أب يستغيث بمحكمة الأسرة: حرمتني من بنتي

بآخر طريق طويل بمكان متخم بالأرفف التي يحتل الصدأ قواعدها، ويستقر عليها أوراق مستندات وحوافظ مهترئة لقضايا ترجع لسنوات مضت بمحكمة أسرة زنانيري، استقر الأب الثلاثيني بهندامه المنمق، بمنأى عن الزحام، في انتظار أن يأذن له الحاجب الأبعيني بالمثول أمام القاضي، معلنًا حالة الاستنفار القصوى بكافّة حواسه.

 

وبكلمات تفوح منها رائحة القهر والحسرة سرد الزوج "صابر" حكايته قائلًا: "تزوجت منذ 5 سنوات، وذلك بعد أن رشَّحها لي أحد معارفي، وقال عنها إنها من أسرة فقيرة، ولا تريد من تلك الحياة سوى الستر والاستقرار، وأكد لي أنها على خلق، وخلال أشهر معدودة تمت الزيجة، وقدمت لها شبكة كانت مثار حديث قريتها الفقيرة، ونفذت لها كل رغباتها، ولم أرد لها طلبًا".

 

بنبرة تلمح فيها الندم قال الزوج: "رزقني الله بطفلة، وبدلًا من أن أنعم بالراحة والاستقرار انقلبت حياتي إلى كابوس، بسبب طباعها الحادة ولسانها

السليط ومعاملتها الجافة لي وتمردها الدائم عليَّ، وعندما ثرت عليها بسبب تصرفاتها تركت لي منزل الزوجية، وأقامت ضدى دعوى طلاق للضرر، وبمجرد أن علمت بأمر الدعوى أرسلت إليها ورقة الطلاق ومنحتها جميع حقوقها من نفقة عدة ومتعة حتى المشغولات الذهبية تركتها لها ليس من أجلها، ولكن من أجل ابنتي".

 

وقال الزوج في ختام حديثه: "التزمت بإرسال مبلغ شهري للصغيرة بشكل ودِّي، وكذلك بشراء ملابسها وجميع احتياجاتها، ولكنها رفضت أن تريني ابنتي، رغم كل ما فعلته، فلجأت لمحكمة الأسرة وحركت ضدها دعوى رؤية صغير، ولا تزال الدعوى منظورة".