رجل يطلب الخلع .. زوج يطلب من زوجته ان تخلعه هربا من جبروتها
تحوى أروقة محاكم الأسرة فى ربوع المحروسة ملايين القضايا والمظالم بين أقرب الناس، بين من كانوا أحبة وبينهم مودة ورحمة حولتهم خلافات ربما نكون فى كثير من الأحيان تافهة ولا تستحق أن تنتهى حياة ربما كانت من ممكن أن تستمر ببعض من الصبر.. قصتنا شهدت فصولها محكمة الأسرة بأكتوبر، ففى إحدى طرقات المحكمة وعلى احد الكراسى جلس رجل تعدى الاربعين من عمره ببضع سنوات.. بدا منهكاً يكسو المشيب رأسه والحزن أهم سيماء وجهة.. توجه إلى امين سر الجلسة يسأله متى سيمثل امام القاضى.. دقائق قليلة وجاء صوت الحاجب الجهورى ليخترق أذنيه.. هرول إلى القاعة.. وقف امام منصة العدل.. سأله القاضى اليس معك محام .. رد وهو مطأطئاً الراس لا سيدى.. انا من سأتولى الدفاع عن نفسى.. وجاء سؤال القاضى الثانى. لماذا تتهم زوجتك بالنشوز وعدم الطاعة.
وبدأ الرجل فى رواية قصته مع زوجته.. ارجو سيدى ان يتسع صدر المحكمة لسماع دفاعى.. واعطى له القاضى الإذن: عام ونصف عمر زواجنا فترة قصيرة جداً فى عمر الزمن والحياة الزوجية ولكنها مرت علىّ دهراً.. ثمرتها طفلة جميلة.. و١٤ قضية أقامتها زوجتى ضدى.. ومحاضر ضرب وتعدى وتبديد ومحاولات مستميتة من زوجتى بالاستيلاء على كل ما أملك.. حاولت عشرات بل مئات المرات ان اكمل حياتى معها من اجل طفلتى.. اغرقتها بالهدايا والاموال.. وتحملت اهاناتها لى بل تعديها على بالضرب.. وطردى من المنزل.. عام ونصف. فقط حررت ضدى ١٤ محضراً فى أقسام الشرطة.. استولت على كل ما هو ثمين فى المنزل.
ونقلته إلى منزل اسرتها.. وكأنها تزوجتنى فقط من أجل الاستيلاء على ثروتى.. نصحنى الاهل والاقارب باللجوء إلى وسطاء ربما يستطيعون إنهاء هذه المعركة التى اصرت زوجتى ألا تنطفئ نيرانها.. وعملت بالنصيحة وحضر اهل الخير للصلح وتقريب وجهات النظر من أجل طفلتى البريئة وخوفاً من ان تنشأ فى جو غير طبيعى.. وطلبوا من زوجتى التنازل عن القضايا وعودة الحياة إلى طبيعتها مع التزامى بتأمين مستقبلها بوديعة لا بأس بها فى احد البنوك.. الكل كان ينتظر موافقة زوجتى على العرض الذى لا يرفض ولأنهم ظنوا ان تكون هى احرص من الجميع على مستقبل ابنتها وكانت المفاجأة للوسطاء رفض زوجتى كل العروض ولا احد يعرف لماذا هذا العناد.. ذهب الوسطاء إلى حال سبيلهم وبقى حالى كما هو.. جحيم لا يطاق.. وجاءت اللحظة التى كان لا بد ان اخذ فيها القرار.
عرضت على زوجتى ان ننفصل ويذهب كل منا إلى حال سبيله مع التزامى بالنفقة والمؤخر ومنزل الحضانة وتلبية كل شروطها على أن تتنازل عن القضايا