رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الوفد" تكشف خبايا وأسرار ملحمة السويس الباسلة

حرب أكتوبر المجيدة
حرب أكتوبر المجيدة

في الذكرى الـ 39 لأحداث ملحمة السويس الباسلة تلك السيمفونية الرائعة المتناغمة في كل حركاتها وتنوعاتها وإثبات روح التحدي والصمود والشموخ في وجه العدو والمستحيل.. وضد كل الضغوط العسكرية والسياسية والظروف المستحيلة أعادت لنا وللأمة العربية كرامتها، وغيرت من صورتها وحررتها من صدمة يونيو 1967.

ملحمة السويس التي أثبتت شجاعة وصلابة المقاتل المصري ومعدنه الأصيل، وأظهرت روحه المعنوية العالية وجرأته وقوة الدفع والتضحية بالنفس في تعاون كامل مع أبطال المقاومة من أبناء شعب مدينة السويس الصامدة.
سوف يحكي التاريخ بطولة مدينة السويس الباسلة في الدفاع عن أرضها وعن شرف مصر كالأساطير القديمة وحكايات الألف ليلة، وروايات المجد العظيمة كمثل يحتذى لأنها ملحمة بارزة ومشرفة في تاريخ الشعب المصري.
لكن كيف كانت مدينة السويس قبل بدء الملحمة.. وكيف تعاملت مع العدوان الآثم ومحاولة الاستيلاء عليها.. وكيف صمدت أمام محاولات محاصرتها؟
هذا ما يجيب عنه المؤرخ العسكري اللواء جمال حماد في كتابه «المعارك الحربية على الجبهة المصرية» عندما وصف حال مدينة السويس قبل بدء الملحمة الباسلة، وكان قد تم تهجير معظم سكان مدينة السويس الى خارج المحافظة منذ حرب الاستنزاف في عام 1968 ولم يتبق إلا عدد قليل لا يتجاوز الخمسة آلاف فرد، وكان معظمهم من أفراد الجهاز الحكومي ورجال الشرطة والدفاع المدني وموظفي وعمال شركات البترول والسماد الزيتية.
وجاء يوم 23 أكتوبر ليحمل في طياته الى السويس أسوأ إنذار فقد قامت الطائرات الاسرائيلية ظهر ذلك اليوم بغارات وحشية على شركة النصر للأسمدة، مما أشعل الحرائق في كثير من أقسامها، ولم تكتف القوات الاسرائيلية بالحصار البري الذي ضربته على السويس بقطع كل الطرق المؤدية اليها، ولا بالحصار البحري بقطع الطريق المائي المؤدي الى الخليج والبحر الأحمر.. بل عمدت الى توجيه أقصى أساليب الحرب النفسية ضد سكانها وبغير شفقة ولا رحمة بقصد ترويعهم والضغط على أعصابهم لحملهم على التسليم، ولهذا قامت بقطع ترعة السويس المتفرعة من ترعة الاسماعيلية التي تغذي المدينة بالمياه العذبة، كما دمرت شبكة الضغط العالي التي تمد السويس بالكهرباء من القاهرة، وقطعت أسلاك الهاتف التي تربط المدينة بالعالم الخارجي.. وكانت القيادة الاسرائيلية على يقين بأن أهل السويس سوف يقابلون دباباتها ومدرعاتها بالأعلام البيضاء حال ظهورها في الشوارع بعد أن أصبحوا في هذه الظروف المعيشية التي لا يمكن لبشر أن يتحملها، فلا مياه ولا طعام ولا كهرباء ولا معدات طبية أو ادوية للمرضى والمصابين أو اتصالات مع الخارج.
وفضلاً عن ذلك ركزت مدفعيتها وقصفها العنيف على الأحياء السكنية، وانطلقت طائراتها تملأ سماء المدينة لتصب على مرافقها ومنشآتها الحيوية وابلاً من صواريخها لتشعل في المدينة النار والدمار، وليخر تحت قصفها المدمر مئات من الشهداء وآلاف من الجرحى، حتى ضاق المستشفى العام بالجرحى والمصابين وأصبحوا لفرط الازدحام يوضعون على الأرض في طرقات المستشفى.. وكان الهدف من هذه الحرب النفسية الشرسة إقناع الجميع في السويس بأنه لا جدوى من المقاومة!! وأن الحل الوحيد للخلاص من كل متاعبهم هو الاستسلام للغزاة.
وفي مساء يوم 23 أكتوبر، وعقب حصار المدينة كلف العقيد «فتحي عباس» مدير مخابرات جنوب القناة بعض شباب منظمة سيناء بواجبات دفاعية وزودهم ببعض البنادق والرشاشات ووزعهم في أماكن مختلفة داخل المدينة، بعد أن أبقى بعضهم كاحتياطي في يده تحسباً للطوارئ.
وكانت هناك مجموعة من الأبطال المنتمين لمنظمة سيناء، لم يهدأ لهم بال ولم يغمض لهم جفن طوال ليلتي 23 و24 أكتوبر فخططوا لعمل عدة كمائن على مدخل السويس لملاقاة العدو.
وعندما أدرك العميد أ. ح يوسف عفيفي قائد الفرقة 19 مشاة الخطر الذي باتت تتعرض له مدينة السويس قرر بمبادرة شخصية منه ضرورة الدفاع عن المدينة التي ارتبطت بها فرقته بأوثق الروابط منذ سنوات طويلة حتى لا تسقط في يد العدو.
وفي يوم 23 أكتوبر أرسل قائد الفرقة سرية مقذوفات موجهة ضد دبابات العدو بقيادة المقدم «حسام عمارة» لصد العدو، بالإضافة الى هذه السرية أرسل الى السويس صباح يوم المعركة طاقم اقتناص دبابات بقيادة الملازم أول «عبد الرحيم السيد» من اللواء السابع مشاة بعد تزويدهم بقواذف «آر. بي . جي» وقنابل يدوية مضادة للدبابات.. ولم تنم المدينة الباسلة «مازال الكلام للمؤرخ جمال حمال» حيث ظل جميع أبنائها ساهرين طوال الليل في انتظار وصول الأعداء، وعندما نادى المؤذن لصلاة فجر 24 أكتوبر اكتظت المساجد بالناس وفي مسجد الشهداء بجوار مبنى المحافظة.. أم المصلين الشيخ «حافظ سلامة» رئيس جمعية الهداية الاسلامية، وعقب الصلاة ألقي المحافظ «بدوي الخولي» كلمة قصيرة أوضح للناس خلالها أن العدو يستعد لدخول السويس، وطالبهم بهدوء الأعصاب وأن يسهم كل فرد بما يستطيع، واختتم كلمته بالهتاف الله أكبر، وارتفع الدعاء من أعماق القلوب الى السماء.
ومن الساعة السادسة صباحاً بدأت الطائرات الاسرائيلية قصف أحياء السويس لمدة ثلاث ساعات متواصلة في موجات متلاحقة وبشدة لم يسبق لها مثيل، وكان الغرض هو تحطيم أية مراكز للمقاومة داخل المدينة، والقضاء على أي تصميم على القتال لدى أهل السويس، ومع ذلك أصبحت المعركة ضد الأعداء هى محور اهتمام الجميع.
وعندما سرت في المدينة أنباء النصر خرج أهل السويس جميعاً الى الشوارع يهللون ويكبرون  ويشاهدون في فخر وإعزاز مدرعات العدو المحطمة والتي تناثرت على طول شارع الأربعين، وخشية أن يفكر الاسرائيليون في سحبها قام «محمود عواد» من أبطال المقاومة الشعبية بإشعالها، وطالب «بدوي الخولي» بعد انتهاء المعركة من رائد شرطة «محمد رفعت شتا» قائد وحدة اللاسلكي إبلاغ القاهرة بأنباء المعركة وصدر البيان العسكري رقم 59 الذي يتضمن أنباء معركة السويس.
ولم تتوقف الاشادة بدور الفريق يوسف عفيفي في ملحمة السويس عند اللواء جمال حماد بل ذكر هذا الدور أيضاً الفريق سعد الشاذلي في كتابه عن حرب أكتوبر، والسفير محمد بسيوني الذي قال: الفريق يوسف عفيفي البطل الحقيقي في ملحمة السويس، ولم يأخذ حقه من الدعاية والتكريم، عكس غيره من الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً وهم أبعد ما يكونون عن الفكر العسكري وحمل السلاح.. لأن الفريق «يوسف» أمر بإغلاق مداخل ومخارج السويس ودعم رؤوس الكباري والمحاور الرئيسية في المدينة بأفراد من الصاعقة في زي مدني حيث اصطادت هذه القوات أفراد العدو بعدما دخلت مدينة السويس 24 دبابة اسرائيلية فأصاب أفراد الفرقة 10 ومجموعة القنص التي شكلها الفريق عفيفي 22 دبابة، وتناثرت أشلاء قوات «ابراهام ادان» قائد المدرعات وبدلاً من احتلال المدينة أمرت القيادة الاسرائيلية في بئر سبع قادة الألوية والكتائب في الثغرة بسرعة إنقاذ الجرحى وإخلاء القتلى والانسحاب من السويس.
فماذا قال البطل الحقيقي لملحمة السويس؟
بدأ كلامه بتحية الشهداء الأبرار، والأبطال المجهولين والمقاتلين الأوفياء، عرفاناً بفضلهم وحسن أدائهم وعطائهم في المعركة الباسلة تحت شعار الإيمان والشرف والجهاد، وسأل الله أن يؤتي كل ذي فضل فضله ويرزقهم الحسنى وزيادة.. وأكمل «بمرارة» قبل أن يدلي بشهادته عن أحداث ملحمة السويس 73 التي كان له شرف المشاركة فيها بقيادته للفرقة 19 بمبادأة منه، أن يذكر حقيقة أن بعض التفاصيل التي سبق نشرها غير الواقع، ومن المؤسف قد استقرت في ذاكرة الناس، وأصبح من الصعب تغيير ما رسخ في ذاكرتهم بحقيقة ملحمة السويس وطالما الذين يعرفون لم يؤخذ شهادتهم فقد آثروا الصمت وبهذا يدخل التاريخ أسرع الناس حركة وأعلاهم صوتاً وتسدل الستائر عن مقاتلين أبطال نذروا لله وللمبادئ وللقيم  والوطن أنفسهم وجهدهم وكفاحهم تضحياتهم واستشهادهم بعدما سطروا صفحات مضيئة في تاريخنا جيلاً بعد جيل، وشعاع ضوء في ضميرنا أعاد الثقة في قدراتنا، وكان برهاناً عملياً لاستنهاض الهمم والعزائم والاصرار على التصدي للخصوم والأعداء، ويرى الفريق «يوسف عفيفي» معركة السويس من أهم الأعمال القتالية الضاغطة والتي تأكد خلالها استمرار هزيمة القوات الاسرائيلية حتى المرحلة الخامسة والنهائية من حرب أكتوبر 1973.. فقد تميز القتال في هذه المرحلة على جبهة القتال - شرقاً وغرباً - بالضراوة والعنف، وتحطم أمام صمود المقاتل المصري، ما كانت تعتنقه القوات الاسرائيلية من أسلوب حرب الباريتزكريج «الاندفاع السريع بالدبابات والتطويق»، وإذا كان لنا أن نؤرخ لهذه الملحمة التي بدأت من الساعة السادسة و62 دقيقة من مساء 22 أكتوبر لخطة وقف إطلاق النار، واستمرت حتى العاشرة من صباح 29 أكتوبر لحظة وصول قوات الطوارئ الدولية لاتخاذ مواقعها بين القوات المتحاربة خارج مدينة السويس فإن حقيقة ملحمة السويس الباسلة وصمودها كانت أروع بكثير جداً من بعض ما قيل وتردد.
ولهذا يرى أن واجبه أن يقدم تفاصيل هذه المعركة بأبطالها الحقيقيين من القوات المسلحة الذين تطوعوا للدفاع عن مدينتهم بعد أن أدوا مهامهم القتالية بكفاءة عالية شهد لهم العالم بها.
قتال ما قبل النهاية
وفي استرجاع لذاكرة الفريق «عفيفي»، يتذكر القتال الشرس الذي دار خارج وداخل مدينة السويس، وهذا النوع من القتال يطلق عليه العسكريون بـ «قتال ما قبل النهاية» لأنه القتال الذي يلقى فيه الطرف المهزوم بكل ثقله في آخر محاولة لانقاذ سمعته أو بهدف تحقيق أي كسب، وهذا ما فعلته القوات الاسرائيلية واستخدمت فيه كل الوسائل القتالية والحرب النفسية حينما اعلنت على العالم كذباً انها استولت على مدينة السويس.. ثم لجأت لأسلوب المنشورات الذي ادعت فيه أنها احكمت القبضة على الجيش الثالث، ودعت المقاتلين المصريين البواسل للاستسلام، ومثلما فشلت اسرائيل في القتال فشلت في حربها النفسية أمام صمود وايمان المقاتل المصري.. لأن معركة السويس لم تكن معركة 24 أكتوبر بل سبقتها معارك ولحقتها معارك ضارية عندما حاولت القوات الاسرائيلية تكرار هجماتها على المدينة الباسلة بمختلف الأساليب، حتى تأكد لها أنها مدينة الحصن الحصين ولن تستطيع أن تقترب منها وإلا كان الفناء لقواتها.. حيث تأكد هذا من خلال الخسائر التي تكبدتها القوات الإسرائيلية التي بلغت 43 دبابة خلاف العربات المدرعة وتبين هذا من الكشوف التي قدمتها اسرائيل لهيئة الصليب الأحمر بضحاياها التي لم تعثر علي جثثهم وقد بلغوا (68) ضابطاً و(23) طياراً و373 جنديا لم يعثر علي جثثهم خلال القتال غرب القناة.
وقائع المعارك
حاولت القوات الإسرائيلية استغلال التزام قواتنا المسلحة بقرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار لتحقيق أي مكاسب لانقاذ ماء الوجه أمام العام، بعد الهزيمة الفادحة التي لحقت بها.. فكثف العدو غاراته الجوية علي قواتنا شرق القناة بتركيز وعنف لم يحدث من قبل.
(مازال الكلام) للفريق «يوسف عفيفي» قائد الفرقة 19 التي كانت تؤمن مساحة كبيرة من رأس كوبري الجيش الثالث شرق القناة وحينما استشعر رجال الفرقة المقاتلة، أن القوات الإسرائيلية تستهدف احتلال مدينة السويس.. تقدم الرجال تطوعاً لقيادة الفرقة يبدون رغباتهم للدفاع عن المدينة علي الرغم من أن الدفاع عن السويس في هذه المرحلة خارج مهمتهم القتالية فقد استجابت قيادة الفرقة 19 لطلب رجالها البواسل وقامت بإعادة توزيع قوات الفرقة لمواجهة القوات المعادية في الشرق والغرب معا، وتم احتلال السواتر الترابية علي ضفتي القناة، ووجهت النيران للعدو المتجه نحو السويس ودفعت مجموعة استطلاع ليلة 22- 23 أكتوبر لمنطقة معسكر «حبيب الله» بالضفة الغربية لإبلاغ الفرقة بنشاط العدو في هذه المنطقة.
وتم تحويل مواسير بعض المدافع لتغطية بعض قطاعات غرب القناة واشتبكت مدفعيتنا لمدة «3» ساعات ونصف نفذت خلالها مهام نيرانية منعت بها قوات العدو ودباباته من اقتحام مركز القيادة المتقدم للجيش الثالث، والذي كان يبعد عن مواقع هذه المدفعية بشرق القناة بحوالي 20 كم.
وفي العاشرة من صباح ذات اليوم تم دفع سرية صواريخ موجهة مضادة للدبابات بقيادة المقاتل «حسام عمارة» وعبرت القناة فوق ناقلة مائية وسط قتال رهيب جواً وبراً ونجحت في احتلال خط النيران علي بعد «8» كم شمال

السويس لملاقاة دبابات العدو المتجهة للسويس عن طريق المعاهدة شرق مطار «الشلوفة» وفي الخامسة والنصف تقدم لواء مدرع إسرائيلي بعدد «110» دبابات إلي الكيلو 109 علي طريق السويس وأيضا دفع كتيبة دبابات وسرية مشاة ميكانيكية في اتجاه المدينة، ولكنه فوجئ عند منطقة «المثلث» بقذفه بنيران قوية من مدفعية الفرقة «19» ودمرت له «8» دبابات وتم تشتيت الدبابات الأخري. وقام بتوجيه النيران العقيد «عزت موسي» رئيس استطلاع مدفعية الفرقة.. وفي نفس الوقت كانت توجد «10» دبابات معادية تعمل كمفرزة جانبية لتأمين اللواء الإسرائيلي المدرع وحاولت مهاجمة إحدي قواعد الصواريخ المضادة للطائرات شرق مطار «الشلوفة» مستخدمة الذخيرة شديدة الانفجار والرشاشات نصف بوصة، اشتبكت معها سرية الصواريخ المضادة للدبابات بقيادة «حسام عمارة» ودمرت «4» دبابات وارتدت باقي القوات وابتعدت عن قاعدة صواريخنا.
يوم الملحمة
المشهد صباح 24 أكتوبر الساعة الثامنة والنصف كما يصفه الفريق «عفيفي» حاول العدو التقدم بعشر دبابات علي طريق المعاهدة، وخصص «15» دبابة أخري للتقدم في اتجاه الشرق، فتدخل المقاتل «حسام» وسريته وتمكنوا من تدمير «9» دبابات للعدو علي محورين وارتدت باقي قوات العدو، وأدت سرية «حسام» دورها بشجاعة وصمود رغم تدمير عربة الذخيرة المضادة للدبابات. فأصدر العميد «يوسف عفيفي» آنذاك أوامره للرجل وجنوده بالتوجه لمدينة السويس والقتال بقذائف الـ «أر - بي - جي» حتي يعاد إمدادها بالصواريخ اللازمة.. ودخلت السرية المدينة الساعة العاشرة والنصف وتم تقسيمها إلي مجموعات اقتناص دبابات عند منطقة الأربعين والمثلث، وقد حاول العدو التسلل للمدينة بدبابتين و«4» عربات مجنزرة فقام الرجال بإطلاق قذيفتهم الأولي وتبعتها نيران كثيفة من قواتنا المسلحة، وقوات الدفاع الشعبي والشرطة ورجال منظمة سيناء وتحولت المنطقة إلي كتلة من النيران أسفرت عن تدمير مركبات العدو الست بمن فيها.
الهجوم الثلاثي
ويكمل قائد الفرقة 19: وعندما فشلت القوات الإسرائيلية في اقتحام مدينة السويس عاودت الهجوم بقوة أكبر .. سريتي دبابات «26» دبابة وسرية مشاة ميكانيكي «9» عربات جنزير من «3» اتجاهات، الاتجاه الأول: الجناين في اتجاه السويس.. والاتجاه الثاني: طريق مصر السويس اتجاه الأربعين.. والاتجاه الثالث: طريق الزيتيات في اتجاه بورتوفيق.. وتصدت المدينة الباسلة لهذا الهجوم علي الرغم من القصف الجوي الذي استمر «3» ساعات، وتصدت مجموعة مدفعية الفرقة 19 لقوات العدو لمنع تقدمها جنوباً فنقلت القوات الجوية الإسرائيلية هجومها الي قوات الفرقة المتمركزة شرق القناة، واستمر هذا الهجوم الجوي «6» ساعات وتمكنت من تدمير بعض الكباري المقامة علي القناة، ولكن أمكن استيعاضها بالمعديات والناقلات البرمائية. وعدلت قواتنا أوضاعها وخاضت معركة مريرة وشرسة ونجحت في الحفاظ علي مواقعها لحماية ظهر الفرقة «19» والحفاظ علي المنفذ الذي يصل بين قوات رأس كوبري الجيش الثالث الميداني ومدينة السويس.
ويذكر قائد الفرقة 19 انه في مساء ذلك اليوم تلقي إشارة لاسلكية من المقاتلين «حسام عمارة» و«عزت موسي» تفيد بتماسك المدينة وفشل قوات الجيش الإسرائيلي في الاستيلاء عليها.
وفي يوم 29 أكتوبر 1973 وصلت قوات الطوارئ الدولية واتخذت أماكنها بين القوات المتحاربة خارج المدينة الباسلة وليس داخلها، لان العدو لم يستطع الدخول بقواته والاستيلاء عليها بفضل بسالة الرجال وتضحياتهم التي شهد لها العالم.
الأعمال البارزة في المحلمة
يؤكد الفريق «يوسف عفيفي» ان الأعمال البارزة والبطولات والتضحيات كانت كثيرة ومتعددة ويصعب حصرها بالكامل ولكنه يذكر انه تم تكليف العميد أ، ح «حشمت جادو» بمسئولية تأمين الساتر الشرقي للقناة في قطاع الفرقة 19. وقام بتأمين الاتصال بين الفرقة 19 والكتيبة 141 دفاع إقليمي بمدينة السويس: ملازم أول «محمد سرور أحمد» وجندي «محمد سليمان» من الكتيبة 119 استطلاع.. والنقيب «أحمد عبدالعظيم عبدالجواد» قام بنقل المعلومات بالاتصال بين الوحدات.. وتم فتح نقاط ملاحظة متقدمة كل من ملازم أول «محمد العشري» كتيبة 119 استطلاع بمعسكر «حبيب الله» والملازم أول «سامح محمد مصطفي» في طريق المعاهدة والملازم أول «أحمد جمال» بفرقة عامر وكلاهما من نفس الكتيبة والعقيد «عزت سامي موسي» مدفعية الفرقة 19 في منطقة المكس.. ومعه الجندي «فايز عبدالحميد».
وقام كل من رائد «أيمن البهي» قائد المجموعة والنقيب «نصر» قنص الدبابات في تأمين المعابر بالضفة الشرقية، والرائد «محسن النعماني» من سلاح المدرعات الكتيبة 266 ميكانيكا بتأمين المعابر بالضفة الغربية للقناة.
وتم تلغيم الفتحات في الساتر الترابي وأيضا تلغيم مصاطب الدبابات في المنطقتين الشرقية والغربية علي يد رائد «محمد علي المنزلاوي» وملازم أول «محمد السيد عبدالعال» والملازم أول «عثمان حسين عيد» والملازم أول «محمود شكري علي» وقام كل من المقدم مصطفي حمودة قيادة الكتيبة 33 كب والملازم أول «وليم وديع عبدالمسيح» تشغيل اللنشات، والرقيب «محمد السيد بسيوني» بتجميع معدتين من كوبري مدمر يوم 23/10/73 وتشغيلهما في حوض الدرس، وربط الجيش الثالث في الشرق مع الغرب.. وقام بإخفاء معبر المعديات بالدخان كل من الرائد «محمد عبدالرسول» والرقيب «طه مختار» ومعهم «4» جنود.
وقام بتنظيم المرور علي المحاور والمعديات كل من رائد «عادل محمد حسن» والرقيبين «فرج عزيز عبده» و«حسن أحمد عمير» والعريفين «عبدالمعطي عبدالحميد» و«علي محمد حسين» وقام المقدم «حسام عمارة» قائد الكتيبة 37 سرية شمل مضادة للدبابات و«4» عربات صواريخ وعربة ذخيرة وعبرت إلي غرب القناة والتحرك علي طريق المعاهدة، وفي يوم 23 أكتوبر دمرت «4» دبابات للعدو، وفي 24 أكتوبر تم تدمير 9 دبابات إسرائيلية خلف معسكر الشلوفة و4 دبابات بالأربعين والعوائد.. ويوم 26 أكتوبر تم تدمير دبابتين للعدو وعربة مدرعة نصف جنزير وقام بالاشتراك مع مؤخرات مدينة السويس الملازمان أول «عبدالرحيم محمد السيد» و«السيد غراب» والرقيب «محمد عبدالعال»، وكانوا من كتيبة الاستطلاع 77 ودمروا «4» دبابات للعدو و«4» عربات نصف جنزير و«4» عربات لوري وهذا التدمير في 24 أكتوبر.
وأيضاً النقيب «فوزي شاكر» دمر دبابة للعدو بمنطقة العوايد يوم 26 أكتوبر، والجندي «مرزوق عبداللطيف» قام بتدمير دبابة علي الساتر الشرقي للقناة 26 أكتوبر، والملازم «فاخر فخري عبدالصمد» كتيبة 69 دمر دبابة في منطقة الكيلو 152 واستشهد يوم 27 أكتوبر.
وقام كل من الرائد «علي رضا عبدالعزيز» والملازم أول «أحمد مصطفي مراد» والجندي «محمد والي» باغارة علي موقع العدو عند الكيلو 152 ودمروا 3 دبابات وعربتين نصف جنزير يوم 26 أكتوبر.. وأيضا قامت مجموعة الرائد «علي رضا» قائد مجموعة قنص الدبابات المتطوعة وعددهم «15» ضابطاً و144 جندياً بتنفيذ خطة الدفاع عن محاور المدينة. والاشتراك في تنظيم الدفاعات عن المدينة مع وقف إطلاق النار 29 أكتوبر.
الأسلحة المشتركة في الملحمة
ثلث المدفعية في الأمام بعدد «74» مدفعاً وثلث المدفعية في الخلف بعدد «184» مدفعاً و222 مدفع قذف نيراني غير مباشر و333 مدفع قذف نيراني مباشر علي قوات العدو وفصيلة صواريخ «فهد» 4 قاذفات صواريخ وسرية شمل مضادة للدبابات و«4» عربات قذائف بالإضافة إلي عربة «ذخيرة» .. و«17» (أر. بي. جي) قاذف مضاد للدبابات، و«3» هاون 120 مم، و«3» هاون 82 مم وهاون 160 مم ومدفع 152 مم بالإضافة إلي معدات فنية وإشارة في مراكز الملاحظة علي محاور المدينة.
الأبطال الذين صنعوا النصر في الملحمة
الضباط: 444 ضابطاً 7800 صف وجندي. 25 ضابطاً متطوعاً و144 صف وجندياً متطوعاً منهم 12 جندياً من أبناء مدينة السويس.
خسائر العدو في ملحمة السويس
تدمير 43 دبابة منها 19 داخل المدينة والباقي خارجها وتدمير 9 عربة مدرعة نصف جنزير وتدمير 4 لوريات. وتدمير 17 ناقلة و14 شاحنة خارج السويس..
القتلي المميزون: 39 ضابطاً وجندياً داخل السويس، و80 ضابطاً وجندياً خارج المدينة وإضافة 20 من قادة الدبابات والمظلات داخل السويس بالإضافة إلي عدد غير مميز من القتلي والجرحي داخل وخارج مدينة السويس. ولم ينس الفريق «عفيفي» أن يذكر أحد الأعمال البطولية الخارقة للبطل «نمر نسيم» الذي أوقع «5» طائرات بصواريخ سام 7.