رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

7 جماعات جهادية تمتلك 37 مخزن أسلحة فى رفح والشيخ زويد والقرى الحدودية

بوابة الوفد الإلكترونية

انتشرت في شبه جزيرة سيناء عشرات الجماعات الجهادية والتنظيمات المسلحة عقب ثورة 25 يناير 2011 ، والتي كانت تختبئ تحت الأرض في عهد جهاز أمن الدولة المنحل ، والآن تتحدى الشعب والجيش المصري وكأنها قوة عظمى.

«الوفد» تفتح ملف الجماعات الجهادية بشبه جزيرة سيناء وترصد برامجهم وعددهم والتوزيع الجغرافي لكل جماعة .
تعتبر قرية المهدية معقل الجماعات الجهادية بشمال سيناء والتقينا  (م ص ) أحد المنشقين عن جماعة التوحيد والجهاد والذي « رفض ذكر اسمه»  خوفاً من تعقبه وعلى حياته في ظل الأوضاع الأمنية المتردية بالمنطقة .
والذي أوضح في بداية حديثه أن جماعة الإخوان المسلمين لا وجود لها في سيناء باستثناء مدينتي العريش وبئر العبد وعددهم لا يتجاوز 500 عضو وارتفع عددهم في عهد الرئيس المعزول إلى 6 آلاف وغالبيتهم من المنتفعين وفلول النظام الأسبق وأن التيار الإسلامي الرئيسي في شبه جزيرة سيناء هو التيار السلفي والذي يضم تحت جناحيه كل أنواع التيارات الأخرى بما فيها التكفيريون والجهاديون .
وأضاف أن هناك تنظيمات وتشكيلات أخرى تعمل لحساب أطراف خارجية مقابل الدولار وهذه التنظيمات لا مرجعية لها ، ولا هدف لها سوى المقابل المادي وعددهم غير معروف.
وروى ( م ص ) قصة صعود الجماعات في شبه جزيرة سيناء والتي بدأت عام 2002  عقب الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 28 سبتمبر عام 2000 م بعد أن شاهدت الأمة العربية والإسلامية عبر وسائل الإعلام المرئية المجازر الوحشية التي مارسها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ، وحملات الاعتقال التي طالت الشباب والأطفال وسلب حقوقهم وأراضيهم ، وارتكاب انتهاكات صارخة في حق شعب عربي مسلم لا يملك إلا حجراً ليدافع به عن نفسه أمام أكبر قوة عسكرية في العالم .
شاهدنا عن كثب كل الجرائم الإسرائيلية في حق إخواننا وجيراننا في فلسطين المحتلة التي لا يفصلها عنا  سوى عشرات الأمتار وهو ما جعلنا نخجل من الله ثم من أنفسنا لأننا لم نقدم ولم نفعل شيئاً إلى إخواننا في فلسطين ، وشعرنا بأن ما حدث في فلسطين سيحدث لنا هنا في سيناء.
وكنت أحد المنتمين للتيار السلفي في ذلك التوقيت ونتلقى العلم من أئمتنا بمدينة العريش التي تحظى بقدر كبير من العلم بخلاف مدينتي رفح والشيخ زويد ، وبعد شهور من بدء الانتفاضة الفلسطينية بدأت فكرة التسليح والرد والانتقام من العدو الإسرائيلي على المجازر التي ارتكبها في حق الشعب الفلسطيني ، ولنصرة الدين الإسلامي الذي كلفنا بالجهاد في سبيل الله ، وتم عقد اجتماعات سرية في مدينة العريش وأطلقنا على أنفسنا جماعة التوحيد والجهاد وكنا نحو 8 أفراد فقط ، ولكن ظل العامل المادي حائلاًً بيننا وبين قيامنا بالجهاد ، ثم انقطعت عن الاجتماعات لأسباب مرضية ، حتى فوجئت عام 2004 بنجاح التنظيم في أول عملية يقوم بها ضد الصهاينة بمدينة طابا.
كانت العملية بمثابة تحول نوعي في صفوف التيار السلفي في سيناء ، والرد على كل المتشككين في انتماء أبناء سيناء للوطن ، وسرعان ما تم كشف هويتنا نتيجة قيام الشهيد إياد أحد منفذي العملية بترك تسجيل صوتي لوالدته يبلغها فيه انه نال الشهادة .
ومن هنا بدأت حملة اعتقالات واسعة لكل الملتحين في شبه جزيرة سيناء ، وكنت أحد الذين تم اعتقالهم على خلفية العملية الاستشهادية ، حيث تعرضنا لكل أنواع التعذيب والبلاء ، واعتقلت أجهزة الأمن في ذلك الوقت نحو 3 آلاف شخص غالبيتهم من السلفيين والملتحين .
ومكثت في المعتقل أكثر من عام كامل حتى تم الإفراج عني بسبب تدهور حالتي الصحية ، وأثناء اعتقالي قام تنظيم التوحيد والجهاد بتنفيذ ثلاث عمليات دفعة واحدة بجنوب سيناء والتي اشتهرت باسم تفجيرات شرم الشيخ رداً على اعتقال أعضائه والأسلوب الوحشي الذي تعامل به جهاز امن الدولة مع المقبوض عليهم .
وبعد خروجي من المعتقل مكثت في بيتي 5 شهور لا أقابل أحداً ولا أتحدث مع احد وكأنني في منفى أو تحت الإقامة الاختيارية .
وأشار ( م ص ) إلى أن هناك عوامل متنوعة وكثيرة لعبت دوراً في نمو الجماعات الإسلامية في شبه جزيرة سيناء وكان أبرزها الإحساس بالذنب وتأنيب الضمير نتيجة ارتكاب معصية أو الوقوع في المحرمات وأنا أعرف عدداً كبيراً من الجماعات الإسلامية في سيناء كانوا يعملون في تهريب الأفارقة إلى إسرائيل وزراعة وتجارة المخدرات وكونوا ثروات ضخمة ومنهم من ارتكب معصية أثناء عمله في القرى السياحية بجنوب سيناء وهو ما دفعهم إلى التوبة والتقرب إلى الله ، كما أن القضية الفلسطينية و انتهاكات العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني كانت وراء انتشار التنظيمات والجماعات المسلحة ، ولا استثني من ذلك الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي أهمل سيناء طيلة 30 عاماً كاملة ، نعم سيناء تعاني من الفقر والمرض والجهل وهذا ثالوث مرعب وخطير على الأمن القومي المصري .
أضف إلى ذلك أن نسبة البطالة بين الشباب وصلت إلى 99 % وهو ما دفعهم لزراعة وتجارة البانجو وتهريب البشر وتهريب السلاح من أجل أن يعيش فهذه فرصته لكي ينجو من الموت ، كما ان غالبية أبناء المنطقة تم اعتقالهم في اسرائيل ومن هنا بدأت علاقتهم بالتنظيمات والحركات الفلسطينية واللبنانية !!
كما أن خروج الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة في سبتمبر 2005 م وانتشار الأنفاق في رفح ساهم في فتح قنوات اتصال مباشرة مع الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس التي لعبت دوراً كبيراً في انتشار السلاح بالمنطقة ، وهنا لعب القدر دوره فحركة حماس لها علاقات ببعض الدول مثل سوريا وإيران وحزب الله في لبنان ، وبعض البدو المنتمين الي الجماعات الجهادية الذين كانوا يعملون في تهريب البشر وعلى علم ودراية بأماكن الضعف والقوة للحدود المصرية سواء في السلوم أو مطروح أو البحر الأحمر ، ومن هنا بدأت تتشكل أكبر شبكة لتهريب السلاح ، في الوطن العربي ، ولم تكتف بذلك حركة حماس بل قامت بتدريب الجماعات الجهادية في غزة ، وقامت بإرسال كوادرها لتدريب الجماعات في سيناء وكان الشهيد الجعبري من يتولى عمليات تدريب الجماعات الجهادية في غزة .
وأكد ( م ص ) أن ظهور الأنفاق ودخول حركة حماس وتدخلها في سيناء أدى الى زيادة وانتشار التيار السلفي في شبه جزيرة سيناء والذي خرجت من تحت عباءته جماعات جهادية بمسميات مختلفة وأخري للدعوة والتبليغ والتي لها دور في فرز الأعضاء الجدد حسب ثقافتهم ومنهجهم الفكري ، أي أنه في حالة إن كان العضو حريصاً على التعلم والسمع والطاعة ، فيتم نقله إلى شيخ آخر تابع لأحد التيارات الجهادية .
وتوجد الجماعات الجهادية بمسميات مختلفة، وأشهرها وأكثرها تنظيماً جماعة أكناف بيت المقدس التي خرجت من عباءة تنظيم التوحيد والجهاد ، وهدفها هو تحرير القدس من العدو الصهيوني وإقامة الخلافة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية ، وهذه الجماعة هي من قامت بتفجير خطوط الغاز وإطلاق الصواريخ على إسرائيل وقامت كذلك بعملية ايلات جنوب إسرائيل كما قامت بخطف الجنود المصريين وهو الحادث الذي استغلته المعارضة ضد الرئيس المعزول محمد مرسي لضرب الجماعات في سيناء ، رغم أن خطف الجنود جاء بعد سلسلة من الاحتجاجات والوعود الكاذبة للإفراج عن المعتقلين السيناويين .
وتتبنى هذه الجماعة أفكار تنظيم القاعدة وتتميز بوحدة صفوفها وتوجيه فوهات بنادقها وأسلحتها إلى إسرائيل وعملائها ، وهذا واضح في سلوك أعضائها من خلال التفجيرات الـ 15 لخطوط الغاز حيث نلاحظ أن لديهم حرصاً شديداً على سلامة السكان والعاملين المقيمين بالقرب من المحطات وخطوط الغاز حيث يتم إخراجهم من بيوتهم قبل التفجير كما أن جماعة أكناف بيت المقدس تنتشر في الوطن العربي خاصة  بالأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة ، وترتبط قياداتها وكوادرها في سيناء بالقائد « هشام السعيدني « أردني الأصل وجاء إلى غزة منذ 5 سنوات ، وهو يرفض حكم حماس ويعمل على الإطاحة بهم من خلال جماعته

.
وجماعة أكناف بيت المقدس في شبه جزيرة سيناء يبرز وجودها في القرى الحدودية وتحديداً بقرية الجورة ونجع شبانة والمهدية والبرث والمقاطعة والتومة بالشيخ زويد ورفح ووادي الازارق والقريعة والقسيمة بوسط سيناء وقد نفت هذه الجماعة مراراً وتكراراً علاقتها بما يحدث في سيناء من استهداف للجنود المصريين أما عدد أعضائها فيتجاوز ألفي مجاهد .
أما جماعة أنصار  الجماعة أنصار بيت المقدس فتأتي في الترتيب الثاني ومنتشرة بقرية  برفح وبعض القرى الأخرى بمدينة الشيخ زويد وهي جماعة مسلحة تريد أن تفرض منهجها على المجتمع حيث تتدخل في شئون وسلوكيات الأفراد ، وظهرت أيضا عقب ثورة 25 يناير ، وقامت بإنشاء محاكم شرعية تتبع الشريعة الإسلامية لأنها لا تعترف بالقانون المصري أو بالعرف السائد بين المجتمع السيناوي وعددهم يتجاوز 2500 عضو ويتم تمويلها من غزة وقادتها على صلة بقيادات جماعة الإخوان المسلمين بالقاهرة.
وتأتي جماعة أهل السنة والجماعة في المرتبة الثالثة وهي جماعة تابعة للسلفيين وهي جماعة دعوية ومنتشرة في كل قري ومدن شبه جزيرة سيناء وكل قيادي مسئول عن القطاع الذي يتبعه أي أن مدينة رفح لها شخص قيادي مسئول بها وتحته عدد من الأشخاص وكل واحد منهم مسئول عن القرية التابع لها ، و عددهم  لا يزيد علي 2500عضو.
وتأتي في المرتبة الرابعة جماعة التوحيد والجهاد وتنتشر في قرية الماسورة برفح والخروبة والسكاسكة والوادي الأخضر بالشيخ زويد  والمزارع بمدينة العريش وفي قرية بغداد والمغارة وجبل الحلال وجوز ابو رعد وأم شيحان بوسط سيناء وقريتي الخروم والرويسات بجنوب سيناء وعدد أعضائها 1500 عضو.
وتأتي في المرتبة الخامسة جماعة لا علاقة لها بالكتاب ولا السنة وهي مجموعة من المنتفعين ولهم مصالح مشتركة مع حركة حماس وبعض الحركات الأخرى بقطاع غزة ، حيث يتم تجنيدهم لتنفيذ مهام محددة مقابل عائد مادي مجز ، وغالبيتهم من أرباب السوابق ، وهم من قاموا بالاشتراك مع حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين في فتح السجون ، وقاموا بالهجوم على كمين الريسة والميدان يوم 27 يناير 2011 وقتلوا الضباط والجنود في هذا اليوم .
كما أنهم رصدوا مبالغ مالية مقابل خطف الضباط والجنود حددوا مبلغ 15 ألف جنيه على كل ضابط يتم تسليمه لهم و5 آلاف جنيه على فرد الأمن ، ثم قاموا بتسليمهم إلى حركة حماس في غزة مقابل 250 ألف دولار .
وهناك جماعة سادسة تكفيرية ، كفرت أسرتها وقبيلتها وحكومتها ، وقررت الهجرة إلى الصحراء ، حيث يقيمون في مناطق بعيدة بوسط سيناء وغالبيتهم يقيمون بمدينة نخل ، وكان زعيمهم شخصا يدعى محمد عيد التيهي والذي توفي في محبسه بالقاهرة عام 2012 م بعد أسابيع من اعتقاله بالعريش وعددهم لا يزيد علي 400 شخص .
وظهرت جماعة سابعة تطلق على نفسها جند الله ، وهذه الجماعة لها جذور في الجانب الفلسطيني ، ولكن سرعان ما اختفت هذه الجماعة التي كانت في بداية طريقها ، واعتقد ان اختفاءها جاء بعد مقتل زعيمها بقطاع غزة عام 2009 وهذه تأتي في آخر الجماعات المصنفة في شبه جزيرة سيناء ، أما باقي الجماعات فلا يتعدى الواحدة منها الـ مائة عضو ولا يوجد لها تأثير أو نشاط في سيناء ، وهي عبارة عن اسم فقط من أجل الحصول على دعم مالى أو لفتح باب رزق لها في تجارة الأنفاق.
وكل هذه الجماعات لها هدف واحد هو إعلاء الدين الإسلامي ، وتطبيق الشريعة الإسلامية وتعمل تحت لواء لا إله إلا الله .. محمد رسول الله وتلقب بلقب السلفيين أي انك إن قابلت أي شخص من هذه الجماعات يقول لك إنه سلفي فقط ، وغالبيتهم يتلقون دعماً مالياً من الجانب الفلسطيني مثل حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي وجند الله ولقد عرضت المؤسسة الرئاسية أثناء حكم المعزول على هذه الجماعات أن يتم تدريبهم ومنحها مبالغ مالية كبيرة جداً مقابل الدفاع عنها ، ولكن الجيش قام بعزل الرئيس قبل إتمام الصفقة ، وهو ما جنب البلاد حروبا أهلية إذا استمرت جماعة الإخوان في سدة الحكم.
وأضاف ( م ص ) أن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والإيرانية والايطالية والحمساوية موجودة في سيناء وتلعب في المنطقة بحرية عن طريق عملاء لهم ، وهذه الأجهزة تعمل على نشر الفتنة بين البدو والدولة وجمع المعلومات وزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة .
وعن نجاح الجيش المصري في القيام بعمليات أمنية لمعاقل التنظيمات المسلحة أكد ( م ص ) أن أجهزة الأمن ليس لديها المعلومات الكافية عن هذه التنظيمات أو أسلحتها بالإضافة إلى أن شبه جزيرة سيناء كبيرة وبها مناطق وجبال وعرة ولا أحد يجرؤ على دخولها أو محاربة أهلها ، وللحقيقة فإن إسرائيل الوحيدة التي تمتلك أدق التفاصيل والمعلومات الكافية عن هذه الجماعات بما فيها مخازن الأسلحة وعدد السلاح قطعة قطعة ، ومسكن كل عضو في هذه الجماعات .
وقال ( م ص ) إن الجماعات الجهادية تحالفت مع أصحاب الأنفاق وعدد من مهربي الأفارقة لمواجهة أى عمليات عسكرية يقوم بها الجيش المصري ، وأنهم يملكون أكثر من 37 مخزناً للسلاح للحفاظ على مصالحهم ، وأن الجهادية السلفية لا تريد الدخول في حرب مع الجيش المصري ، وفي حالة استعدائها سيتم الرد على الجيش بكل قوة .