رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رئيس إذاعة القرآن لـ"الوفد": الرفض عنوان رحلتي.. و"السيسي" أنصف ذوي الهمم

خلال الحوار
خلال الحوار

داخل الإذاعة التي عايشها على مدار عامين، أو يزيد، حلمًا بعيد المنال، أسند رأسه للوراء، وزفر كمن استراح بعد رحلة شاقة، ثم أطلق عبارته: لم يخطر ببالي ذات يوم أن أكون رمزًا ضمن سلسلة رموز إذاعة القرآن الكريم.

وحينئذ، وبعد تعاقب سنوات الرحلة التي بدأت من مدرسة "كفر الشيخ إبراهيم"-مركز قويسنا-محافظة المنوفية، لم أتوقع –وأنا الطفل مجهول الطالع، الطارق على أبواب قدر الله، أن أصل في منتهاها إلى هنا، غير أني ممتن لمسيرة مرصعة بالرفض، والصد.

يتذكر "رضا عبد السلام" لحظة بسط قدمه على الأرض، واضعًا قلمه بين إصبعيه، وهو يتهيأ لكتابة أولى كلماته، وتغمره ذات حكي عن والده مسحة حنين مقيم: علمني الكتابة بقدمي، وأصر على إلحاقي بالمدرسة، وهناك تدربت على الكتابة بفمي، وأتقنت ذلك.

اقرأ أيضا.. رضا عبدالسلام.. من أصحاب الهمم رئيسا لإذاعة القرآن الكريم

لم يتوقع خريج كلية الحقوق بتقدير "جيد جدًا" أن تسوقه خطاه للعمل الإذاعي، وعلى كونها رغبة بعيدة الفكرة، تبلورت، وتنامت بعد لقاء مع الكاتب الصحفي عبد الوهاب مطاوع بجريدة الأهرام، وقتئذ، لمعت في خاطره، وألقاها على محرر بريد الأهرام دون أثر لأمل.
خلال الحوار

وعلى حين تجري مقادير الشاب الذي روض اليأس، وقيده رغم ضمور ذراعيه، خاض منفردًا مشقة التجربة، رفضته لجنة إذاعة القرآن الكريم في أولى تجاربه، وساقه صدق الأمنية إلى إذاعة وسط الدلتا، فاختمرت أحلامه على مقربة من ميكروفون إذاعي إقليمي، وأشرق صبح التحقق بعد عامين داخل إذاعة القرآن حين كان "حلمي البلك"رئيسًا للإذاعة-آنذاك.

تنقل رضا عبد السلام طوال مسيرة استمرت نحو ثلاثين عام ما بين البرامج الحوارية، والمسجلة، وصار اسمًا إذاعيًا محفورًا في وجدان المصريين عبر برامجه "قطوف من السيرة، مساجد لها تاريخ، وسيرة ومسيرة"، وعلى تدرج الصعود اتكأ الحالم على زوجة لم تخذله، وطموح لا سقف له.
خلال الحوار

المذيع الذي اعتبر تفاعل الشعب المصري مع اختياره رئيسًا لإذاعة القرآن الكريم "مشهدًا تاريخيًا"، لم يغفل امتنانه للرئيس عبد الفتاح السيسي المساند لتمكين ذوي الهمم، معربًا عن أمله في أن تثمر تجربته عن تطور في آداء الإذاعة العريقة.

عن تجربته المراوحة بين المحنة، والمنحة، ومحطات الألم، والأمل، وخطته للتطوير الإذاعي، ورؤيته لمستقبل دولة التلاوة، كان لـ"الوفد" هذا الحوار:-

 

كيف كان الرفض على امتداد رحلتك؟

الرفض كان عنوان الرحلة، المدرسة، الشغل، الزواج، كل مرحلة كانت بدايتها الرفض

.

كيف كنت تحكم قبضتك، وتتخلص من مرارة مشاعر ما بعد الرفض؟

..كنت أحاول أن أحيا حياتي بالثقة، والقدرات، في كل مرحلة من مراحل حياتي.

 

- تحدثت كثيرًا عن أثر الوالد في صد الإحباط، واليأس..فإلى أي مدى كان أثر والدتك؟

-الوالد تحديدًا كان حائط الصد، لأنه كان يدفع عني الأثر النفسي، ودائمًا كان يحفزني بزرع الثقة، والقدرة، أما والدتي فهذه سيدة عظيمة، ورغم كونها أمية، كانت تعلم المتعلمين كيف تكون الحنان، والحرص على الأولاد، وكانت علاقتها مليئة بالحنان، الذي لم أجده دائمًا في حياتي، وخاصة أنها أم لثمانية أبناء، وكنت أنا رقم 3 في الأسرة، وولادتي كانت صدمة بالنسبة لها، لأنها في النهاية أم.

 

-إلى أي شئ ترجع الصدمة، هل لأن المجتمع ريفيًا؟

..لا، هو صعب على كل المجتمعات.

 

من أين استمد الوالد قدرته على المواجهة؟

..استمدها من إيمانه بالله، ثم إيمانه بي، وحرصه على استخراج قدراتي، وهذه مهمة من حوله، هو الذي علمني الكتابة، وأصر على تعليمي، وإلحاقي بالمدرسة، ولولا صموده في إلحاقي بالمدرسة ما كنت هنا..

 

كيف كانت ملامح تفوقك أثناء المرحلة الابتدائية؟

..كنت فضوليًا، وأسئلتي كثيرة، وهذا على كونه تعبير عن أن ثمة شئ ناقص وأسعى لاستكماله، وعندئذ تعلمت الكتابة برجلي، ثم بفمي، وهذه أشياء جعلتني محط أنظار الأساتذة.

 

هل تذكر أول مدرس بشر بقدراتك الذهنية، وتفوقك الدراسي؟

..نعم، أذكر الأستاذة فادية، هذه صاحبة الفضل الأول، وهي أول من استقبلني، وأحاطتني برعاية فائقة، وحنان منقطع النظير، وهذا ما ربطني بالمدرسة.

 

متى أدركت أن ثمة طموح داخلك؟

..في كل مرحلة من مراحل حياتي كنت متفاعلًا مع المجتمع، وأرى من خلال دراسة شخصيات كثيرة من المعاقين أدعو إلى تفاعلهم مع المجتمع، وعلى المجتمع أن يساعده.

 

-  هل عشت الحب في طفولتك؟

.. نعم، مثل أي تلميذ، وتجربتي الأولى، والأخيرة هي تجربة زوجتي، لأنني لم انتبه لهذا الأمر إلا بعد التخرج.

 

ومن كان مرجعيتك،  أومثلك الأعلى خلال تلك الفترة؟

..والدي فقط، ولم يكن أحد سواه.

 

وفي عموم الرحلة، من الذي ألهمك؟

.. "هيلين كيلر"-الأديبة الأمريكية-هي ملهمتي دائمًا، لقد تعلمت منها الإيمان، وكلما قرأت قصتها استشعر قوة خاصة تسري في جسدي.

 

هل كان التحاقك بكلية الحقوق رغبة، أم تنسيق؟

..حصلت على المركز الثاني في الثانوية العامة، والتحقت بكلية الحقوق، عن رغبة، ولم يكن في خاطري الالتحاق بالعمل الإذاعي، وكنت متفوقًا بكلية الحقوق، وحاولت الالتحاق بالقضاء، لكن الرغبة وقعت في دائرة الرفض، ورفضت العمل بالمحاماة.

 

كيف تبلورت رغبة العمل الإذاعي؟

..هذه الرغبة جاءت بشكل قدري، وتولدت بعد لقاء بالأستاذ عبد الوهاب مطاوع، وأثناء اللقاء نقلت له رغبة العمل الإذاعي، فأرسلني لأحد الإذاعيين، ورفضني بطريقة مهينة.

 

كيف التحقت بإذاعة طنطا ؟

..رئيس إذاعة طنطا في ذلك الوقت علم بالموضوع، فقال لي تعال، وستفعل ما تريد، وهناك عملت بكل شئ داخل الإذاعة، وبعدها بعامين دخلت اختبارات إذاعة القرآن الكريم مرة أخرى، وكان رئيس اللجنة "حلمي البلك"، وقلت له: اعطوني فرصة مثلما تمنحوها للناس، وقبلني، ووقع قرارًا لالتحاقي بإذاعة القرآن الكريم عام 1990.

 

هل تتذكر تفاصيل يومك الأول بالإذاعة؟

..هذا يوم تاريخي في حياتي، وقفت أمام الميكروفون وقلت: إذاعة القرآن الكريم من القاهرة.

 

بماذا شعرت آنذاك؟

..حياتي عبارة عن مجموعة من المحن تتبعها مجموعة من المنح، وشعرت فعلًا، أن عبارة "إذاعة القرآن الكريم من القاهرة" رسالة لكل من رفضني في حياتي، وملخصها "أنا موجود".

 

وماذا عن تدرجك داخل الإذاعة فيما بعد؟

..مكثت 6 أشهر أقول "إذاعة القرآن الكريم من القاهرة"، وبعدها ألحقت ببرنامج مساجد لها تاريخ بعد سفر مقدم البرنامج "رياض فهمي" للسعودية، وطورت البرنامج من الحديث عن المسجد كبنيان

إلى إضافة تفاصيل العمارة، والتاريخ، ومكثت أقدمه 15 عامًا، بجانب برنامج قطوف من السيرة.

 

هل كان قطوف من السيرة فكرتك الخاصة..وكيف بدأته؟

..نعم كان فكرتي، واقترحته على رئيس الإذاعة، وبعده قدمت برنامج "مع الصحابة"، ثم "سيرة ومسيرة".

 

-هل وصلت لمنطقة الراحة بعد ذلك ؟

-لا، ليس لدي قناعة بمنطقة الراحة، لكن في الإذاعة عملت كل شئ "البرنامج الحواري، المباشر، نقلت شعائر يوم عرفة من مكة المكرمة للإذاعة عام 2008، ونقلت أكبر مسابقة للقرآن الكريم، وأمسيات دينية على الهواء مباشرة".

 

-هل استعنت بتدريبات  للعمل الإذاعي أثناء رحلتك ؟

..لا، أنا صوتي سالك الحمد لله، وعلاقتي قوية بالقرآن، والأدب، وكنت أكتب شاعر، لكن معينه نضب منذ 20 عامًا.

 

حدثنا عن قصة زواجك، وإلى أي مدى غيرت مسار حياتك؟

..نشأت علاقة الحب بيني وبين زوجتي أثناء التدريس لها، وهي في مرحلة الثانوية العامة، وكنت في السنة النهائية بكلية الحقوق، ولم تكن الرحلة سهلة، لأن طبيب صحة بالقرية تدخل لمنع الزواج، وأقنع والدها قائلًا: كيف تعطي ابنتك لواحد كهذا؟..وحينئذ، ذهبت له، وقلت له: الذي يقف أمامك مذيع بإذاعة القرآن الكريم، ولا يوجد في المحافظة كلها 3 مثله، هل تعتقد أن يدي ليست موجودة فهذا يعني أني لست موجودًا، والمدهش أنه كان طبيبًا، وكان عندي إصرار، ورغم أني ضعفت بعض الوقت، هي لم تضعف أبدًا، وقلت لها: هذا الطفل مجهول الطالع، الذي يطرق على أبواب قدر الله، جلس على كرسي رئاسة إذاعة القرآن الكريم، وهي أكبر إذاعة في العالم.

 

عاصرت عددًا من قراء القرآن الكريم المحسوبين ضمن رموز دولة التلاوة، برأيك ما الفارق بينهم، وبين الجيل الحالي من القراء؟

..لكل زمن رجال، لكن كبار دولة التلاوة لهم خصوصية، وأظن أن الزمن لن يجود بمثلهم.

 

هل لديك خطة للنهوض بمستوى القراء؟

..لدينا خطة لزيادة رقعة التلاوات القرآنية الموجودة، وإضافة تسجيلات لم تكن موجودة للقدامى، والجدد.

 

سبق أن أعلن د.أحمد مصطفى رفض الإذاعة لتسجيلات الشيخ مصطفى إسماعيل بسبب صياح الجماهير، هل هذا صحيح؟

..في حالة وجود تسجيلات ذات صياح جماهيري زائد تتم معالجتها داخل الإذاعة، ولم أسمع بعرض تلاوات الشيخ مصطفى إسماعيل من قبل.

 

هل وضعتم شروط لاعتماد قراء جدد وفق خطة التطوير؟

..لدينا لجنة اختبار قراء، ومبتهلين، وليس لها نظير في العالم، لأن القارئ عندنا يجب أن يكون حافظًا لكتاب الله، ومتقنًا للمقامات المناسبة للقرآن الكريم، وجار الآن تشكيل لجنة جديدة، وسأكون أحد أعضائها.

 

هل ثمة نافذة للموهوبين للالتحاق بإذاعة القرآن الكريم؟

..نحن نوجه رسالة لكل من لديه موهبة أن يتقدم للالتحاق بإذاعة القرآن الكريم.

 

طموحاتك بعد رئاسة الإذاعة؟

..أحلم بأن تكون الإذاعة نافذة لمن يريد أن يعرف دينه معرفة صحيحة سواء من خلال مادتها الأساسية "القرآن الكريم"، والابتهال "الذي ليس له مثيل في العالم"، والبرامج الأخرى التي تمثل الدين الوسطي الذي ينبذ الإرهاب، ويدعو للوحدة، والوئام.

 

هل لهذه الخطة مدى زمني؟

..أسعى الآن لإعادة البرامج إلى خطها الصحيح، بمعنى أن تمثل البرامج أهدافها، ومضمونها تحت شعار "استقيموا يرحمكم الله"، وبعد ذلك شيئًا، فشيئًا ..

يلاحظ البعض أن ثمة فواصل إعلانية تتخللها لغة عامية لا تناسب خط إذاعة القرآن الكريم؟

..هذه الإعلانات معظمها لأعمال خيرية، وحتى لا نسبب ضيقًا للمستمعين خصصنا لها 10 دقائق نهارًا، ومثلها ليلًا، دون أن تتخلل البرامج.

 

إذا كانت لديك رسالة أخيرة تريد أن توجهها، ما هي، ولمن ؟

..أنا شديد الامتنان للشعب المصري لاستقباله لي كرئيس لإذاعة القرآن، وأشكر القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أنصف ذوي الهمم،لأن في عصره تبوأ رضا عبد السلام  -أحد رموز هؤلاء- موقعه الذي يستحقه، كما أشكر نيفين القباج وزير التضامن الاجتماعي لدعمها لي، وحرصها على تهنئتي برئاسة الإذاعة.

وأقول لذوي الهمم: "عليك الاعتماد على نفسك، واستخراج القدرات لإثبات ذاتك، لأنك إذا لم تفعل ذلك، فلن ينفعك أحد"، أما الشباب فأقول لهم:"إنما مصر إليكم، وبكم..وحقوق البر أولى بالقضاء/ عصركم حرٌ، ومستقبلكم بيمين الله خير الأمناء".