رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فايز: مرسى أمام حلين الاستفتاء أو الاعتزال

فايز يتحدث إلي مندوب
فايز يتحدث إلي مندوب الوفد

وإذا انحط زمان لم تجد عاليا ذا رفعة إلا الألم .. هكذا يحيا الشاعر صلاح فايز علي ضفاف هذا البيت الذي كتبه الشاعر إبراهيم ناجى.

يعيش صلاح فايز ما بين كتبه وأوراقه ومزرعته، إلا أن التشوه الذي لطخ وجه محبوبته القاهرة وأحالها إلي ملامح كالحة فرض عليه إقامة قسرية، فإذا اضطر للمرور وسط القاهرة، عاد مكتئباً بعدما تحولت شوارعها الجميلة التي سحرته قديماً إلي نماذج لأقذر شوارع العالم، والوجوه المشرقة اللامعة التي كانت تتجول فترة الستينيات والسبعينيات حلت محلها وجوه أخرى ليس بها فرح أو تفاؤل أو ابتسامة.
الشاعر صلاح فايز هو أحد رموز شعر العامية الكبار، لونت أغنياته الجميلة سماء الأغنية منذ أن بدأ الموسيقار محمد فوزى الغناء له برائعته «يا ولاد بلدنا يوم الخميس هكتب كتابى وأبقى عريس» و«بعد بيتنا ببيت كمان»، ثم تواصلت أغنياته الجميلة عبر حناجر الأغنية في عصرنا الذهبي لتصل إلي 700 أغنية هي ضمن أجمل أغاني التراث المصرى.
في هذا الحوار شهادة صلاح فايز علي المشهد الحالى في مصر.

< كيف="" ترى="" مصر="">
- أري شيئاً مخيفاً، وكأنني أشاهد فيلماً ينتمي لسينما «الخيال العلمي»، فلم أكن أتخيل يوماً أن تتردى الأوضاع في مصر إلى ما هي عليه الآن، ومن المدهش أن الحالة السياسية فيها تشبه الغنائية والاقتصادية، فهذا العصر ليس عصر اتزان، فالغناء الحالى تدخل إلي الأذن منه أشياء لتخرج من الأخرى، وليتها تمس إحساس المتلقى بأي مشاعر إنسانية جميلة، لقد أصبح العصر مجدباً من المواهب الحقيقية، وأنا من الجيل السعيد الحزين، سعيد لأني استمتعت بأساطير الغناء لفترة ليست قليلة من الزمن، فترة نمت بالربيع فترعرعت عليه، ثم ما لبثت أنت أصبت بخيبة أمل متناهية بعد أن وصلت مصر إلي ما وصلت إليه من ترد فظيع في كل شىء.
< ما="" العوامل="" التي="" أدت="" إلي="">
- هناك عوامل متعددة أدت لهذا الانهيار منها التغيرات الاجتماعية والسياسية والأحداث المتلاحقة في مصر، فالمتغيرات في أساليب البث والإعلام من أسباب فساد الغناء، وأصبحنا نقلد أي شيء يحدث في العالم تقليداً ركيكاً أسوأ من تقليد الأعمى والأطرش، وأصبحت القنوات الفضائية والإنترنت طريقاً لبث هذا القبح ليل نهار.
< كيف="" ترى="" أداء="" جماعة="" الإخوان="" المسلمين="" بعد="" عام="" من="" حكم="">
- أحيى الحركة الجديدة التي تسمى «تمرد» ومن الواجب علي الشباب دعمها لأنه إذا استمرت مصر بهذا الشكل السلطوى الذي يحكم بالسيطرة والأخونة لكل المرافق ستصل مصر لا قدر الله إلي ما لا يحمد عقباه.
وأذكر هنا مشروع النهضة، ولا نهضة ولا يحزنون، فقط في مصر يوجد تمثال النهضة بميدان الجامعة الذي أبعده المثال محمود مختار، فمصر الآن تشبه فترة حكم المماليك حيث تراجع تأثيرها عربياً وإقليمياً.
< إذن="" ما="" الحل="" للخروج="" من="" الأزمة="">
- أحد أمرين، إما أن يتنحي الرئيس جانباً ويرضي باستفتاء علي وجوده بمنصة الحكم، أو تجري انتخابات جديدة ينشأ عنها حكومة ائتلافية تمثل جميع عناصر المجتمع لإنقاذ مصر مما هي فيه حالياً، ومن هنا أنبه المصريين إلي مشكلتين يجب علي أى حاكم أو رئيس جديد أن يعيهما وأعين الشعب عليه، الأولى مشكلة المياه وندرتها وسد النهضة بإثيوبيا، والثانية تعمير سيناء وتطهيرها من الإرهاب، وإبعاد المشروعات المشبوهة عن قناة السويس أما باقى المشكلات فيمكن حلها بعد ذلك.
< ما="" المنصب="" الذي="" تبوأته="" قبل="" تقاعدك..="" وهل="" تري="" الجيش="" هو="" المنقذ="" من="" حكم="">
- كانت آخر مسئولياتى نائب رئيس الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لأكثر من ثلاثين سنة، وتقاعدت وأنا بدرجة لواء. وللجيش مهام داخلية تتمثل أكبر ما تتمثل في مشاركته مع أجهزة الأمن الأخرى لأنه الأقوى والأقدر، وكذلك مهامه الخارجية في الحفاظ على حدود الوطن وسلامة أراضيه، وبهذا هو المنقذ. وأحب أن أشير هنا إلي مفهوم خطأ، لأن هناك أجيالاً ولدت في ظل الحكم العسكرى منذ يوليو، أياً كانت تسميته آنذاك ثورة أو انقلاب وحتي عصر المخلوع «مبارك»، وتولدت عند كثير منهم عقدة من هذا النظام، لأنهم فقط نظروا إلي مساوئه ولم ينظروا إلى إنجازاته، وحين دخلت مصر فترة انتقالية تلك الفترة التي كان يتولى فيها إدارة البلاد المشير «طنطاوى» وكان يتولى معه مجلس عسكري يضم ضباطاً وليس سياسيين، وهؤلاء الضباط كانوا يستشيرون السياسيين الذين كان منهم المخلص، ومن هو دون ذلك، وحين يسمي البعض هذه الفترة فترة حكم العسكر إنما هم بذلك يطلقون تسمية بغيضة، إذ إن كلمة العسكر تطلق علي المرتزقة، وجيش مصر العظيم ليس مرتزقاً، قد يكون جاهلاً بأساليب السياسة لكنه مخلص لوطنيته، وأي تجربة جديدة لابد أن يتدخل فيها الجيش الذي لن يتدخل إلا في اللحظة الأخيرة حتي يشعر الناس أنه المنقذ، وليكون هناك حكم عسكرى لفترة مؤقتة حتي تعود البلاد لأمنها وحياتها الطبيعية.
< ما="" رأيك="" في="" وزير="" الثقافة="" الجديد="" الدكتور="" علاء="">
- هو لا يعرف عن عالم الثقافة شيئاً وبالكاد يعرف عنوان مبني الوزارة، كما أنه موهوب في الإطاحة بالمثقفين والإداريين الذين التصقوا بالعمل الثقافى فاكتسبوا خبرة، ومع تقديرى للدكتوراة التي يحملها الوزير فهو يعمل بالمونتاج، فهل هذه الوظيفة تؤهله لأن يقود الثقافة في مصر، وهو بدون منجز ثقافي واحد، وهنا أطرح سؤالاً علي مكتب الإرشاد والجماعة هو: هل بعد أحمد هيكل وثروت عكاشة.. تدور الدائرة علي وزارة الثقافة ليصبح هذا الوزير الجديد مسئولاً عن ذلك المرفق المهم.. فحتي فارورق حسني لم يكن المثقفون مجمعين عليه تماماً، ولكنهم أيضاً لم يرفضوه تماماً.
< كيف="" تتوقع="" سير="" الأحداث="" في="" الذكرى="" الأولى="" لولاية="" الرئيس="" «مرسى»="" نهاية="" الشهر="">
- نعم أنا أحترم الرئيس، لكني غاضب منه، فهو ليس صاحب القرار، لأنه رئيس مكرر، فإما أن يخرج علي الشعب المصرى ويقبل باستفتاء علي بقائه في الحكم، وإما أن يستقيل، وهذا ضرب من الأحلام، فلو هو أراد ذلك سيمنعه مكتب الإرشاد، فهذه فرصة الجماعة الوحيدة للحفاظ على إنجازهم التاريخى.
واستشهد هنا بأغنية كتبها مأمون الشناوى لأم كلثوم ولحنها بليغ هى «كل ليلة وكل يوم» إذ يقول أحد مقاطعها «قولي إيه حلو في حياتى» فبهذه الكلمة أتوجه لـ«مرسى» ولهذه الجماعة بعد أن سودت حياة المصريين.
< هل="" تري="" إمكانية="" حدوث="" عنف="" يوم="" 30="">
- كل شيء وارد، لكني أنصح الجماهير الغاضبة بألا تنزلق إلي استخدام العنف، لأن ذلك يفسد شكل المطالب ويشوه صورتنا أمام العالم، وسيدفع القوات المسلحة إلي النزول للشارع قبل الوقت المناسب، وهذا

خطر كبير.
< كيف="" تري="" المخرج="">
- أن يلبس كل واحد عمته، ويكون الرجل المُناسب في المكان المناسب، وليس الرجل المناسب في المكان المناسب، وأقصد بالمناسب هذا الرجل الذي يتولى رئاسة مجلس الشورى أحمد فهمي الذي هو نسيب «مرسي»، فالأخونة لا تنفع ولا تصلح حتي يقود مصر ثلاثة أو أربعة من خريجى السجون تربوا علي السمع والطاعة، فجحور السجون أفقدتهم الكثير، والمصريون لا يقبلون أن يحكموا بهذا الأسلوب.
< ما="" نشاطك="" الفني="" خلال="" هذه="">
- الحقيقة أن الأحداث في مصر علاوة علي مناخها الفني دفعني لأن أشارك علي قدر طاقتي، فأنا لا أستطيع الهتاف في التحرير، لكني لدي أدواتي التي أعتقد أنها فاعلة فيمن يتلقاها، فقد أصدرت ديوان «في حب الوطن والناس» الذي تضمن ما كتبته أثناء حروب الاستنزاف وأكتوبر لتتذكرها وتعرفها الأجيال التي لم تعايش تلك العلامات المضيئة في حياة الأمة. ومنذ شهر أصدرت ديوان «حكايتي مع الزمان ده» وتضمن بعض الصور والانطباعات كما يدور في وطننا الآن، ولدي ديوان مازال قيد الإعداد بعنوان «سؤال بسيط.. فاضل كتير» وأصور به ما نحن بصدده من مشاكل وفيه أكتب الأزجال وليس الشعر العامى.
< ما="" أسباب="" سقوط="" الأغنية="">
- السبب أن الكل يريد أن «يغتني» بسرعة فيعطي الشاعر الجيد أغنيته لأنصاف المواهب ولا يوجد ملحن يلفت نظرى، إذ أشهرهم إما مقلد «لبليغ» وهو أصل، والمقلد له هو «كُم» في قميصه، وبعضهم ملحنون حدث لهم وهج علي قدر ما عندهم من موهبة ثم سرعان ما انطفأوا، وماتوا سواء كان ما قدموه من بنات أفكارهم، ومن أفكار آخرين محللين أو عالميين، وفرص الأصوات الجيدة لدينا لم تستغل كما ينبغي، فأنغام التي اشتركت في صناعتها لم تنجح حقيقة بعد أن افترقت عن أبيها، وشيرين تعبر في غنائها عن ردح أو عتاب أو تبكيت، لزوجها، ورغم أنها مثل قرن الفلفل الحراق في سلطة رمضان إلا أنها تلبس لبساً يمثل شكلاً أمريكياً ولا يمثلنا، وآمال ماهر تشعر أنها متضايقة من الناس، ومدحت صالح شبه متوقف عن الغناء، والحجار شغل نفسه بالغناء السياسى الذي ينبغى أن يكون في حياته عارضاً، فالغناء لغة القلب والسياسة جافة، والحلو حلو لكنه لا يجد فرصة، وهكذا تتبدد أجمل الأصوات لدينا.
< أليس="" هناك="" أمل="" في="" إصلاح="">
- ذلك لا يمكن أن يحدث إلا بالتدريج من خلال تغيير النظام الحالى والقائمين عليه في سدة الحكم، وتعود مصر إلى المفهوم الإعلامى الصحيح، والحكم المستنير دون إسفاف أو التفاف.
< هل="" هناك="" طريق="" لحل="" مشكلة="" القرصنة="" علي="">
- هذه من المشاكل التي يصعب حلها، لأن السماوات أصبحت مفتوحة، والقوانين التي تحكمها وتتحكم فيها قوانين ضعيفة.
< هل="" لديك="" أغنيات="" لكبار="" المطربين="" لم="" تظهر="">
- بالفعل توجد أغنية لوردة لم تظهر بعنوان «سرقتنا الأيام» من كلماتي وألحان الموسيقار «حلمى بكر» وشريط لمحرم فؤاد سجلنا منه أغنيتين بصوته وألحانه أيضاً، وأغنية لهاني شاكر من ألحان الموسيقار خالد الأمير.
< ألا="" تري="" أن="" دور="" اللجنة="" الموحدة="" للنصوص="" باتحاد="" الإذاعة="" والتليفزيون="" تجاوزها="">
- إن لجنة النصوص الموحدة التي تشرفت أن أكون عضواً بها علي مدار 12 عاماً، تحولت من لجنة لإجازة النصوص لتنفيذها إلي لجنة لتلقى النصوص المهداة من أعمال من خارج الإذاعة، أو تتلقى الأعمال التي تنتج للمناسبات، والأغاني الحلوة القليلة التي كانت تعرض علينا لم تكن تنفذ، وقد خرجت اللجنة منذ ثلاثة أعوام، رغم أنها تضم أسماء شعراء أكبر مني سناً، وعلي الأعضاء أن يستريحوا لأن ذوق الرجل الذي ولد عام 1915 يختلف كما وفد في الستينيات أو السبعينيات ولابد للجنة أن تستعين بأسماء موهوبة من الشباب، ومن المؤسف أن عمل اللجنة قبل ذلك لا يخلو من المجاملات.
< هل="" أنت="">
- أنا لا «أسودها» رغم انتمائى لجيل مكتئب، فمن رأي مصر الجميلة الفاتنة قبل ثلاثين عاماً يعز عليه أن يراها الآن وهي عجوز.

بطاقة شخصية
< الشاعر="" صلاح="" فايز="" مواليد="" القاهرة="" في="">
< حصل="" علي="" بكالوريوس="" العلوم="" العسكرية="" يوليو="" 1953،="" وليسانس="" الأدب="" الإنجليزى="" من="" جامعة="" القاهرة="" 1962،="" ودبلوم="" معهد="" السيناريو="">
< تقاعد="" من="" القوات="" المسلحة="" برتبة="" لواء="" عام="">
< كتب="" أكثر="" من="" 700="" أغنية="" لحنها="" له="" معظم="" ملحني="" مصر="" الكبار="" من="" جميع="">