رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية "يوسف"

بوابة الوفد الإلكترونية

في المنزل الذي يظهر ثراء قاطنيه، في قرية "كوم يعقوب" بمركز أبوتشت، شمال قنا، كان السواد يعنون المكان، من الطابق العلوي في المنزل،  كان تأتي صرخات متقطعة من الأم، التي لم يجف دمعها علي أكبر أبنائها، المغدور به من جيرانه.

جريمة قتل الطفل يوسف شاكر حسن، ذو الـ11 ربيعًا، هي الأبشع في تاريخ مركز أبوتشت، خاصة أنها اقترنت بالخطف، ومرتكبوها في سن صغير، وتوضح مدي تراجع القيم والأخلاق والضمير، لدي أفراد جيل، تأثر بالمتغيرات الاجتماعية التي طرأت علي مجتمع الصعيد.

شاكر حسن هو مواطن بسيط، ضاق عليه العيش في بلده، فاغترب ليلحق بشقيقه في دولة الكويت، أملا في توفير حياة كريمة لأسرته وأولاده، يوسف، ورحاب، وأوري، وأحمد.

الأسبوع الماضي لعب الشيطان في رأس 3 من جيران شاكر حسن، وأعمارهم لا تتعدي الثلاثون عامًا، هم محمد عمر، 22 عامًا، وأحمد حسين 15 عامًا، طالب، إسلام ناجي 18 عامًا، عامل، لكسب المال الحرام، وتفتق ذهنهم علي رسم تفاصيل عملية خطف وطلب فدية مالية، من والد الطفل المغترب ووالدته هناء شحاتة 29 عاماً.

تلقى المغدور به "يوسف" اتصالًا علي هاتفه المحمول من إسلام ناجي؛ وانتحل فيه اسم زميل للمجني عليه، وطلب مقابلته ليمنحه درجاته في التيرم الأول، وابتلع الصغير الطعم وذهب إلي المكان المتفق عليه بجوار الوحدة الصحية في القرية، وهناك كان الشياطين الثلاثة منتظرون، تكالبوا عليه وأوثقوه بالحبال وكمموا فمه، وأتوا به إلي منزل مهجور.

حتى المساء لم يكن "يوسف" قد عاد لأمه، وبدأ الشك والقلق يساورها، دق جرس هاتفها، كان المتصل شخصًا غير معروف لها، أبلغها أنه يحتجز ابنها، وطلب منها فدية 200 ألف جنيه، نظير إعادته سالمًا إليها،  حررت الأم بلاغًا بخطف ابنها الأكبر في مركز الشرطة، وبدأت المباحث الجنائية في التحري عن الواقعة؛ في الوقت نفسه كان الأب يجهز نفسه ومعه شقيقه للسفر إلي مصر، ولم يدر بخلده أنه سيأتي ليشيع جثمان ابنه الأكبر.
في الوقت ذاته كانت القرية تغلي، الأهالي يبحثون عن الطفل في كل مكان، والشرطة تجوب القرية، وكان "يوسف" يشعر بذلك، وبدأ في محاولة الإفلات من الجناة بالصراخ الذي لم يكن

يصل لأحد سوي لخاطفيه، ومع مرور الوقت، بدأت أعصاب الخاطفين الصغار تنهار، وخشوا افتضاح أمرهم، ويروي عم المجني عليه خلف شاكر تلك التفاصيل قائلا "قرروا التخلص منه بشنقه، باستخدام سلك كهربي، وفق اعترافاتهم، ووضعوا جثته في كيس من البلاستيك وألقوها في مياه المصرف الزراعي المجاور لهم،  وغطوها بالقش، لكيلا يراها أحد المارة بجوار المصرف".
ولأن الجريمة لا تكتمل، اكتشف أحد الأهالي الجثة وأبلغ الشرطة التي، ضبطت المهتمين الثلاثة، وجددت النيابة العامة حبسهم 15 يومًا علي ذمة التحقيقات.

جريمة خطف وقتل يوسف، هي محاكاة  من الجناة لما يحدث من حوادث خطف، والتي شاعت في محافظة قنا، من بعد ثورة 25 يناير، حيث أصبحت تلك الجريمة هي أداة سهلة للحصول علي المال من الأسر التي تكتوي بنار خطف أبنائها، ولكن الغريب في تلك الجريمة أن مرتكبوها هم من جيران الضحية وأن أهل المتهمين كانوا يشاركون أسرة الضحية في البحث عن ابنهم المخطوف، دون أن يعرفوا أن من خطفه هم، أولادهم، عندما يغترب الأب، ليجلب قوت أولاده، تكون الأم هي كل شيء في حياة أبنائها، المكلومة والتي لم تفق من الصدمة، وتعيش بالمحاليل الطبية في ردهة المنزل كانت الأم قادمة بخطوات مثقلة من الألم والحسرة علي فقدان أكبر أبنائها،ولم تتوقف عن البكاء، وتدخل الزوج ليهدي من روع زوجته المكلومة، قالت " لا أعرف لماذا قتلوه، أريد ولدي، وراحت في نوبة بكاء وإغماء.