عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اغـتيال الـبراءة

بوابة الوفد الإلكترونية

دقائق قليلة عقب دخول الرائد محمد حمادي رئيس مباحث قسم شرطة كفر الدوار مكتبه بديوان عام القسم، فوجئ بدخول عدد من الأهالي وهم يحملون  طفلين لم يتجاوزا الخامسة من عمرهما في حالة  إعياء شديد وبكاء مستمر وعلي جسديهما النحيل آثار تعذيب تظهر تحت ملابسهما البالية وحفاة القدمين ويبدو عليهما الضعف والهزال الشديد، وقام بتهدئة الطفلين بعد أن طلب لهما بعض العصائر والحلويات حتي يكفا عن البكاء.

وتحدث أحد الأهالي الذين أحضروهما قائلا: إن الطفلين هما زياد «5 سنوات» وشقيقه زين «3 سنوات» تركهما والدهما منذ عدة شهور لدي جدتهما نجية «ربة منزل» ابنها محمد «عاطل» بعد أن قام بتطليق زوجته والدة الطفلين والتي كان يقيم معها بالقاهرة.
وأكد الأهالي أنهما اعتادا سماع صرخات الطفلين بشكل يومي بعد تعرضهما للتعذيب البشع في جميع أنحاء جسديهما وعندما يتدخلان لإنقاذ الطفلين كان يتلقيان جميع أنواع السباب من الجدة وابنها. وأكدوا أنهم لم يجدوا أمامهم سوي حمل الطفلين والحضور بهما إلي ديوان القسم لإنقاذهما من العذاب اليومي.
وبكل براءة قال الطفل زياد: يا عمو الضابط أنا مش عايز أرجع البيت تاني أنا وأخويا علشان هيموتونا من التعذيب اليومي في كل أنحاء  جسدينا دون ذنب وياريت ياعمو الضابط ترجعنا عند ماما علشان ترحمنا من الضرب المتواصل.
على الفور تم إخطار اللواء أشرف عبد القادر مدير المباحث، الذى أمر بتشكيل فريق بحث برئاسة العميد محمد خريصة، رئيس المباحث الجنائية، والعميد محمد عمار رئيس فرع البحث الجنائى بكفر

الدوار؛ لسرعة كشف غموض تلك القصة، وضبط المتهم بارتكاب تلك الأفعال البشعة فى حق هذين الطفلين.
وكشفت تحريات فريق البحث الأولية أن الطفلين تركهما والدهما منذ عدة أشهر عند جدتهما، ومن لحظة تركهما وجدتهما وعمهما لم يكفا على تعذيبهما.
وانتقل على الفور رجال المباحث لمكان مسكن المتهمين، وتم القبض علي عم الطفلين، واقتياده لديوان قسم شرطة كفر الدوار وإحالته إلي النيابة.
كما قررت تسليم الطفلين إلي والدتهما التي حضرت من القاهرة حيث تعيش وسط حالة من البكاء والفرحة والسرور احتضنت الأم طفليها وهى فى حالة هستيرية وأغرقت دموعها ملابس الطفلين مؤكده أنه لن يفرقها عنهما سوي الموت.
كما أمرت النيابة بإحالة المتهمين إلي المحاكمة العاجلة، وعلى الفور أصدر القاضي حكمه عليهما بعد قراءته سطور القضية التي تدمي القلب وعاقبهما بالحبس سنتين لكل منهما ليسدل الستار علي أبشع جريمة تعذيب ارتكبت في حق طفلين من إنسانة من المفترض أن تكون أماً لهما وليهدأ الشارع البحراوي الذي تألم كثيراً مع أنين الطفلين.