عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خُلع قبل الزفاف

بوابة الوفد الإلكترونية

قصة حب كانت حديث العائلة ومحط أنظار الجميع وأثارت حقد وحسد بنات الحارة التى تقطن فيها بطلة حكايتنا. فهو شاب وسيم ذو كلام معسول يشغل منصبًا مرموقًا. وحيد والديه ودلوعة أمه كما يقال. ولكنه اختارها من بين عشرات الفتيات اللاتى عرضن عليه للزواج. اختارها. فهى ايضا على قدر كبير من الجمال والرقة والحياء الذى ندر فى زماننا هذا.

تقدم لخطبتها وكان القبول سيد الموقف. وافق الأب والعروس عليه دون تردد أو أخذ مهلة للسؤال عنه، أو عن طبعه واخلاقه أو سلوكه وعلاقاته، كل هذا لم يكن بحسبان العروس أو أسرتها. فهو ترك فتيات الأسر الأفضل منهم وفضلها هى عليهن. فكيف تسأل عنه أو تتمنى أكثر من هذا الشاب. 

حدثت بعض التصرفات غير اللائقة من الشاب وأسرته ولكن تغاضى عنها الاب وابنته فى مقابل الاحتفاظ بالعريس وعدم تطفيشه كما يقال. تمت الخطبة وكانت ليلة لم تحلم بها الفتاة، تجمع فيها كبارات رجال المجتمع وسيداته والفتيات اللاتى تشبهن الممثلات. والشباب الذين لم تكن تراهم الفتاة الا فى القنوات الفضائية. وجلب لها فستانًا من أرقى بيوت الأزياء العالمية. وبدت كفراشة، جميلة هى وسعيدة سعادة لا توصف. 

وأصر العريس على عقد القران يوم خطوبته على أن يتم الزفاف بعد بضعة أشهر عند الانتهاء من تجهيز عش الزوجية. وأيضا وافقت العروس ووالدها على عقد القران. انتهت الليلة بهدوء وسعادة وسهر العروسان حتى الصباح. فهى فى حكم زوجته. 

مرت الأيام الأولى بعد الخطوبة وعقد القران فى هدوء، الخطيبان سعيدان ويقضيان وقتهما فى الخروج والبحث عن الأثاث والأجهزة لمنزل الزوجية. كل شىء هادئ. وكما تمنى الرجل وابنته وما زالت ابنته مثار حسد وغيرة من الجميع على هذا الشاب الذى جعل منها أميرة متوجة. ولكن الأمور لم تستمر هكذا. العريس يعتبر أن الفتاة فى حكم زوجته. وعلى العكس من ذلك والد الفتاة وأمها بحكم الوسط الاجتماعى يعتبرونها مجرد خطوبة. ولن تصبح زوجته الا بعد ليلة الزفاف.

الخطيب دأب على أن يبقى مع خطيبته للساعات الأولى من الصبح كلما جاء لرؤيتها وهذا يحدث كثيرا. وهذا أيضا يضطر الأب والأم البقاء فى حراسة ابنتهما وخطيبها حتى الصباح. ورغم الضيق والمعاناة التى أصابت الأسرة بسبب طباع الخطيب والورطة التى وضعهم فيها بعد موافقتهم على عقد القران لكن الأب تحمل هذا الوضع وتلك المعاناة حتى لا يغضب زوج ابنته المستقبلى. مرت شهور على هذا الحال. ولم يفكر العريس فى البحث عن شقة للزواج. 

وكلما سأله والد العروس عن مصير منزل الزوجية وموعد الزفاف، تهرب من الإجابة، أو أخبره أنه مازال يبحث. وشعر العريس أن والد خطيبته يشعر بالضيق والقلق من زياراته الليلية فغير مواعيد زياراته الى الصبح عندما تخرج الأسرة كلها للعمل و المدارس. ويغادر قبل عودتهم وحجته المعتادة أن الفتاة فى حكم زوجته. وبدأ الجيران يتهامسون عما يحدث. كيف يسمح الأب بما يحدث. وأن عقد القران لا يعطيه الحق فى ترك ابنته مع هذا الشاب بمفردهما فى المنزل فى غياب جميع أفراد الأسرة.

ووصل الهمس الى أذن الأب وشعر أن سمعته التى بناها على مدار عشرات السنين سوف يدمرها هذا الشاب المستهتر.

وعاد من عمله مبكرا ليجد خطيب أبنته فى المنزل وجلس معه وبكل هدوء طلب منه عدم الحضور الى المنزل فى غيابه. وغضب الشاب. إنها فى حكم زوجتى ومن حقى أن آتى فى أى وقت. واعترض الأب على الكلام ورفضه تماما وطلب منه سرعة تجهيز منزل الزوجية وإتمام الزواج. صمتت الفتاة. خرج الخطيب من المنزل غاضبا. 

ظنت خطيبته أنه ساعات ويعدل وأنه سوف يتفهم وجهة نظر والدها فهو أب ويخاف على سمعة ابنته. ولكن طال الغياب. أيام وليالي

لم يسأل الخطيب أو يعود لزيارة خطيبته. ولا يطلب الخروج معها. ورفض الرد على اتصالاتها أو على أى وسيلة اتصال. وتنامى الى علمها أنه على علاقات مع فتيات أخريات. 

وأمام كل هذا توجهت الفتاة الى منزل والدة خطيبها. وفوجئت بسوء معاملتها لها وأبلغتها أن ابنها لا ينتوى الزواج فى الوقت الحاضر وأمامه وقت طويل حتى يبدأ فى البحث عن شقة للزواج. 

خرجت الفتاة تلملم خيبتها ولكن مازال عندها بصيص من الأمل فى خطيبها الذى تحبه بكل جوارحها وهو أيضا كما كان يقول لها.أنه سيلين عندما يراها وسوف تعتذر له عما صدر من والدها وتشرح له وجهة نظرها. بحثت طويلا وتمكنت من مقابلته، وبنظرة عتاب. كيف تفعل بى ما فعلت. كانت تظن أنه سيقابلها بالحنين والشوق والاعتذار. ولكن كانت الطامة التى وقعت فوق رأسها: حكايتنا انتهت خلى أبوكى ينفعك. أنتوا عيلة متخلفة. وصب على مسامعها سيلًا من الإهانات وكال لها من السباب لها ولأسرتها. سالت دموعها فوق وجنتيها ولكنه لم يرها. 

عادت مكسورة القلب والوجدان خائبة الأمل فى أن يكتمل زواجها، ولكنها لم تيأس، استمرت فى محاولتها فى استرضاء خطيبها محاولة اعادته ولكن لا حياة لمن تنادى. وأمام هذا التعنت وفقدان الأمل سلمت الفتاة بقدرها وطلبت من والدها تطليقها منه وفورا بعد إذلاله لها وأنه كان يرغب فقط فى اللعب والتسلية بها.

وأرسل له الأب من يطلب منه تطليق ابنته والخروج بالمعروف ولكن مفاجآت هذا الشاب لا تنتهى فقد مات ضميره. فقد طلب من الوسيط إبلاغهم أنه لن يطلقها وأنه سيتركها معلقة عقابا لوالدها. 

مرت شهور على هذا الوضع. الشاب غارق فى علاقاته المحرمة على مسمع ومرأى من الجميع وزوجته معلقة كما أراد وقرر. 

ولكن الفتاة قررت أن تخرج من هذا السجن وتكسر ذاك القيد الذى أراده لها رجل بلا ضمير أو أخلاق. ورغم أنها ما زالت عذراء قررت اتخاذ الخطوة التى لابد منها. توجهت إلى محكمة الأسرة بزنانيرى. وتقدمت بقسيمة زواجها وأقامت دعوى خُلع من زوجها الذى لم يدخل بها بعد، نظر اليها موظفو مكتب التسوية بشفقة ولسان حالهم يقول: كيف هذا. قضايا غريبة نراها لأول مرة خلع قبل الزواج، عذراء تخلع زوجها. ولكن هذا ما حدث مع هذه الفتاة سيئة الحظ. وبدأت إجراءات الدعوى وتم اعلان الرجل. فماذا سيقول عندها. وكيف سيتركها معلقة كما كان يحلم انتقامًا منها ومن والدها لا لشىء سوى أنهما أرادا التمسك بالقيم والمبادئ!