمرة ولا أرغب فى إستباق نتائج التحقيق.

تاجيس شبيجل : يبدو أن السلطات لم تعد قادرة على ضمان تحقيق الأمن علي الأقل في بعض أنحاء البلاد، كما أن  السيطرة علي سيناء تتسبب علي سبيل المثال للقاهرة في مشكلات جمة ؟

السفير : حينما أتكلم عن سيناء فنحن نتحدث عن منطقة عسكرية في بقعة صغيرة في اقصي الشمال الشرقي بالقرب من قطاع غزة فى مساحة محدودة، وحينما كان الأخوان المسلمين في السلطة تجمع مقاتلون أجانب من أفغانستان و باكستان وغيرها من الدول هناك، وقد وعدهم الإرهابيون أنهم كجهاديين سوف يذهبون إلي الجنة، وعلينا حالياً مواجهة هذه المشكلة، لذا يحاول جيشنا تطهير هذه المنطقة من خلال عمليات مكثفة غير أن هذا سوف يستغرق وقتاً.

تاجيس شبيجل: كيف يبدو قانون مكافحة الإرهاب؟

السفير : يتعين في البداية أن نعترف أن الإرهاب هو الإرهاب و لا شئ غيره، فليس هناك إرهاب معتدل وإرهاب متطرف. لذا  يجب علينا جميعاً  محاربة الإرهابيين بكل حسم. ولا ينبغي التركيز فقط علي "تنظيم داعش الإرهابي" بل يجب أيضاً  الوضع في الأعتبار كل الجماعات المتطرفة، حيث أن جميع الأمور متشابكة فى موضوع الإرهاب. ولذلك من الأهمية بمكان بالنسبة لنا محاربة الإخوان المسلمين أيضاً لأنهم أساس هذه الظاهرة البغيضة التي يتعين علينا التصدى لها.

تاجيس شبيجل : تنتقد منظمات حقوق الإنسان هذا الأسلوب لما يترتب عليه في مصر من إنتهاكات حقوق إنسان و تعسف .

السفير : مع كامل إحترامي لمنظمات حقوق الإنسان، هذه المنظمات ليست على دراية بما يحدث فى مصر. فبالطبع نحن نقع في أخطاء، لكن غير صحيح الزعم بأننا لا نحترم حقوق الإنسان. فالعديد من الإرهابيين ناشطون في منطقتنا. و يمثل التوازن بين الحرب ضد المتطرفين وإحترام الحقوق الأساسية تحدياً كبيراً نسعى لتحقيقه.

تاجيس شبيجل : هناك نشطاء حقوقوين يقبعون في السجون منذ شهور دون تهمة أرتكبوها.

السفير : حينما يعتقد البعض أنه بإمكانهم التظاهر بشكل فوضوي ودون مراعاة القوانين فهم مخطئون . فقد أصدرنا قانوناً ينظم التظاهر بصفة شرعية علي غرار ما هو موجود في أوروبا أيضاً. غير أن التظاهر بصفة تعسفية غير قانونية لمجرد تحدي القانون يعتبر جريمة نظراً لأن القوانين في مصر موجودة لكي يتم إحترامها . والفوضي لن تقودنا إلي الطريق نحو الديمقراطية.

تاجيس شبيجل : إن التقارير التى تحتوى على إنتقادات للأوضاع تمثل خطوة علي درب  الديمقراطية غير أن الصحفيين عليهم مكافحة العديد من القيود لتحقيق ذلك . فكيف يتناسق هذا مع بعضه البعض؟

السفير: لا بد أن  نعترف بانه يوجد من حين لأخر خلافات أو مشاكل، لكن لا يمكن التعميم .

تاجيس شبيجل : ماذا عن الأحكام  الصادرة بالسجن ضد العاملين بقناة الجزيرة  بتهمة نشر تقارير خاطئة مزعومة .

السفير : لا بد من احترام القوانين السارية في مصر الخاصة بممارسة مهنة الصحافة، وصحفيو الجزيرة قاموا بإنتهاك القوانين المصرية ولم يحصلوا علي التصاريح المطلوبة وتمت محاكمتهم أمام القضاء المصري وعلينا أن نحترم أحكامه، خاصة وأن كافة الضمانات متوافرة للمتهمين للحصول علي محاكمات نزيهة ولهم الحق في نقض الأحكام، علماً بأن أهم مباديء الديمقراطية هو مبدأ الفصل

بين السلطات واحترام استقلالية السلطة القضائية.

تاجيس شبيجل : فيما يتعلق بالديمقراطية : في منتصف أكتوبر سوف تبدأ الانتخابات البرلمانية . فما أهمية هذا بالنسبة لمصر ؟

السفير : إنها خطوة أخري كبيرة فى اتجاة الديمقراطية .

تاجيس شبيجل : هل ستغير الإنتخابات شيئاً ما بخصوص الصلاحيات  الشاملة للرئيس عبد الفتاح السيسي؟

السفير : رئيسنا لا يحكم بمفرده وإنما في إطار الدستور، علاوة علي أننا نعمل حتي الأن  في ظل وضع إستثنائي لعدم وجود برلمان. وبحلول نهاية شهر ديسمبر سيكون لدينا هيئة تشريعية وبالتالي سوف نستكمل مؤسسات الدولة الديمقراطية الطبيعية.

تاجيس شبيجل: هل من الأمور الطبيعية إيفاد مصر سفيراً لها إلى إسرائيل بعد أربع سنوات وإعادة الدولة اليهودية فتح سفارتها في القاهرة ؟

السفير : لدينا معاهدة سلام مع إسرائيل ونحافظ علي إتفاقياتنا، لا أقل ولا أكثر. غير أننا ندعو إسرائيل بأعتبارها سلطة إحتلال إلى تحمل مسئولياتها الدولية حيال الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، ولابد من إنهاء الحصار فوراً.

تاجيس شبيجل : لكن مصر أغلقت أيضاً الحدود مع قطاع غزة.

السفير : هذا غير صحيح . نقوم بفتح الحدود بصفة دورية، ومعبر رفح  ليس مخصص للسلع بل للأشخاص العابرين ولأغراض انسانية.

تاجيس شبيجل : إسرائيل ومصر يواجهان عدواً مشتركاً هو حركة حماس الإسلامية. أليس من الأفضل التعاون بينهما؟

السفير : الوضع في غزة هو وضع صعب للغاية، وحماس تعتبر طرفا فاعلاً هاماً في فلسطين. والإحتلال الإسرائيلي يعتبر لحد كبير مسئولاً عن هذا الوضع المعقد الذى لابد من إنهائه، غير أنه بلا ريب يوجد أيضاً إنشقاق في المجتمع الفلسطيني. فالمصالحة الوطنية بين حماس ومنظمة فتح بقيادة الرئيس محمود عباس  لم تتحقق بعد.

تاجيس شبيجل : يتعين على أوروبا التعامل في الوقت الراهن مع مشكلة اللاجئين . فالالاف يرغبون فى التوجه إلى المانيا على وجه الخصوص. فكيف يُنظر في مصر إلي هذه المشكلة ؟

السفير : نحن لسنا دولة غنية. وبالرغم من ذلك أستقبلنا في الأعوام الماضية حوالي 5 مليون لاجىء من بينهم حوالي 350 ألف لاجئ سوري، وهؤلاء يعيشون بيننا ولم يتم إقامة خيام لهم أو معسكرات. بل تم أدماجهم في  نظام التأمين الصحي وإدخالهم المدارس ويحصلون على كل الخدمات الأخري المتاحة للمصريين.  غير أنه يتعين التعامل مع مشكلة اللاجئين والهجرة غير الشرعية في أوروبا من جذورها بمحاربة الإرهاب بكل قوة وحسم وفي إطار منهج شامل، مع العمل فى الوقت ذاته علي إيجاد حلول سياسية عاجلة للأزمات في المنطقة سواء الأزمة السورية علي أساس مقررات جنيف-1 والأزمة الليبية علي أساس اتفاق الصخيرات، وهذا يعنى دعم الحكومة الشرعية هناك وتقديم المساعدات التنموية لدول المنطقة، علاوة على ذلك لابد من القضاء علي التحالف بين الإرهابيين وعصابات المافيا والتهريب، وإلا سيستمر تدفق مزيد من الفارين وبصفة خاصة إلي  أوروبا .