رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اللواء محمد نورالدين لـ«الوفد»: جماعة الإخوان تتمتع بغباء مفرط ولم تحمل إلا الشر لمصر

اللواء محمد نورالدين
اللواء محمد نورالدين

دائماً ما كان يثار الجدل حول جماعة الإخوان وطبيعة أهدافها وتكوينها ولماذا أنشئت وما الذى فعلته فى مصر؟

أجهزة الدولة والدارسون لحركات الإسلام السياسى يعرفون بطبيعة الحال حقيقة الجماعة وأهدافها، كما أن غالبية الشعب المصرى الذى كان يتعاطف مع جماعة الإخوان إما جهلاً بحقيقتها أو نكاية فى الأنظمة الحاكمة، أو على اعتبار أنها جماعة دينية لا تعرف الكذب ولا الخداع ولا تسعى إلى سلطة أو حكم إنما هى مضطهدة من أنظمة الحكم!! إلى أن قامت ثورة 25 يناير واستولت جماعة الإخوان على السلطة فى مصر فسقطت أقنعة الورع والتقوى وظهر الوجه الحقيقى لهذه الجماعة فعانى الشعب من حكمها وقام برفضه ورفضها.

أكد اللواء محمد نورالدين، الخبير الأمنى مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن جماعة الإخوان لم تحمل إلا الشر لمصر لأنها تتمتع بغباء مفرط ولهذا تعتمد على تخطيط مخابراتى خارجى، وقامت فى جمعة الغضب باقتحام 99 قسماً ومركزاً للشرطة وحرقوا أسلحتها وأحرقوا أربعة آلاف سيارة شرطة، واصفاً الإخوان بأنهم يعتقدون أن حسن البنا وسيد قطب يعرفان الدين الإسلامى أفضل من عمرو بن العاص وصحابة النبى صلى الله عليه وسلم، مؤكداً أن هذه الجماعة «جابت آخرها» بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة وأن الضربات الأمنية الاستباقية أشعرت المواطن بالأمان وأصبح معظم المحرضين تحت قبضة الأجهزة الأمنية، مضيفاً أن أقباط مصر أثبتوا أنهم على درجة عالية من الذكاء والوطنية لأنهم فوتوا على الإخوان فرصة اندلاع الفتنة الطائفية.

> ما تقييمك للوضع الأمنى الحالى؟

- الوضع الأمنى الحالى ليس الأمثل ولكنه أفضل بكثير من العام الماضى، وكل يوم هو أفضل من اليوم السابق له بسبب عمليات الضبط المدروسة التى يقوم بها جهاز الأمن الوطنى لكوادر الإخوان والتى قللت حجم المخاطر التى كان يتعرض لها الشعب لأنه ملعوم أن محاكمات القتل والتحريض والتخابر سيصدر فيها أحكام بالإعدام، وجماعة الإخوان حتى لا يصلوا إلى هذه الأحكام سيضغطون بأقصى درجة على الحكومة حتى تتم مهادنة أو احتواء معهم، لكننا نرى الجهود التى تبذل فى مجال المنع والضربات الاستباقية والإجهاضية التى تقوم بها أجهزة وزارة الداخلية لمنع الأعمال العدائية، مما وفر شعوراً بالأمان خاصة فى ظل التغييرات التى قام بها الوزير مجدى عبدالغفار فى جهاز الأمن الوطنى وقطاع الأمن العام وبعض المديريات بوضع الرجل المناسب فى المكان المناسب.

> وماذا عن أثر قرارات الإعدامات الأخيرة لقيادات الإخوان على الناحية الأمنية؟

- بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة الإخوان جابوا آخرهم سواء فى سيناء أو الدلتا أو القاهرة وبعد أن روعوا الأقباط فى الصعيد وحرقوا الكنائس ولكن ظهر الأقباط على درجة عالية من الذكاء والوطنية وفوتوا على الإخوان فرصة الفتنة الطائفية فى مصر.. ولكن الجهود الأمنية على مدار العام الماضى وخاصة الشهرين الماضيين أوقفت تصاعد الأحداث وبالطبع مع قرب صدور أحكام الإعدام، ومع دراسة تاريخ الإخوان نعرف أنها سوف تقوم بتصعيد العمليات الإرهابية، وهذا يتطلب مجهودات من الأجهزة الأمنية لضبط كوادر الإخوان التى تقوم بهذه العمليات، وربما تفلت حادثة هنا أو هناك، ولكن السواد الأعظم من المحرضين والمخططين أصبح تحت القبضة الأمنية.

الضمائر الخربة

> ما حجم ونوع الإرهاب الذى تواجهه مصر الآن؟

- الإرهاب الحالى لم تواجهه مصر على مدى تاريخها مثلاً فى التسعينيات كنت رئيس فرع الأمن العام بمحافظة المنيا وكنت أتصدى لحركة الجماعات الإسلامية والجهادية وإمكانياتهم كانت محدودة ومحلية وكانوا يعتدون على محال الذهب للإخوة المسيحيين ويسطون على سيارات نقل الأموال وأسلحتهم كانت البندقية الآلية وفرد الخرطوش أو المسدس العادى، لكن حالياً توجد تمويلات خارجية من قطر التى تمول بسخاء وتركيا تمول بغباء وأيضاً أمريكا لأنها العدو الحقيقى والمخطط الرئيسى للإرهاب، وفى السابق كنا نقبض على الإرهابيين فى عين شمس والمطرية والجيزة وكرداسة وبولاق الدكرور أى فى الأماكن الأكثر فقراً أما اليوم فالإرهابيون فى التجمع الخامس والرحاب و6 أكتوبر وهذه المناطق السكن فيها غالى جداً، وأصبح الإرهابيون يملكون أسلحة متطورة جداً مثل الـ«ار بى جيه» والشرطة لم تكن جاهزة لصد هجوم إرهابى بالـ«ار بى جيه» لأنها أسلحة قوات مسلحة نظامية، ولذلك هم نكلوا ومثلوا بجثث شرطة كرداسة بسبب غلبة السلاح وليس بغلبة الشجاعة أو الدهاء وهذا تطور نوعى خطير جداً، لأن المال يمكن به شراء الأسلحة والذمم والضمائر الخربة وتأجير البلطجية.

> وماذا عن تنسيق الإخوان مع منظمات خارجية؟

- بالطبع كان يوجد تخطيط مخابراتى أجنبى يساعد الإخوان لأن طول عمر جماعة الإخوان تتمتع بغباء مفرط تحسد عليه، وإرهابهم معروف بمهاجمة أقسام الشرطة والكنائس لتأليب الوضع الداخلى وقطع الشوارع، ولم يكن يفكروا فى تفجير محطات الكهرباء أو ضرب محطات المترو والسكك الحديدية، وجراجات النقل العام، الآن كل هذا تخطيط يفوق قدراتهم الذهنية لأنه تخريب فى الأمن القومى والاقتصاد المصرى لضرب الاستثمار.

> كيف ترى دور جماعة الإخوان فى ثورة 25 يناير؟

- فى 25 يناير ثار الشعب على نظام قديم «شاخ» وترهل وتراجعت فيه الخدمات الصحية والتعليمية وكل نواحى الحياة، ولكن عملاء الإخوان و6 أبريل والثوريين الاشتراكيين ساهموا فى تفجيرها وازدياد نيرانها بدعم خارجى لتنفيذ مخطط أمريكى صهيونى لإعادة تقسيم الشرق الأوسط وبسرعة الانتهازية الدينية ركبت الإخوان على أكتاف الجميع حتى يخاطب الغرب جهة واحدة يضمنها وتتبع له، ولكن ترابط شعب مصر مع جيشه وشرطته وقضائه وإعلامه المستنير الذى أرى 90٪ منه إعلاماً وطنياً و10٪ طالته العمالة نجحوا فى وأد الفتنة ولم يمكنوا الإخوان من السيطرة لهدم مصر وهذا هو الهدف الرئيسى لهم.

الأهل والعشيرة

> وماذا عن دور جماعة الإخوان فى جمعة الغضب؟

- كان دوراً قذراً لأن الشعب خرج ثائراً ضد النظام وكان يتعامل مع الشرطة بشىء من الحذر ببعض السباب أو قذف الطوب ولكن الإخوان نفذوا الهجوم على أقسام الشرطة وأمن الدولة لديها الدليل على هذا، وأرسلوا فاكسات لأمناء المحافظات تقول نفذوا خطة حرق الأقسام وأجروا البلطجية وحرقوا 99 قسماً ومركزاً وحرقوا 4 آلاف سيارة شرطة وسرقوا الأسلحة ليسرقوا ثورة الشعب لصالح الأهل والعشيرة و«مرسى» كان صريحاً وغبياً لأنه أعلنها بالفعل لأهله وعشيرته، وفى الإعلام ظهرت منى الشاذلى تقول خيانة عظمى وانسحاب مريب واستضافت البرادعى ليتهجم على الجيش بأنه يصنع المكرونة وقابلت أردوغان موالى الإخوان والآن تقدم برنامجاً اجتماعياً بعد أن شوهت صورة الشرطة فى 25 يناير.

> وماذا عن حقيقة دور حماس مع الإخوان فى الهجوم على السجون؟

- دور حماس مع الإخوان دور خيانة وعمالة لأنهم كانوا مخططين وجاهزين لهذا اليوم وكانوا واثقين من هروبهم بدليل أن مرسى وإخوانه فى السجون يوم 27 يناير 2011 تهجموا بالقول على مأمور السجن وقالوا له سنخرج بكرة وسوف نحكمكم وسنحاسبكم ونرفدك لأنهم كانوا يعلمون بالمخطط، وحماس هى الذراع العسكرية لجماعة الإخوان ولذلك كانوا واثقين من التعاون الوثيق، فدخلوا مصر عن طريق الأنفاق.

> هذه الأنفاق كانت موجودة فى عصر مبارك فلماذا غض الطرف عنها؟

- نعم.. هذه الأنفاق تمت بموافقة مصر ومبارك غض الطرف عنها حتى لا تتم محاصرة الشعب الفلسطينى بالكامل ويتم عزله ومحاصرته إنسانياً وغذائياً وعلاجياً، وكان يتم تهريب المال والسلاح عبر الأنفاق ليقاوموا الاحتلال الصهيونى ومبارك كان يقول لرئيس المخابرات الإسرائيلى على الهواء مباشرة عندما يشكو من خطورة الأنفاق على إسرائيل «سد النفق من عندك» والنفق له فتحتين وكان يسخر منه.. وأنا عملت فى جهاز الأمن العام فى سيناء، وكانت المخابرات الحربية هى التى لها اليد العليا فى الحالة السيناوية، وكانت تتعامل مع بدو سيناء من أجل الهدف القومى الأعلى من أى عوامل أخرى، ولكن بعد 25 يناير فوجئت مصر أن الخطر جاء عن طريق الأنفاق وأن السلاح الذى سمحت مصر بتهريبه استخدمته حماس لقتل المصريين بدلاً من أن توجهه لعدوها الحقيقى إسرائيل.

الإمارة الإسلامية

> وما نتيجة العفو الذى أصدره مرسى لقيادات الجماعات الإرهابية؟

- نتيجة هذا القرار كانت فى منتهى السوء على الوضع الأمنى فى سيناء خاصة وباقى الجمهورية فى العموم، ومازلنا نعانى من أثر هذا القرار الذى لم يكن إلا فى صالح الجماعة، ولخدمة الأهداف الأمريكية والإسرائيلية لأن القيادات التكفيرية التى عفا عنها «مرسى» وأخرجها من السجون كان محكوماً عليها بالإعدام أو المؤبد وتم حشدهم فى سيناء وجاء إليهم كل إرهابى تم منعه من السفر بالإضافة إلى جميع أصناف الإرهاب فى العالم وتم تمويلهم بالمال والسلاح وسمح لهم بإقامة معسكرات للتدريب فى ظل حكم مرسى انتظاراً ليوم الصدام مع الجيش والشرطة بعد أن يعلنوا الإمارة الإسلامية فى سيناء تنفيذاً لوعودهم مع أمريكا وإسرائيل، حتى يوجدوا المبرر لإسرائيل بأن تعلن الدولة اليهودية، وحينها ستقوم بطرد جميع الفلسطينيين خارج أراضيها إلى سيناء طالما يوجد جوارها دولة إسلامية، وهذه الجماعات التى تحارب الدولة حالياً تحت مسميات مختلفة مثل أنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة وداعش والقاعدة وجيش النصرة وأجناد الله، هؤلاء جميعاً أعضاء التنظيم السرى للإخوان ولكنهم أغبياء لأن الدولة تأكدت من هذا منذ أن قال «الشاطر» للمشير «السيسى» حينما كان وزيراً للدفاع «سنحضر لكم شباب إسلامى ثائر من جميع أنحاء العالم وسيحرقوا البلد بالكامل» فرد عليه «السيسى»: «هاتهم وسوف نفرمك ونفرمهم»، وأنهى المكالمة عندما وجد التهديد علنياً وصريحاً.

> إذن مقولة أن جميع الجماعات التكفيرية خرجت من عباءة الإخوان صحيحة؟

- نعم.. ولا ننسى كلمة الزعيم السادات الذى كان سابق عصره بـ100 سنة عندما جاء إليه وزير داخليته النبوى إسماعيل وقال: يا افندم هذا ملف الجهاد، وذلك ملف الشوقيين وذاك ملف الجماعات الإسلامية، فرد عليه السادات يا نبوى أنا بقول عليك ضابط شاطر كل هذه الأسماء ما أنزل الله بها من سلطان وجميع الجماعات التكفيرية فى العالم تخرج من عباءة الإخوان ولهذا السادات كان سابق عصره والويل لمن يسبق عصره.

> كيف يدار الإرهاب فى سيناء؟

- أولاً يتم تفجير المدرعات بواسطة العبوات الناسفة عن طريق تليفون «الثريا» المتصل بالقمر الصناعى وليس لمصر سيطرة عليه أو عندما يفجر بها طائرة بها 5 طيارين عن طريق صاروخ أرض جو لم يصل إلى الخدمة فى القوات المسلحة لأنه من أحدث أسلحة الترسانة الأمريكية ولديهم طائرات بدون طيار لتفجير بعض الأماكن عن طريقها وكل هذه الأمور تفوق قدرات جماعة الإخوان مادياً ولوجيستياً وفكرياً فهذا يؤكد العمالة والخيانة لصالح قطر وتركيا وأمريكا والموساد.

> كيف يتم القضاءعلى الإرهاب فى سيناء؟

- لابد أن تتم عمليات تهجير مؤقت من شمال سيناء بالكامل كما فعلت مصر بتهجيرات 1967 والتى كان عدد سكان المدن المهجرين يقارب 6 ملايين بينما بدو شمال سيناء لا يصل إلى نصف مليون حتى تصبح سيناء مسرح عمليات وتستطيع القوات المسلحة القضاء على الإرهاب بالكامل، لأن الإرهابيين يتخفون وسط البيوت وبين العائلات ويخرجون ينفذون العمليات

الإرهابية ويتخفون مرة أخرى أو أن تتم سياسة حرق الأرض بمساحة 3 كم2 على الحدود وتكون خالية تماماً من المبانى والسكان ويتم تدمير الأنفاق نهائياً.

عملية مدبرة

> كيف ترصد جماعة الإخوان أمنياً؟

- هذه الجماعة لا تحمل لمصر إلا الشر الكامل، ولم يكن يعرف هذه الحقيقة إلا الأجهزة الأمنية وباقى الشعب كان مخدوعاً فيها على اعتبار أنهم بتوع ربنا، وكان يتعاطف معهم ويؤويهم والآن أصبح الشعب يعانى منهم بعد أن عرف حقيقتهم المخزية بعد أن سقط القناع المسالم الوديع عن وجه الجماعة، لأنهم عدو غبى وظهر هذا عندما اغتالوا 3 قضاة يوم صدور قرار تحويل أوراق قيادات الجماعة إلى فضيلة المفتى، لأن هذه العملية ليست وليدة لحظتها بل هى عملية مدبرة وتم عمل بروفة عليها استعداداً لصدور هذا القرار، وقبلها بيوم حاولوا استهداف المستشار معتز خفاجى بالتفجير أمام منزله ولولا يقظة الشرطة وشجاعة سائق التاكسى الذى ركب معه الأمن وجروا وراءهم وقبضوا عليهم وكان معهم صيدلى ينتمى إلى الفكر الإخوانى وفى التحقيقات قال: سبب استهداف المستشار لأنه يحكم بالقوانين الوضعية ومن لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر.

> لأنه مقتنع بأفكار سيد قطب عن الحاكمية الإلهية؟

- هذه المقولة تستهدف الجهلة لأن هذه الآية نزلت فى 3 حالات فى وصف حال اليهود فى واقعة محددة عندما ذهبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الحكم فى شريعتهم قاسٍ على الحالة التى جاءوا إليها اعتقاداً منهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد يقول لهم حكماً أخف فقال الله: وكيف يحكمونك وعندهم التوراة ونزلت الآية ومن لم يحكم بما أنزل الله فهؤلاء هم الكافرون.. الفاسقون الظالمون، وكان المقصود بالحكم فى شريعتهم من التوراة.

> ما أبرز عيوب جماعة الإخوان؟

- العنف الذى لا يعرفون غيره طريقاً وهدفاً للوصول إلى ما يريدونه، ولم يتعلموا طوال تاريخهم غير لغة العنف وإسالة الدماء بدءاً من اختلافهم مع المستشار «الخازندار» فقتلوه وهذه ليست سياسة تعتمد على فن الحوار والمراوغة وفن الحصول على الممكن.

> كيف تعامل الإخوان مع جهاز الشرطة بعد وصولها إلى السلطة؟

- حاولوا استقطاب الكثير من رجال الشرطة مع إنهم فى عداء تام معهم ولا يأمنون لهم، وللأسف الشديد حاولوا احتواء بعض القيادات بشراء بعض الذمم ليضمنوا ولاءهم للجماعة هذا بخلاف الخطب الرنانة الكاذبة التى كان يقولها مرسى فى المناسبات لدرجة أنه وصف الشرطة بأنهم فصيل من فصائل الثورة مع إن الشرطة كانت تتصدى للثورة، ولكنهم اشتروا أحد القيادات وقبض الثمن وأصبح عضو مجلس شورى وعضو لجنة الدستور، ومستشاراً للرئيس وعلى هذه الشاكلة، ضمنوا 3 أو 4 قيادات واعتقدوا أنهم بهولاء يستطيعون أن يسيطروا على جهاز الشرطة، وعينوا ضابطاً فى أمن الدولة مع إنه لم يعمل فى المباحث، وكان يقابل «خيرت الشاطر» على باب الأسانسير من الدور الأرضى وأحضر له كشف الأقدميات واختار الشاطر من يخرج من الوزارة إلى المعاش واختاروا وزيراً كانت مهمته الأولى هى هدم جهاز مباحث أمن الدولة وفى أول حركة خرج كثير من قيادات الشرطة استجابة للإخوان.

> ولكن هؤلاء عادوا للعمل بحكم المحكمة؟

- نعم هذه القيادات أقاموا دعاوى قضائية على الدولة وأقل تعويض لكل قيادة سيصل إلى مليون جنيه، ولابد من تحصيل هذه التعويضات من هذا الوزير الذى أخرجهم لأنه عك والدولة يجب ألا تتحمل هذا العك واللواء عمر الفرماوى بمجلس الدولة حكم له بالعودة إلى العمل ولكنه عاد إلى عمله فى عمر 59 سنة و364 يوماً ولكنه حضر يوم واحد للعمل من أجل كرامة أسرته.

الحقد والغل

> ما تفسيرك لحالة الحقد والغل تجاه الجيش والشرطة من جماعة الإخوان؟

- جماعة الإخوان تكره الجيش والشرطة ولديها حقد وغل شديدان تجاه رجال هاتين المؤسستين لأن هذه الأجهزة هى التى تحبط مخططاتهم على مر التاريخ ولا تسمح باستيلائهم على حكم المصريين بشريعة الغاب التى لا يعرفون غيرها، حتى تصبح مصر على أيديهم وبسبب أفكارهم الشيطانية مثل كندهار، دولة من دول العصور الوسطى لأنهم لا يعرفون غير التعصب والتشنج الباطل ولا يعترفون بحضارة أو فنون أو أى جمال فى الرسم أو الشعر أو الآثار بحجة أنها أصنام، مع أن عمرو بن العاص وصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يهدموا هذه الآثار، ولكن الإخوان يعتقدون أن حسن البنا وسيد قطب يعرفا الإسلام أفضل من عمرو بن العاص وصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم.

> وما علاقة جماعة الإخوان ومنظمات المجتمع المدنى؟

- مصر ليست ضد منظمات المجتمع المدنى، بل هى أول من شاركت فى صياغة وتأسيس منظمات المجتمع المدنى سنة 1945 فى عهد الملك فاروق ولكنها اعترضت على أمرين: الحرية الجنسية والشذوذ الجنسى «الزواج المثلى» وتغير العقيدة ثم وافقت مصر على تغيير العقيدة، إذن مصر دولة متحضرة، ومن حق شعبها أن يتمتع بأرقى حقوق الإنسان بشرط أن يمنع التمويل الخارجى لأنه لا توجد دولة فى العالم ستدفع أموالها لهذه المنظمات مجاناً بل يتم توجيهها توجيهاً صريحاً أو تحت زعم عمل دراسات وجمع المعلومات بأدق أدق التفصيلات داخل المجتمع المصرى ويتم إرسالها عبر منظمات المجتمع المدنى إلى منظمات خارجية مشبوهة، وإذا كنا نقول إن خطة تمكين الإخوان خطة أمريكية صهيونية، فالأمريكان والصهاينة هم الذين ينفقون على منظمات المجتمع المدنى فى مصر، إذن العلاقة هى فى من يساند الإخوان ويدعمهم، وبين هذه المنظمات التى تخرب المجتمع تحت دعاوى حقوق الإنسان.

> ماذا فعلت جماعة الإخوان فى مصر؟

- جماعة الإخوان منذ نشأتها سنة 1928 بدأت على إحياء الجريمة السياسية فى مصر بعد آخر جريمة سياسية فى مصر كانت مذبحة القلعة سنة 1811، ولكن على يد الإخوان قتل المستشار الخازندار وأحمد ماهر ومحمود فهمى النقراشى ومحاولة اغتيال عبدالناصر واغتيال الدكتور فرج فودة والشيخ الذهبى والسادات ومحاولة اغتيال محمد إبراهيم وزيرالداخلية السابق هذا بخلاف اغتيال رجال الجيش والشرطة والقضاء، فهم على مدار تاريخهم الأسود يقتلون من يختلف معهم فى الفكر والرؤية، وعملوا على تغيير هوية مصر بالكامل، واصطدموا مع الجيش والشرطة والقضاء والإعلام وجهزوا الأكلشيهات الخاصة بهم، فالقضاء وصفوه بالفاسد والشرطة طالبوا بهيكلتها والإعلاميون أطلقوا عليهم وصف سحرة فرعون والجيش هتفوا بإسقاطه واصطدموا مع الأزهر والكنيسة فكيف كانوا سيحكمون دولة يملك شعبها جينات الحضارة والعظمة ولكنها لا تظهر إلا وقت الشدائد حتى الرسول صلى الله عليه وسلم الذى قال عنه المولى عز وجل وإنك لعلى خلق عظيم، أخرجوا عنه حديث كاذب يقول إنما بعثت بالذبح وجعل رزقى تحت ظل رمحى وهو الذى بعث رحمة للعالمين، فهم منذ الملك فؤاد مروراً بجميع حكام مصر انشغلوا بأصول الحكم عن كيفية إدارة الحكم وعندما وصلوا إليه فشلوا فشلاً ذريعاً خلال السنة السودة التى حكموا مصر فيها، ولهذا لا يوجد إنسان أو جماعة أضروا بالحياة السياسية فى مصر كما أضر بها جماعة الإخوان منذ نشأتها لأن مصر كان بها دستور 23 وحياة نيابية محترمة تضارع الحياة السياسية فى أوروبا، لكن بظهور جماعة الإخوان تعطلت السياسة والديمقراطية وتعكر صفو المناخ السياسى السليم الذى ينهض بالشعوب والدول.